منذ وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى سدة الحكم، ويحاصره عدد من الأزمات تفاقمت مع مرور الوقت من بينها انهيار الليرة، وتعالي الأصوات المعارضة له، فضلاً مخاوف من فرض عقوبات أمريكية، لاسيما قبل إجراء عملية الإنتخابات الرئاسية بأنقرة، والمقرر عقدها في 24 يونيو المقبل. تعالي أصوات المعارضة ثلاث ساحات يصارع فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع اقتراب الإنتخابات التركية، والتي من المتوقع أن تقود إلى تعديلات دستورية لبعد تركيا عن نظام الديمقراطية البرلمانية، التي رسخها مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك قبل نحو قرن، ويخطط الرئيس التركي إلى إمتلاك صلاحيات تنفيذية واسعة وأن يكون هو الوحيد ذو سلطة على تصديق القوانين وإنتقاء مجلس الوزراء وحل البرلمان.
ويواجه أردوغان عدة مرشحين أساسين وهم: صلاح الدين ديمرتاش، ميرال اكشينار، مرحم اينجه، الذين تعهدوا بإلغاء نظام الحكم الرئاسي وصياغة دستور جديد يعتمد على النظام البرلماني.
الشباب ومن جهتها رأت صحيفة "التايمز البريطانية"، أن تصويت الشباب التركي سيكون حاسمًا في هذه الانتخابات مع وجود نحو 1.5 مليون ناخب شاب من المتوقع أن يدلون بأصواتهم لأول مرة فى 24 من يونيو ، لاسيما وأن نسبة البطالة بين الشباب تفوق ال20% ويضطر العشرات من الشباب المتعلم إلى الهجرة من بلادهم بحثا عن العمل في الخارج.
وربما يساعد هؤلاء الشباب على حسم رأيهم، الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد.
الليرة التركية تواصل الانهيار ويعاني الاقتصاد التركي تدهورا كبيرا في الآونة الأخيرة بعد تدخلات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السياسة النقدية للبلاد، في ظل قلق متزايد من المستثمرين بعد ارتفاع أسعار الفائدة، حيث تتواصل أزمة الليرة التركية بعد استمرار انهيارها، مما أدى إلى تدخل البنك المركزي التركي لوقف انخفاض الليرة التركية منذ الأربعاء الماضي، لكن ليس من الواضح ما إذا كان صانعو السياسة التركية سيكونون قادرين على تجنب أزمة العملة.
وانخفضت قيمة الليرة التركية إلى رقم قياسي جديد، عاكسة المكاسب التي حققتها في وقت سابق، بعد أن قالت وكالة فيتش راتينجز، في بيان لها، إنها قلقة من تعامل البنك المركزي في مكافحة التضخم ذي الأرقام المزدوجة، وأن صناعة القرار التقديرية قد تتعرض لضغوط بعد انتخابات الشهر المقبل مما يزيد من التهديد الذي يتعرض له ملف الائتمان في البلاد.
وتراجعت الليرة بنسبة 14% مقابل الدولار هذا العام، لتسجل أكبر انخفاض في عملات الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني.
مخاوف من عقوبات أمريكا يبدو أن أزمات السلطان العثماني لم تنهي، إذ كشفت مصادر إعلامية تركية عن أن مجلس الشيوخ الأمريكي يتجه لفرض عقوبات على أنقرة.
وقالت المصادر، إن لجنة الخدمات المسلحة بالمجلس أضافت ثلاثة بنود خاصة بتركيا إلى قانون إقرار الدفاع الوطني الذي يصدر عن اللجنة سنويا، والذي يتطلب مراجعة من قبل وزارة الدفاع "البنتاجون" في ضوء التوتر الحالي بين البلدين، وذلك قبل إتمام أي مبيعات أسلحة أخرى.