فنان الشارع.. "عادل" يرسم الملوك والرؤساء بالنحت على الخشب(فيديو)

مجموعة من القطع الخشبية تتراص بجواره بانتظام، يجول بعينيه سريعًا بين أحجامها المختلفة، يتأمل معرضه الفني الخاص الذي كان بمثابة الحلم بالنسبة له، فينظر إلى الرصيف الذي يتزين بلوحاته الفنية المميزة، ويأخذ بين يديه قطعة خشبية ينشغل بالتجول عليها بقلمه يمينًا ويسارًا تارة أخرى، ثم ينفض عنها زوائد نشارة الخشب، لتتضح معالمها.
فمن رحم الموهبة ولد الإبداع لدى عادل ماهر، ذو الثمانية وعشرون عامًا، حينما جعل من حلمه الصغير مصدرًا لرزقه إلى جانب عمله بمجال السياحة، حيث قرر منذ نحو سبعة سنوات، أن يجسد الأحرف والصور على قطع من الخشب بأشكال وأحجام مختلفة، فاتخذ من الشارع نقطة البداية للترويج إلى مشروعه الفني وجذب الزبائن إليه.
فعلى جنبات الرصيف بجوار محطة مترو الأوبرا، اختار الشاب العشريني، أن ينزوي بعيدًا مركزًا كل تفكيره مع النحت على الخشب، فلا يقطع صمته وتركيزه سوى كشف أحد المارة عن رغبته في كتابة اسم حبيبته على الخشب، أو تجسيد صورة والدته بالنحت.
خطوات ثابتة يكررها الشاب مع كل رسمة ينحتها، فبداية يُمايل قلمه ليرسم على الخشب، ويمد يده ليمسك ب "الأزميل" لتفريغ الرسمة، ويتبعها بخطوة تنفيض زوائد نشارة الخشب بواسطة "السنفرة".
يبتسم الشاب ويسرح بمخيلته مع رسمة الفنان محمد منير والتي يراها قريبة إلى قلبه لعشقه إليه، ويرفع رأسه ويعبر عن سعادته بكل الرسومات التي ينحتها على الخشب، ويجول بنظره إلى رسمة الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، التي طلبها منه أحد السعوديين الماكثين في القاهرة، ثم يصف "عادل" كل الرسومات التي جسدها للرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم.

يعود الشاب العشريني بذاكرته إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير، فيتذكر عمله الذي كان في ميدان التحرير، وملاصقته للشباب المشاركين في الثورة، فكان شاهدًا عليها ومشاركًا بها ولكن بفنه الذي يعشقه.
وما بين 10 جنيهات و200 جنيهًا، يحدد "عادل" تكلفة الرسومات بحسب قطع الخشب المستخدمة، فيجلب القطعة الكبيرة ب 300 جنيه من الورش الخاصة به، ومن ثم يقطعها بحسب حاجته ووفقًا لطلبات الزبائن.
وما إن تلمس برودة منتصف الليل صدر الشاب يتفاجيء بالوقت الذي مر سريعًا مع رسوماته، ليجمعها في حقيبته عائدًا إلى منزله، ليبدأ يوم جديد في صباح اليوم التالي مع رسومات جديدة.