خلال السنوات الأخيرة، فقد طارق نور بريقه فى عالم صناعة الإعلانات، ربما لأنه لا يؤمن بأن الأفكار تحتاج مزيداً من الإنفاق، والبحث عن شباب ومخرجين موهوبين لتنفيذ هذه الأفكار، والسوق بأكمله يعلم مدى حرص طارق نور فى الإنفاق على السلع التى يقدمها، من الممكن أن يبيع الفكرة بعدة ملايين، ولكنه فى النهاية لا ينفق على تنفيذها سوى بضعة آلاف، إنه السوق الإعلانى، الذى كان طارق نور واحداً ممن وضعوا قوانينه، ولكن لا شىء يبقى على حاله، فقد طارق نور بريقه، لصالح وكالة سعدى وجوهر، اللذين تحولا لأهم وكالة إعلانية فى مصر، بفضل نجاح حملات الإعلانية وبفضل اعتمادهم على شباب أفكاره جريئة وجدية، وفى خلال فترة قصيرة أصبح المعلنون يتمنون أن تنفذ وكالة سعدى وجوهر إعلاناتهم، لضمان نجاها، ولكن طارق نور من الجيل الذى لا يعرف الاستسلام بسهولة، فالعام الماضى، قرر الدكتور مجدى يعقوب، فسخ تعاقده مع وكالة سعيد وجوهر بعد أن شعر بأن الوكالة اهتمت بإعلانات مستشفى 500500، على جودة ومضمون إعلانات مستشفى القلب، وقرر الدكتور يعقوب التعاقد مع طارق نور لتنفيذ حملته الإعلانية لهذا العام، وبالفعل قرر طارق نور أن يكون تعاقده على إعلانات مستشفى مجدى يعقوب، إعلانا عن عودته لكامل قوته مرة أخرى، فقرر أن يشرف بنفسه على فكرة الإعلان، وأن يبتعد بها عن البهرجة ولصرف المبالغ التى انتقده الجميع العام الماضى فى إعلانات باقى المؤسسات الخيرية، قدم طارق نور معالجة وتوزيعا حديثا لأغنية قلبى ومفتاحه، مع كورال أطفال وتصوير بسيط، فكانت النتيجة مبهرة، عاد طارق نور وعادت وكالته، ولم يكن هذا هو الإعلان الوحيد الذى أعاد طارق نور كملك للأفكار، فإعلان حديد الجارحى، وما يحمله من بساطة وسخرية، وضعت شركة طارق نور فى مقدمة الوكالات الإعلانية التى حققت نجاحا كبيرا خلال انطلاق شهر رمضان، فهل تستسلم وكالة سعدى وجوهر، أم مازال أمامها من الوقت لتؤكد أن صحوة طارق نور مؤقتة وأنهم أصبحوا ملوك السوق الإعلانية فى مصر؟! الإجابة تحسمها الأيام المتبقية من شهر رمضان.