الاعلان عن انطلاق العقد العربي للحق الثقافي بمدينة الثقافة بتونس

تم مساء الجمعة بقاعة الاوبرا بمدينة الثقافة الإعلان عن انطلاق العقد العربي للحق الثقافي وذلك في إطار رئاسة تونس للدورة العشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.
وبعد انتهاء العقد العربي للتنمية الثقافية (2005-2014) دعت الدورة 19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي (الرياض 12-13 فيفري 2015)، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) إلى إعداد تصور حول "عقد عربي للحق الثقافي" وتحديد مبادئه وأهدافه، ويعد انطلاق هذا العقد الذي سيتواصل الى غاية سنة 2027 تواصلا مع روح العقد العربي للتنمية الثقافية.
وفي كلمة ألقاها سعود هلال الحربي مدير عام منظمة الألكسو بالمناسبة، بين أن هذا العقد بأهدافه وبرامجه يشكل حافزا للحراك الثقافي العربي في مختلف أشكاله من خلال ما يطرحه من تحديات تدعم حقوق الانسان الجماعية والفردية في البحث الفكري والفني والإنتاج الابداعي.
كما أكد على أهمية العمل العربي المشترك في إطار هذا العقد لتقديم إضافة ونقلة نوعية في المشهد الثقافي العربي عبر الحرص على مزيد العناية بالصناعات الابداعية وتيسير تبادل المنتج الابداعي الفكري في سياق وحدة ثقافية عربية ترسخ قيم التقدم الانساني وتساهم في إعلاء شأن الثقافة ودورها في التنمية المجتمعية والاقتصادية.
وفي كلمة رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي التي ألقاها وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، بين أن إعلان انطلاق العقد العربي للحق الثقافي من مدينة الثقافة يعد حدثا تاريخيا يفخر به كل العرب مؤكدا التزام تونس بالمرجعيتين الدولية والعربية في الحقوق الثقافية وذلك من خلال سياساتها الوطنية ومساهمتها في المشاريع المشتركة بين البلدان العربية.
وذكر باحتضان تونس لعدة تظاهرات ولقاءات واجتماعات للفاعلين والمسؤولين العرب في المجال الثقافي مساهمة منها في صياغة رؤية مشتركة لتطوير الواقع الثقافي قابلة للتنفيذ مشيرا الى أن الدستور التونسي الجديد جاء منسجما مع أهداف العقد العربي للحق الثقافي حيث ينص الفصل 42 من الدستور على أن الحق في الثقافة مضمون وكذلك حرية الابداع .
وأبرز أن تونس تعهدت بتكريس قيم الانفتاح والتسامح وحماية الموروث الثقافي وضمان حرية الابداع ملاحظا أن نشر ثقافة حقوق الانسان والتحفيز على الفعل والانتاج الثقافي لا يمكن ان يتحقق إلا بترسيخ حرية الرأي والإعلام والنشر والنفاذ الى المعلومة والبحث العلمي والتأليف والحريات الاكاديمية.
ودعا في كلمته الى تفعيل أهداف العقد العربي للحق الثقافي عبر تطوير التشريعات وإنجاز المشاريع العربية المشتركة عبر تشريك المثقفين ومكونات المجتمع المدني معربا عن أمله على أن يقدم العقد العربي للحق الثقافي دفعا غير مسبوق للعمل الثقافي المشترك بين الدول العربية وأن يرسخ أهمية مكانة الثقافة في المجتمعات العربية كشأن عام قبل للتقييم والتجديد.
ويذكر أن مبادئ العقد العربي للحق الثقافي وأهدافه ومشاريعه، تعد إطارا للعمل العربي المشترك من أجل دعم حقوق الإنسان من خلال الثقافة وتوظيفها في التنمية ودعم النمو الاقتصادي عن طريق تطوير الصناعات الإبداعية. كما يمثل العقد وثيقة غير ملزمة من الناحية القانونية، تستأنس الدول العربية بما تضمنته لمزيد توثيق التّعاون بينها في ميادين الشؤون الثّقافية المختلفة وزيادة التّقارب الذّهني والتّآلف الرّوحي بين أبنائها استجابة لميثاق الوحدة الثّقافية العربيّة.
وقد شهدت مراسم الاعلان عن انطلاق العقد العربي للحق الثقافي حفلا موسيقيا أمنته الأوركستر السمفوني التونسي بمسرح الأوبرا بقيادة محمد بوسلامة.