أكثر من 35 فريقا فنيا سيعاضدون المجهود الجهوي لولاية نابل في التوقي من المخاطر الصحية التي قد تنجر عن الفيضانات التي شهدتها ولاية نابل يوم 22 سبتمبر المنقضي، ذلك ابرز ما اعلنته المديرة العامة للصحة نبيهة برصالي فلفول في تصريح ل(وات) في اختتام اعمال المجلس الجهوي الطارئ للصحة الذي انعقد الاثنين بولاية نابل باشراف وزير الصحة عماد الحمامي. واشارت فلفول الى أن المجلس اقر خطة عمل صحية عاجلة لفائدة ولاية نابل ينطلق تنفيذها يوم الاربعاء 3 اكتوبر في اطار مخطط ابيض او يوم جهوي للصحة للتدخل الشامل لتفادي انتشار الامراض وحدوث حالات عدوى وتفشي الامراض. وبينت ان الاولية ستعطى للمعتمديات المتضررة على ان يتم تغطية كل المعتمديات في الايام القريبة القادمة بتدخلات تشمل الصرف الصحي وحفظ الصحة والرقابة والتثقيف مع مواصلة تعقيم المحلات والمدارس. وابرزت ان الخطة تقوم على تعزيز منظومة المراقبة الوبائية وتكثيف انشطة التقصي وعلى تعزيز اليقظة فضلا عن انجاز مسح لمخافر البعوض الناقل للامراض وتفعيل الخطة الشاملة لمقاومته بالاضافة الى التدخل لجهر الاودية وتسريح مجاري المياه بالتنسيق مع وزارات الشؤون المحلية والبيئة و الفلاحة والتجهيز والبلديات ودعم خدمات الطب الاستعجالي وتعزيز اليقظة وحملات التثقيف الصحي بالوسط المدرسي وخارجه. واعلنت انه سيتم وضع رقم اخضر على مستوى الادارة الجهوية للصحة لتلقي كل الاشعارات بخصوص وجود انبعاث روائح كريهة او وجود جثث حيوانات لم يتم رفعها او مستنقعات و مياه راكدة ليتم التدخل بها لاتخاذ ما يتعين في الابان وبصفة عاجلة. وابرزت فلفول ان الوزارة فعلت بعد خلية الازمة واليقظة التي تعمل بالتعاون مع كل الوزارات على تسهيل تنسيق عمليات التدخل العاجل وفق الاحتياجات المحينة. وبينت انه سيتم تعزيز عمليات التلقيح خاصة بالنسبة للمباشرين لعمليات التنظيف وفي مقدمتهم عملة البلديات بالجهات المتضررة وبالمناطق الريفية من اجل تفادي ظهور الامراض المنقولة بالمياه الملوثة. ولاحظت انه سيتم في اطار هذه الخطة التدخل بالمؤسسات الصحية لاصلاح ما تضرر من تجهيزات او معدات او بنايات وتعويض الاجهزة الطبية والادوية التي اتلفت بالمياه الملوثة وتعويضها خاصة بالعدد الكافي من جرعات التلاقيح مع توفير ادوية الامراض المزمنة. واشار مدير حفظ الصحة وحماية المحيط محمد الرابحي من جهته الى ان ما بين 35 و 40 فريقا فنيا من مختلف الجهات ومن الادارات المركزية سيشاركون يوم الاربعاء في التدخل بولاية نابل. وأوضح أن شفط المياه وازالة البرك والاوحال وتنظيفها وتطهيرها يبقى الاشكال الابرز في التعاطي مع الاثار الصحية والبيئية للفيضانات بعد فاقت امكانيات الجهة بما يفسر الالتجاء الى تعزيزها بفرق اضافية لتامين تغطية كاملة لمختلف معتديات الجهة. وأكد ان التدخل الميداني سيشمل الجانب التحسيسي والتوعوي بخطورة الامراض المنقولة بالمياه الملوثة وضرورة اعتماد سلوكات وقائية من ابرزها غسل الايدي وتعقيم مياه الشرب وعدم الاقبال على المياه مجهولة المصدر او استعمال المياه الملوثة واستغلالها. واعتبر في تقييمه للوضع الوبائي بولاية نابل عشرة ايام بعد الفيضانات ان الوضع لا يبعث على الخوف و"مطمئن" خاصة وان المؤشرات التي تعتمد لتقييم الحالة الوبائية ما تزال "في استقرار نأمل ان يتواصل" نظرا لعدم ارتفاع حالات التسممات الغذائية في علاقة بالمواد الغذائية او حالات الاسهال المائي. ولاحظ ان حالة الاستقرار الوبائية لا تنفي امكانية تسجيل بعض الاشكاليات بما يؤكد اهمية التكثيف من التدخلات الوقائية الاستباقية والتزام اليقظة في ظل توفر كل عوامل الاختطار وخاصة المواد الغذائية التي غمرتها المياه بصفة كلية او جزئية والمياه على مستوى المواجل والابار الخاصة او في علاقة بالمستنقعات التي اصبحت اوكارا لتوالد البعوض بمختلف انواعه.