يقولون أن الحب يصنع المعجزات، لكن أمن السهل أن تقع ضعيفة السمع في حب كفيف؟ كيف والسبيل إلى وصلهما أعقد ما يمكن؟ أتكفي المشاعر وحدها لتصل للقلب حتى لو لم يتمكن صاحبها من رؤياها أو حتى التعبير عنها؟. اختار المخرج الشاب عادل أحمد يحيى في فيلمه الروائي القصير الأول أن يروي قصة عازف بيانو كفيف وراقصة باليه ضعيفة السمع يقعان في الحب دون اعتبارات للظروف، يتحدان الواقع الرافض لإجتماعهما، رافعين شعار "الحب أقوى من أي عقبة". "الفجر الفني" حاور المخرج الشاب للحديث عن قصة الفيلم وظروف إنتاجه ومشاركته في الدورة الثانية والعشرين من المهرجان القومي للسينما ومشروعاته المقبلة. -في البداية، عرفنا بنفسك، من هو عادل أحمد يحيى؟ مخرج شاب، خريج المعهد العالي للسينما قسم إخراج، 28 عامًا، و"ندى" هو فيلمي الأول. -يشارك فيلم "ندى" في المهرجان القومي للسينما في دورته ال22، حدثنا عن فكرة العمل؟ بدأ المشروع منذ كنت في السنة الثانية في المعهد، وكنت أفكر في فكرة لمشروع التخرج، وبالفعل استقررت على فكرة وذهبت للفنان والسيناريست كريم فهمي ليكتب لي فيلم عنها، ليفاجأني بأنه ليست لديه الرغبة في الكتابة عن هذه الفكرة، ولكنه قالي لي: "سأعرض عليك فيديو لمجموعة من الشخصيات يمكنك اختيار ما تشاء منها لتقديم فيلم عنها"، وبالفعل شاهدت الفيديو وأحببت شخصيتي ندى وعمر، وهما شخصيتين حقيقيين لكن أحداث العمل بها الكثير من الخيال. -هذا يعني أن فكرة الفيلم تعود في الأصل ل كريم فهمي؟ بالفعل، الفكرة في الأصل لكريم فهمي، بدونه لم أكن لأتعرف على عمر وندى وباقي شخصيات الفيلم التي شاهدتها في عرض "أنا موهوب". -ما هي طبيعة عرض "أنا موهوب"؟ هو عرض مواهب لذوي الاحتياجات الخاصة بالإسكندرية، ويضم عروض مختلفة في الرقص والتمثيل والموسيقى، ويشهد حضور كبير من الجمهور، وعدد قليل من الفنانين، وهو ما شاهده كريم فهمي. -هل شاهد الأبطال الحقيقين الفيلم؟ وهل كانت لديهم أي تعليقات عليه؟ شاهدت ندي الفيلم، وفرحت به كثيرًا، لأنها شاهدت قصتها وحلمها على شاشة عرض، مع وجود كثيرين مبهورين بقدرة فتاة ضعيفة السمع على الرقص والوصول لحلمها، أما عمر للأسف لم استطع التواصل معه، لمعرفة رأيه في الفيلم. -وماذا عن قصة الحب التي جمعت "ندى" و"عمر" ضمن سياق الفيلم؟ شخصيتا العمل حقيقتان، لكن لم تكن هناك قصة حب بينهما على أرض الواقع، ندى راقصة ضعيفة السمع، وعمر عارف بيانو كفيف تجمعهما عروض فنية فقط. -كم من الوقت استغرق الفيلم للخروج إلى النور؟ وكم بلغت ميزانيته؟ استغرق تصوير الفيلم 5 أيام لم نواجه فيها مصاعب سوى في يوم واحد، وانقسم تنفيذه بيني وبين مدير التصوير إبراهيم النجاري، وجميع الممثلين قدموا أدوارهم إِيمَانًا بالفكرة، ولحبهم في الشخصيات التي يلعبونها نظرًا لصعوبتها، أما عن ميزانية الفيلم فوصلت تقريبًا ل150 ألف جنيه. -هل كان أمير صلاح الدين ومي الغيطي خيارك الأول لشخصيتي "عمر" و"ندى"؟ وهل واجهت صعوبة في إقناعهم بالفيلم؟ كان أمير صلاح الدين خياري الأول، وكان مرحبًا بالموضوع، وقال لي "أُقسم بالله لسه شايف فيلم "Ray" و بقول ميجلش فيلم أعمل فيه دور كفيف"، أما عن مي فكانت ترى في الشخصية تحدي لها، وتعبت كثيرًا في التحضير لها. -كيف تدرب بطلي الفيلم على أداء شخصياتهما؟ ولماذا لم تستثمر موهبة أمير صلاح الدين الغنائية؟ كان هناك مدربين للغة الإشارة لتدريب مي على أداء شخصية "ندى" ضعيفة السمع، كما صاحب أمير شخص كفيف لإتقان الدور وتعرف منه على تفاصيل مهمة منها "كرة الجرس"، كما ساعده على أداء مشهد لعب الدومينو، أما عن غناء أمير في الفيلم فلم يكن ليفيد الموضوع خصوصًا وأن البطلة ضعيفة السمع. -هل تفكر في استثمار فكرة "ندى" وتحويلها لفيلم روائي طويل قريبًا؟ أفكر في الأمر، لكن ليس الآن على أية حال. -ما هي أبرز مشاركات الفيلم في المهرجانات الدولية؟ وما أهم الجوائز التي حصدها؟ عُرض الفيلم في 20 مهرجان، وفاز ب9 جوائز حتى الآن، وأهم هذه المهرجانات: مهرجان الجونة السينمائي، مسقط السينمائى الدولي، وهران السينمائي الدولي، أيام قرطاج السينمائي الدولي، Imagiendlia international film festival, Shnit worldwild film festival ،Marin Country international film festival. -ما تقييمك لفرص الفيلم في الفوز بجائزة أفضل روائي قصير بالمهرجان القومي للسينما؟ أي مخرج يتمنى فوز فيلمه بالتأكيد، ولكن أرى هناك أفلام كثيرة جيدة مشاركة بالدورة الثانية والعشرين من المهرجان، منها: "عيد جواز" لأحمد عصام السيد، و"ونس" لأحمد نادر. -إلى جانب الإخراج، كتبت سيناريو فيلم "ندى"، هل تفضل كتابة الأعمال التي تخرجها أم من الممكن أن تتعاون مع كتاب آخرين؟ أرحب بكتابة أعمال من كتابة آخرين، وحاليًّا أعكف على تحضير فيلم قصير من فكرتي، ولكن سيضع السيناريو والحوار له السيناريست حسان دهشان. -والدك هو المخرج أحمد يحيى، حدثنا عن تأثيره عليك، ورأيه في "ندى"؟ منذ صغري وأنا أعشق السينما، كنت أؤجر الأفلام من نادي الفيديو، وأذهب للسينما كثيرًا وأحضر الحفلات الليلة بمفردي ودون علم أحد في البيت، وبالطبع كان لوالدي تأثير كبير عليَ، فكنت أحضر معه التصوير وأنا صغير كما أن له أفلام أحبها، وعن رأيه في فيلم "ندى" في البداية قال لي: "بلاش، موضوع صعب ومش عارف أزاي ممكن توصلي فكرة معقدة كده"، ولكن بعد مشاهدته الفيلم كانت مفاجأة بالنسبة له وقال لي: "أنا كنت غلطان"، وهو أمر غير معتاد في شخصيتي والدي. -ما أهم الأفلام التي أثرت في تكوينك؟ من أفلام والدي "العذاب امرأة"، و"حتى لا يطير الدخان"، و"لا تبكي يا حبيب العمر"، وعالميًا "The good, the bad "and the ugly، و"blue velvet"، و"physico". -من أبرز الفنانين الذين تتمنى العمل معهم؟ وهل هناك مشروع تتمنى تقديمه أو إعادته تقديمه في حال وجوده؟ أتمنى العمل مع الفنان محمود حميدة، وأنا ضد إعادة تقديم أفلام سبق وشاهدنها وتأثرنا بها بفنانين مختلفين، فأنا أري أن من الأفضل رؤية ما حاولنا في الشارع ومن الناس سنجد مواضيع كثيرة من الممكن تقديم أفلام عنها دون إعادة تقديم ما هو موجود بالفعل. -هل لديك مثل أعلى كمخرج أو مدرسة معينة تفضل انتهاجها في مسيرتك الفنية؟ وما هو حلمك؟ أحب السينما الإيرانية، ومخرجيها المفضلين بالنسبة لي هما: مجيد مجيدي، وجعفر بناهي، وأفضل في مصر المخرجين محمد خان وداوود عبدالسيد، وعالميًا كل من: ديفيد لينش، وستانلي كوبريك، وفرانسيس فورد كوبولا، وفيتوريا دي سيكا، أما عن حلمي، فأتمنى أن استطيع توصيل السينما التي أقدمها للجمهور العادي، وأن لا تكون فقط أفلام عميقة وللمهرجانات.