ربما اقتربنا من ال 10 سنوات وسؤال واحد يدور فى ذهن كل من يعمل فى مجال الإعلام، لماذا لا تتم دعوة أبناء ماسبيرو أصحاب المواهب المميزين، للمشاركة فى تطوير الشاشة بشكل صحيح بدلا من الاعتماد على أوراق تم حرقها وفقدت بريقها فى الخارج وبالتالى لن تقدم أى جديد، أو على الأقل إعطاء الفرصة لشبابه واستغلال عقولهم ومواهبهم فى المجالات المختلفة بدلًا من السعى وراء أشخاص خرجت عقولهم على المعاش مبكرًا منذ سنوات، فبالتأكيد هناك الكثير من أبناء ماسبيرو تحملوا الكثير من الصعاب من أجل بقاء تليفزيون الدولة، ويتسمون بالحرفية والتميز وحب الوطن، والدليل على ذلك الإعلامى أحمد سمير الذى تم ضمه مؤخرًا، لتقديم برنامج «مصر النهاردة» مع المذيعة ريهام الديب، بعد الإجازة التى حصل عليها خيرى رمضان ورشا نبيل. فسمير صاحب الوجه المصرى الأصيل، مذيع استطاع من خلال خبرته التى تخطت ال 17 عاماً تقريبا فى مجال الإعلام، أن يتمكن من أدواته ويمتلك الوعى والمسئولية، اللتان منحته الحق وبجدارة الجلوس على كرسى مذيع البرنامج الرئيسى فى تطوير القناة الأولى، فموهبة سمير لم تقتصر عند حد تقديم برامج المنوعات، لأكثر من 10 أعوام قضاها فى قناة النيل للمنوعات، وكان انتقاله لتقديم فقرات فى برنامج «صباح الخير يا مصر» على القناة الأولى، فرصة وتجربة أكسبته خبرة كبيرة فى تقديم الفقرات المختلفة، وقربته أكثر من الناس ومشاكلهم، وتعلم منها أن هناك الكثير من الموضوعات الأخرى غير الفن والقشرة الخارجية البراقة التى يتم تناولها فى برامج المنوعات، وأدرك أن الجمهور يحتاج إلى رؤية نجوم آخرين فى مجالات مختلفة على عكس الاعتقاد الخاطئ بأن النجم يعنى مطرباً أو ممثلاً. أثقل سمير خبرته فى أول برنامج توك شو يقدمه «كل ليلة» على قناة النيل للمنوعات، ويبدو أن حالة التشبع التى وصل إليها من المنوعات، جعلته يحارب لإثبات نفسه بشكل متزن فى برنامج يقدم موضوعات متنوعة فى المجالات الفنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ولا يقتصر على الفقرات الفنية فقط. أسلوب ولغة سمير أمام الشاشة جعلته المرشح الأول فى كل البرامج المهمة فى ماسبيرو، فتم ترشيحه منذ ما يقرب من 9 سنوات لتقديم برنامج «مصر النهاردة» فى نسخته الأولى لنفس السبب، وعندما تم إيقاف البرنامج والتفكير فى إطلاق برنامج جديد ليكون الرئيسى فى ماسبيرو أيضاً تم طرح اسمه فى أول القائمة، ربما ساعده ذلك أيضاً للانتقال لشاشات الفضائيات الخاصة مثل تجربته فى قناة صدى البلد التى شارك فيها ببرنامج «استوديو البلد» التوك شو الأهم فى القناة لفترة طويلة، بمشاركة الإعلامية إيمان الحصرى، حتى فى خطة تطوير القناة الأولى الحالية كان من أبرز الأسماء التى تم طرحها، وانضم لفريق برنامج «صباح الخير يا مصر» فى حلته الجديدة فى البداية، ثم جاء القرار السليم بالاعتماد عليه كمذيع ل «مصر النهاردة». المقربون من سمير يعرفون جيداً أنه لا يخشى المنافسة، وبالصبر والاجتهاد يتم تحصيل النجاح، فمنذ أن قدم أول توك شو له على الشاشة أجرى حواراً صحفياً سأله فيه الزميل الصحفى، عن تخوفه من خوض منافسة شرسة مع برامج توك شو معروفة وارتبط بها الجمهور، فرد عليه: «مافيش حاجة بتتولد كبيرة»، فبرنامج «القاهرة اليوم» – حينها- له سنوات طويلة ويزداد جمهوره يوماً بعد يوم، لكن بظهور «البيت بيتك» أصبح هو الآخر من أهم البرامج رغم أنه بدأ كبرنامج منوعات خفيف، ثم ظهر «العاشرة مساء»، و«90 دقيقة»، وأصبح لكل منهما جمهوره أيضاً والمنافسة ظاهرة صحية»، وهذا هو مبدأه فى الحياة تقريباً. لم يطلب سمير إمكانيات ضخمة فى البرامج التى عمل بها، لكنه يعلم أن عمل الإعلام ينصب على المال، والخبرة بدون مال لن تظهر وسط الزحام فى أحيان كثيرة، وشروطه تقتصر على توفير الإمكانيات التى تسمح بتقديم محتوى إعلامى يليق بالمشاهد المصرى، وبدون هذه الإمكانيات لا يمكن تحقق النجاح، وأهمها فريق العمل الذى يعمل بقلب رجل واحد، والصورة عالية الجودة وإمكانيات العمل من حيث الديكورات والجرافيك والمعدات إلخ. حماس سمير قبل انطلاق قناة «مصر الأولى» فى ثوبها الجديد كان كبيرًا، لأن أمنيته الدائمة هى استعادة ماسبيرو لرونقه وسابق عهده، وانتابه حزن شديد لخروج التليفزيون المصرى عن المعادلة لفترة كبيرة فكان مهما جدا بالنسبة له أن يعود التليفزيون، وتكون قناة مصر الأولى بداية عودة ماسبيرو إلى خريطة الإعلام المصرى.