في صحيفة الشرق الأوسط تحدث "منذر خدام" عن موازين القوى بين النظام السوري ومعارضيه, وقال: تحاول السلطة استثمار المواقف الخاطئة لبعض المعارضين السوريين في الخارج والاستفادة منها لتخويف وتحييد قطاعات مهمة من الشعب السوري لا تزال صامتةً؛ نذكر منها تلك التصريحات التي تدعو للعنف، وإلى الطائفية، وتشجع على انقسام الجيش، وعلى تدخل القوى الدولية في الشأن الداخلي السوري، وكانت آخرها مقابلة "عبد الحليم خدام" مع التلفزيون الإسرائيلي. يستفيد النظام أيضًا - كما يقول الكاتب - من عمق الخوف المتراكم في نفوس قطاعات واسعة من الناس (فلا تزال أحداث أوائل الثمانينيات حاضرةً في الذاكرة)، وهو يعمل على ترسيخه من خلال التذكير دائمًا بما حصل في العراق بعد الغزو الأميركي له، وما يحصل في ليبيا اليوم من جراء تدخل حلف الناتو. وفي هذا المجال حاول النظام الاستفادة من ظهور بعض العناصر العنفية في الشارع، ومن بعض الشعارات الطائفية التي ظهرت هنا وهناك كحالات عرضية للحراك الشعبي، بغض النظر عمن يقف وراءها، لتمرير فكرة المؤامرة إلى وعي الكثيرين، وبالتالي لتعميق الخوف والسلبية لديهم. وأردف قائلاً: يراهن النظام أيضًا على استمرار سلبية وحيادية أغلبية الجماهير في الريف، ويعمل على تغذيتها لدى بعض المكونات الطائفية في المجتمع. وأضاف يقول: في مواجهة قوى النظام ينتفض بعض الشعب السوري متسلحًا بعناصر قوة عديدة متنامية. بداية فهو ينظر إلى حراكه على أنه جزء من الثورات العربية، وقد جاء في سياقها، يستمد منها العزم على التظاهر السلمي، مقاومًا خوفه، متحديًا أجهزة أمنية لطالما أرهبته. الشجاعة والجرأة المستجدة هي عامل قوة لا يقهر. ويرى ثانيًا أن قضيته هي قضية عادلة، إنه يريد الحرية والكرامة، وأن يحكم نفسه بنفسه في إطار نظام ديمقراطي يختاره بإرادته. إنه يريد أن يكون جزءًا من العصر، فاعلاً فيه، لا متخلفًا عنه، وعبئًا عليه. ويعتقد ثالثًا أن الغالبية الساحقة من الشعب السوري تريد التغيير، وقد سئمت من النظام وفساده، لكنها لا تستطيع التعبير عن رغبتها هذه، لأسباب عديدة منها الخوف من النظام. ورابعًا - كما يقول الكاتب - فهو يؤمن بأن انتفاضته في الشارع هي انتفاضة شعبية في حقيقتها، وفي دلالتها، وفي أهدافها، رغم محدودية المشاركين فيها، فهي لم تتحول إلى مظاهرات جماهيرية بعد، باستثناء مدينة "حماه" ومدينة "دير الزور"، مع ذلك فإن الرمزية العادلة لهذه المظاهرات تشكل عنصر قوة في مواجهة قوة النظام الغاشمة. "كسر الإرادة" وفي الأزمة السورية أيضًا كتب "نور علي" مقالاً في صحيفة الغارديان تحت عنوان: الناشطون السوريون يخشون على الانتفاضة مع استمرار القمع. ويقول الكاتب: إنه مع استمرار حصار مدينة "اللاذقية" يخشى المعارضون لحكم الأسد أن يضيع القتال ضد النظام في سياق العنف المتصاعد خلال رمضان. وينقل الكاتب عن ناشط سوري قوله: إن العنف الشديد الذي يمارسه النظام في سوريا كان له بعض التأثير الفاعل في عدة أماكن، إذ كان وجود الدبابات وحملات الاعتقالات فاعلاً وجعل الناس يختفون من الشوارع. ويضيف: إنه زاد عن ذلك أنه كسر إرادة الناس في بعض المدن السورية، ورغم أن الناس ما زالوا ينتفضون، إلا أن احتجاجاتهم ليست بالحماسة السابقة. ويضيف الكاتب: إن هجمات القوات الحكومية أعقبت سياسة حصار استخدمت فيها قوات الأمن المدعومة بالدبابات التي كانت تطلق قذائفها على البنايات، قبل أن تقيم قوات الأمن نقاط تفتيش وتنفذ حملات دهم واعتقالات. وينقل الكاتب عن ناشطين قولهم: إنه على الرغم من تراجع الحماسة، بدا النظام السوري أضعف مما كان عليه قبل رمضان. وقالوا أيضًا: إنهم يتوقعون أن تحدث انشقاقات بين رموز النظام، وأن تتراجع شعبيته عندما يدرك الناس أن القمع لن يطفئ حريق الانتفاضة في سوريا. المعارضون يتحدون القناصة خصصت صحيفة الغارديان صفحةً كاملةً من تغطياتها الدولية للشأن الليبي. وخرجت التغطية تحت عنوان: المعارضون يتحدون القناصة والصواريخ ويستهدفون مواقع إمدادات النفط. وتقول الصحيفة: إن المعارضين الليبيين بدءوا هجومًا على مصفى النفط الوحيد العامل في مدينة الزاوية الأربعاء، حيث تنقل الصحيفة عن أنباء ميدانية تتحدث عن مواجهات بالأسلحة الثقيلة في المدينة ذات الأهمية الإستراتيجية، التي تبعد نحو 30 كم من العاصمة طرابلس. وتقول الصحيفة: إنه فيما يحقق المعارضون إنجازات وتقدمًا ملحوظًا في مواقع أخرى، تظل مدينة الزاوية عصيةً على قوات المعارضة بسبب مقاومة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، ومن ضمنهم قناصون، ووحدات مدفعية نصبت في مواقع خارج المدينة. وتشير الصحيفة إلى أن قوات القذافي تسيطر على المستشفى الرئيس الواقع شرقي المدينة، حيث يتمركز القناصة الذين يطلقون النار من أسطح بنايات المستشفى، مما جعل دخول وخروج الأطباء والعاملين من المستشفى مستحيلاً، إضافة إلى مناطق أخرى على جانبي الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة. وتقول الصحيفة: إن أحد مقاتلي قوات المعارضة قال لوكالة "اسوشيتدبرس": إن خط أنابيب النفط الرئيس الذي يزود العاصمة قد قُطع، لكن لا توجد تأكيدات على هذا النبأ. كما تخرج صحيفة "الأندبندنت" بعنوان يقول: المعارضون يقطعون عن القذافي آخر مصافي النفط، وتنقل عن قادة في قوات المعارضة قولهم: إن قواتهم قد تبدأ في شن هجوم على طرابلس خلال ثلاثة أيام. وتشير الصحيفة إلى أن المعارضين نجحوا في قطع إمدادات النفط المتبقية لنظام القذافي في العاصمة، وهو ما اعتبر نصرًا رمزيًّا مهمًّا؛ إذ إن السيطرة على المصفى تعني قطع أحد الشرايين الرئيسة لنظام حكم القذافي على الجبهة الغربية، رغم أنه يستورد البنزين والديزل من تونس. وتقول الصحيفة: إنه على الرغم من أنباء إيقاف عمل المصفى بقطع خطوط أنابيب النفط عنه، تتحدث الأنباء عن وجود نحو مائة مقاتل من قوات القذافي ما زالوا في داخله يدافعون عنه، ومنهم قناصون. التمويل السري المغشوش وافتتاحية صحيفة دار الخليج جاءت بعنوان التمويل السري المغشوش وقالت فيه: في مصر شكوى؛ الشكوى بدأ ظهورها تدريجيًّا في أعقاب ثورة 25 يناير، وتتناول قضية يسمونها "المساعدات" الأمريكية، وهي "معونة" معروفة أغراضها ومراميها، تقدَّم بحساب وتؤخر بحساب وتحجب بحساب، ليس بالنسبة إلى مصر فقط، بل إلى جميع الدول التي توجه إليها، باستثناء "إسرائيل" طبعًا. ومضت الخليج تقول: الموقف كلام حق لا ينازعه منازع. وأما التمويل فيثير الكثير من الريبة؛ لأنه في غالب الأحيان يحاول صاحبه إظهار أنه حق لكن الباطل يقف خلفه وأمامه أيضًا، فالتمويل المعلن في وضح النهار لا يحتمل أي لبس، وأما السري فهو مغشوش، وهدفه الغش، وثمة الكثير منه مما هو حمَّال أوجه، ودائمًا يكون الغرض منه في مصر وفي غير مصر، في دنيا العرب وفي خارج المنطقة، التدخل بل التلاعب بالشؤون الداخلية للدول المستهدفة. والعجب العجاب - كما تقول الخليج - عندما يتحدث مسؤولون أمريكيون عن دعم المجتمعات المدنية، وعن تعليم الناس أو تدريبهم على الديمقراطية، فيما العرب لم يروا من ديمقراطية الولاياتالمتحدة، سوى غزو العراق واحتلاله، ودعم الاحتلال الصهيوني وإرهابه، و"المساعدة" في نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة، بما يخدم الأهداف إياها، و"إسرائيل" دائمًا فوق أي اعتبار في البرامج الأمريكية. أوهام المتطرفين والإرهابيين! وجاء رأي صحيفة الأهرام عن أوهام المتطرفين والإرهابيين!, حيث قالت: يخطئ من يظن في الداخل أو الخارج أن انشغال مصر بإعادة ترتيب الأوضاع بعد ثورة 25 يناير سيتيح له أن يعبث بأمنها بلا حساب سواء بتدبير وتنفيذ تفجيرات مثل خط الغاز الطبيعي أو حرق أقسام الشرطة وتشكيل ميليشيات مسلحة لفرض آرائهم المتطرفة على المواطنين مثلما فعل "السلفيون" في سيناء مؤخرًا. ولفتت إلى أنه يجب ألا يغيب عن هؤلاء أن سلطة الدولة قائمة وستبقى أعلى وأقوى من أية سلطة يحاولون فرضها، وأن الجيش المصري قوي وسيبقى قويًّا يدافع عن أمن الوطن، وأن بعض الضعف أو الارتباك الذي أصاب قوات الشرطة لا يعني أن هناك فراغًا أمنيًّا كاملاً ليسارع المتطرفون وأصحاب النيات السيئة والعاملون لحساب جهات خارجية إلي ملئه. لهذا السبب - كما تقول الأهرام - ومن هذا المنطلق شنت قوات الجيش والشرطة حملةً أمنيةً واسعةً لضبط العناصر الإجرامية والمتطرفة لتطهير سيناء منهم ووأد محاولاتهم الخبيثة في مهدها. فلو تأخرت هذه الحملة قليلاً لظن هؤلاء أنه لا أحد يقدر عليهم ولفعلوا ما يشاءون وهو ما قد يغري آخرين على تقليدهم لتتحول صحراء سيناء إلي كانتونات. وما يلفت النظر في هذه الحملة الأمنية هو مشاركة معدات عسكرية ثقيلة مثل الدبابات والطائرات لأول مرة منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" التي تحظر دخول تلك المعدات المنطقة ( ج) المحاذية ل"إسرائيل" إلا لمهمة محددة الغرض والوقت, ويعني هذا أن هناك تفهمًا من "تل أبيب" ومرونة في تطبيق بنود الاتفاقية؛ لأن خطر المتطرفين والإرهابيين لا يحيق بمصر فقط وإنما ب"إسرائيل" أيضًا. لذلك فالمنفعة مشتركة ويجب استمرار هذا التفاهم. والأهم أن يعي المتطرفون والإرهابيون تمامًا ألا مكان لهم في سيناء أو غيرها ولا تساهل معهم. عودة أخرى لمأزق "الربيع العربي" قال يوسف مكي في صحيفة دار الخليج بعنوان عودة أخرى لمأزق "الربيع العربي" متسائلاً: لماذا عجزت الحركات الاحتجاجية عن تحقيق هدفها الرئيس المتمثل في إسقاط النظام؟ سؤال يبدو بديهيًّا ومنطقيًّا إذا ما تم طرحه في سياق التحولات التي تجري حاليًا في الوطن العربي، لكنه لم يكن دائمًا كذلك . فهدف إسقاط النظام كما يطرحه المحتجون هو استبدال نظم فاشلة بأخرى قادرة على مقابلة استحقاقات الناس. ولكن المعضلة أن هذه الأنظمة الفاشلة أثبتت قدرتها على الاستمرارية لعقود طويلة. وخلال عقود سطوتها تمكنت من تجريف المعارضات السياسة بمختلف توجهاتها، ولم يعد في الساحة على الصعيد الشعبي من بإمكانه التصدي لها. وأضاف: أكاد أجادل في هذا السياق أن التجربتين الوحيدتين اللتين تمكن فيهما المحتجون من إسقاط النظام، هما تجربة تونس ومصر، والسائد لدى معظم الناس أن سبب الحسم يعود إلى انحياز مؤسسة الجيش في البلدين إلى الانتفاضة الشعبية، الأمر يبدو كذلك، لكن أليس من حقنا أن نقلب المعادلة فنقول بانحياز الشعب لمؤسسة الجيش، بدلاً من القول بانحياز الجيش إلى الشعب. من غير المنطقي، تصور انقلاب مفاجئ في ولاء الجيش، من التأييد الكامل للنظامين اللذين سادا في تونس ومصر لعدة عقود إلى تأييد ثورة الشعب، هكذا من دون مقدمات. وأضاف: بعد سبعة أشهر من هذه الأحداث يبدو أننا لا نزال في أول الطريق، والقراءة ينبغي أن تكون حذرةً ويقظةً. وكافة الاحتمالات لا تزال مفتوحةً، ومصر حبلى بالكثير من الأعاصير. لماذا تخاف "إسرائيل" من طلب الفلسطينيين الاعتراف بدولتهم؟ سؤال طرحه "هنري سيغمان" في صحيفة دار الحياة وقال: الجواب على ذلك هو أن ما يخيف حكومة "نتانياهو" و"ليبرمان" هو التأكيد الدولي على أن حدود عام 1967 هي النقطة المرجعية للمفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية على الأراضي؛ لأنه على رغم قبول رئيس الوزراء "نتانياهو" المزعوم بحلِّ الدولتين، فهو لا يزال ملتزمًا بالحفاظ على معظم - إن لم يكن كافة - الضفة الغربية، شأنه شأن أعضاء آخرين في حكومته، علمًا أن معظمهم ينتمي إلى «كامل أرض إسرائيل» في "الكنيست الإسرائيلي". (تخيلوا كيف كانت ستكون ردة فعل الولاياتالمتحدة على تجمع فلسطيني برلماني من أجل الحفاظ على «أرض فلسطين كاملة»). وأردف قائلاً: من شأن تحديد الأممالمتحدة رسميًّا حدود عام 1967 على أنها نقطة الانطلاق للمفاوضات، لاسيما في حال أضافت بند «تبادل الأراضي»، وضع حدٍّ لحلم "إسرائيل" بالحصول على الأرض كاملة. في حال تنازلت "إسرائيل" عن الأراضي الإسرائيلية التي تسعى إلى حيازتها من الفلسطينيين أبعد من حدود عام 1967، فلن ينتهي بها المطاف إلا بحيازة أرض إسرائيل التي تملكها. لهذا السبب، تصرَّف "نتانياهو" على نحو غير عادي في محاولة لحمل "أوباما" على التراجع عمَّا أعلنه في 17 أيار (مايو) بأن حدود عام 1967 وتبادل الأراضي هي العناصر الأساسية للاتفاق على الأراضي. الاحتلال والانسحاب أما رأي البيان الإماراتية فكان بعنوان الاحتلال والانسحاب وقالت فيه: اعترفت القوات الأميركية في العراق لأول مرة بشن ضربتين جويتين في العراق خلال شهر يونيو الماضي استهدفتا متمردين، رغم وقفها رسميًّا عملياتها القتالية في العراق منذ عام. ما يطرح تساؤلات حول مغزى الجدل القائم في العراق حول بقائها وتجاوز الاتفاقية الموقعة بين البلدين، في حين أنها تخترق الاتفاقية الأمنية بحجة الدفاع عن نفسها. ما يؤكد أن الاحتلال الأميركي لا ينتهي بانسحاب القوات. التمديد لبقاء القوات الأميركية بات بحكم المتفق عليه، لكن الجميع بات يتخوف من انفجار العملية السياسية في ظل الوضع السياسي المرتبك والملغوم في البلاد. الجدل القائم حاليًا بين القوى السياسية حول احتمال تجديد بقاء القوات الأميركية تحت مبرر «الضرورة الأمنية» وكون القوات العراقية «غير جاهزة» ليس جديًّا - برأي البيان - لأن المشكلة ليست عدم جاهزية الأجهزة الأمنية لإدارة أمن البلاد، على رغم قصورها وتقصيرها في هذا الجانب مع اندلاع موجة التفجيرات، بل هي في عدم جاهزية القوى السياسية للتعايش فيما بينها، ما أدى إلى اصطياد البعض في المياه العكرة لضرب أمن العراق.