كنيسة "بابا نويل" هي الكنيسة الوحيدة في مصر للقديس نيقولاس وتتبع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مدينة بنهابالقليوبية، والتي سميت على اسم القديس الذى كان أسقف مدينة "مورا" فى القرن الخامس الميلادى وكان باراً رحوماً يقوم أثناء الليل بتوزيع المساعدات على الفقراء فى الخفاء دون يعلم احد بأنه الفاعل، وهو اصل شخصية بابا نويل او المعروف باسم "سانتا كلوز"، التى تضفي أجواء بهجة على أعياد الميلاد حول العالم خاصة للصغار. تدشينها لأول مرة في مصر: دشنت كنيسة سان كلوز "بابا نويل" في عام 1910 بمصر لطائفة الروم الأرثوذكس "اليونانية "، لكن في بداية الخمسينات رحل الأجانب عن مصر لظروف سياسية، فظل عدد اليونانيين فى تناقص حتى أغلقت الكنيسة، وفى عام 1980 قام الأنبا مكسيموس مطران القليوبية للأقباط الارثوذكس بشراءها ووقع قداسة البابا الراحل شنودة الثالث في 17 / 10/ 1980 ورغم انتقال ملكيتها ظلت الكنيسة تحمل اسم شفيعها وأقيم أول قداس الهى بها فى 27 / 7 / 1980 وترأسه الأنبا مكسيموس. فى البداية توالى آباء الايبارشية على خدمة الكنيسة وآخرهم القس ساويرس عياد عليها فى 1/9/1982 والذى رعاها لمدة "5" سنوات ثم تركها ليحل محله القمص صرابامون سيدهم الذى رسم قسا عليها فى 6/3/1987 ،وبعد ذلك ب " 8" سنوات وتحديدا في يوم 3/3/1995 تمت رسامة القس نيقولا حلمى كاهنا على الكنيسة ومع الزيادة المضطردة فى شعب الكنيسة وأعباء الخدمة قام نيافة الأنبا مكسيموس برسامة القس لوكاس وجدى كاهنا للكنيسة فى 19/6/2016. واعتادت الكنيسة على احياء ذكرى شفيعها بنهضة سنوية فى ديسمبر من كل عام من هو شخصية "بابا نويل": يقول القس نيقولا حلمى، كاهن الكنيسة أن القديس نيقولاوس من أصل اسيا الصغرى ولد في مدينة مورا أو باتارا، ووالده يدعى أبيفانيوس وأمه تونة، وكانا لديهم الكثير من مخافة الله، ولم يكن لهما ولد. وأضاف: عندما تقدم والداه الى سن الشيخوخة تحنن الله عليهما ورزقهما بهذا القديس الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته ،فربّياه والداه تربية حسنة، ونشأ تحت رعاية الكنيسة في نقاوة القلب،وفي سن الخامسة بدأ يتعلم العلوم الكنسية، ويومًا بعد يوم أضاءت تعاليم الكنيسة عقله وحمَّسته إلى التدين السليم. في تلقيه العلم أظهر من النجابة ما دلَّ على أن الروح القدس كان يلهمه أكثر مما كان يتلقى من المعلم، فقُدِّم شماسًا. وتابع: ترهبن هذا القديس في دير كان ابن عمه رئيسًا عليه، فعاش حياة النسك والجهاد والفضيلة حتى رُسِم قسًا وهو في التاسعة عشر من عمره، وأعطاه الله نعمة عمل الآيات ومنها إخراج الشياطين وشفاء المرضى، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه عددًا كبيرًا، وبعد أن توفي والداه بعد التحاقة بالدير تركوا له أموال كثيرة فقرر هذا القديس ان يكرس كل هذة الاموال لاعمال الرحمه، وكانت أولى أعماله في عمل الرحمه لأحد رجال مدينة باتارا مسقط رأسه، كان فقيراً ليس لدية القدرة للانفاق على تكلفة زواج بناته الثلاثة، فنوى الرجل البائس أن يسلمهن لاعمال الدعارة حين سمع القديس نيقولا بهذا الأمر أخذ مائة دينار وجعلها في كيس وتحت ستار الظلام ألقاه من شباك منزل الرجل، الذي لما انتبه من نومه ووجد الكيس، مضيفاً أن دهشة هذا الرجل كانت عظيمة واستطاع أن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفى ليلة أخرى كرر القديس عمله وألقى بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الإبنة الثانية، إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفى المرة الثالثة رآه الرجل فخر عند قدميه وشكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من الفقر وما كن سيتعرضن له من الفتنة. ويضيف القمص صرابامون سيدهم، كاهن كنيسة القديس نيكولاوس ببنها، بأن تسمية "بابا نويل" بسانتا كلوز ترجع إلى أنه اشتهر بعمل الإحسان وبتوزيع الصدقات على الفقراء، فقد باع كل ما كان له وما ورثه عن والديه، ووزعه على المساكين ومن وحى سيرته الفاضلة وأعمال الرحمة التى قام بها، اتخذ كشخص وهمى يوزع الهدايا فى عيد الميلاد المقدس وسمى (سانتا كلوز) أو (بابا نويل) والاسم سانتا كلوز جاء من اسمه بالإنجليزية سانت نيكولاس Saint Nicholas وقد حور هذا الاسم إلى (سانت كلوز Saint Claus). وتابع: أنه قبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأى ذات ليلة فى حلم كرسياً عظيماً وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانا قائلاً له: "إلبس هذه الحلة واجلس على هذا الكرسي"، ثم رأى فى ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل، فرسموه أسقفًاً على مدينة مورا، حتى جاء عصر دقلديانوس الذى استشهد على يديه آلالاف القديسيين، فعذب القديس وألقاه فى السجن. وينقل القمص صرابامون، بأن القديس نيقولا كان وهو فى السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم وظل فى السجن حتى مات دقلديانوس وجاء قسطنطين وأطلق سراحه وعاد إلى كرسيه، ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م لمحاكمة أريوس كان هذا الأب بين الأباء المجتمعين. وأكد "كاهن كنيسة القديس نيقولاوس ببنا، بأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل في 10 كيهك من كل عام بتذكار نياحة هذا القديس الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نويل الذي يترك الهدايا لأطفال ليلة عيد الميلاد المجيد، ويشمل برنامج النهضة قداسات وصلوات عشية يومية مع معارض لدار الكتاب المقدس، ومكتبة البيع وأنشطة مختلفة وعظات يومية يلقيها مجموعة من الأساقفة، كما هو موضح بالجدول المنشور وتنتهي النهضة بسهرة روحية تبدأ من منتصف ليل 10 من شهر كيهك لتنتهي صباح اليوم التالي بالقداس الإلهي، الذى يترأسه نيافة الأنبا مكسيموس بمشاركة لفيف من كهنة الإيبارشية. يذكر أن القديس نيقولاوس الملقب عدة ألقاب منها شفيع الملاحين شفيع العواقر شفيع التائهين صديق الاطفال شفيع المظلومين كان أسقفا لمدينة مورا بأسيا الصغرى وسيرته العطرة مذكورة تفصيليا بالسنكساركتاب سير القديسين فى يوم 10 كيهك، وهو يوم عيد نياحته والذى يوافق عادة 19 ديسمبر، وهو الشخصية الحقيقية وراء شخصية بابا نويل الاسطورية التى يحبها أطفال العالم أجمع والكبار أيضا ، وينتظر الاطفال زيارته السنوية تاركا هداياه التى تسعدهم.