ياله من حظ , إستدعاء من ( سانت موناكيزى) لم أكن أعرف قدر الرجل من يكون؟ ولكن كل ما أعلم أنه صاحب المكتب العظيم المكون من 10 أدوار "وسط روما" فى منطقه أكاديمية روما الإيطالية بجانب مدينه "روما القديمه". ويعمل فى هذا المكتب فوق المائتين من المهندسون ويوجد دور كامل لمن يعملون (بارتايم ) بالساعه ، من الرسامون والذين يقومون بتحبير الرسومات (بالرابيدو ) حيث لم يكن هناك فى هذا الزمن (برامج كمبيوتر ) وأدوات إليكرونية مثل ماهو حادث اليوم ,كل شىء يدوى ومن ابداع الإنسان بيده وعقله وقدرته على الأداء المنضبط !! وسألت زميلى السودانى الجنسيه فى الأكاديمية ! والذى كان هو من أخذنى إلى هذا المرسم من هو (سانت موناكيزى) ياربيع ؟ وكان(ربيع) خفيف الظل وشخصيته رائعة محب , ومخلص ,وضاحك دائماً حتى فى أغلب الاحيان الاكثر شده , كان يقابل ذلك بالفكاهه و التنكيت وكان لديه سيارة فولكس فاجن) قديمه جداً ,وليس لها أرضيه !! فقد أكلت أرضيتها (البرومه) والصدأ ,ومع ذلك كنا نستخدمها . فقبل أن ندخل السيارة ,نخلع الحذاء "ونشد البنطلونات" حتى لا نسبح بالمياه التى تجرى عليها السيارة فى الشارع ,فكانت هذه اللقطه دائما ً وسط زملائنا "تميتنا من الضحك" أخلع الحذاء ويشمر البنطلون هنركب عربيه "ربيع السودانى" سألته مين يا سيدى ,"السيد موناكيزى" قال لى ببساطه شديده هذا هو مثل "جمال عبد الناصر" عندكم فى مصر !! ياخبر ابيض معقول !! وعايز أيه منى ده (وفى بياتزا نافونا) حيث كنا نقوم برسم البورتريهات لضيوف العاصمه الإيطاليه من الأجانب بمبلغ خمسه الاف ليرة لعمل البورتريه ,أخذنا نتسامر ونعطى بعض الأفكار حول مقابله الغد المنتظرة والمدعو فيها السيد ( اماديو المصرى )!! البعض قال يمكن يطلب منك التعيين لأن شغلى متقن للغايه ,والبعض الاخر قال يمكن يكون عايز يعرف حاجه عن مصر ,ويريد منك بعض المعلومات إلخ............... المهم فى اليوم التالى كنت على أعلى درجه من الاستعداد للقاء ,وفى تمام الساعه التاسعه صباحاً كنت أمام رجل فى الستون من العمر "شعث الشعر والذقن والشنب" ,والبياض يكسوا أكثر من السواد على شعره , والبايب فى فمه والبدله زرقاء غامق "والجرافتة برتقالى" والخاتم فى "أصبعه الخنصر من الالماظ" ,وسألنى "مستر ادماديو" هل تريد أن تتحدث الإيطاليه , فقلت قليلاً ياسيدى فأحضر سكرتاريته حيث لا يتحدث الانجليزية جيداً وكان سؤاله ما هى خلفيتى الدراسية ,لأن توقيعى على اللوحات التى أعتمدها أثارته جداً فهو بجانب إنها متقنة إلا أن بعض الرموز الهندسية التى يجهلها غير المهندسون إهتممت بها أنا وأوضحتها فى الكشف أو الملحق بالمواصفات التنفيذية على جانب اللوحه ,وهذا يحدث فقط بين المعماريين أو المهندسون وقلت له أننى فعلاً "خريخ هندسه غزل ونسيج" ولم أجد فى جامعه "روما" هذا التخصص لإستكمال الدراسات العليا وأننى أيضاً درست المساحه و الطبوغرافيا وتحديد المواقع والمقاييس الهندسية على الرسومات وذلك أثناء دراستى فى الخدمه العسكرية حيث حصلت على درجه محترمه من التعليم فى هذا المجال! وسألنى أن كان لدى أوراق تثبت ذلك وأجبته نعم ومترجم أيضاً إلى الأنجليزية ,وهو ماكنت قد أعددته قبل سفرى من مصر وأخذته معى فى رحلتى الى المجهول !! وأبلغنى بأنه سيحدد لى موعد مع شئون الوافدين بالجامعه وعلى أن أحضر كل تلك المستندات وسوف نرى ما يمكن عمله. وكان سؤاله الأخير هل تحب العمارة ,فقلت له أعشقها !! وكانت البدايه للحديث بقيه ,,,,,