عاد اللبنانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع، عقب تسع سنوات على آخر انتخابات برلمانية شهدتها لبنان، لتغيير النظرة للقوى السياسية التقليدية المهيمنة على البلاد-حزب الله-، حيث يتنافس 597 مرشحاً بينهم 86 امرأة، منضوين في 77 لائحة. وبدأت صباح الأحد عملية الاقتراع في مختلف المناطق اللبنانية تمهيداً لانتخاب برلمان جديد هو الأول منذ نحو عقد، وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند السابعة صباحًا، أمام الناخبين البالغ عددهم وفق لوائح الشطب 3,7 ملايين شخص، على أن تتواصل عملية الاقتراع حتى السابعة مساء، ليبدأ بعدها ظهور النتائج تباعًا. وانتشر مندوبو الأحزاب والمرشحين منذ الصباح الباكر أمام مراكز الاقتراع البالغ عددها 1880 موزعين على 15 دائرة انتخابية، وأحاطت بها إجراءات أمنية مشددة مع وضع الأجهزة الأمنية والعسكرية ما بين 20 و30 ألف عنصر في حالة جهوزية، وفق وزارة الداخلية اللبنانية. توافد كثيف من الشباب وتوجه عدد من الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن إلى اللجان الانتخابية، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، مؤكدين أن الإدلاء بأصواتهم يعد واجبا وطنيا ويجب على كل مواطن المشاركة في العرس الانتخابي.
نسبة الاقتراع تصل إلى 10.5% تفاوتت نسب الاقتراع في كافة الدوائر الانتخابية في الانتخابات النيابية اللبنانية بصورة كبيرة، حتى الآن، حيث وصلت إلى 10.50% . 400 شكوى بينما أعلنت غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية اللبنانية عن معالجة 400 شكوى خلال الساعات الثلاث الأولى من عملية الاقتراع. في سياق متصل، عشية الانتخابات توالت الشكاوي من ممارسات ميليشيات "حزب الله"، الذي يرفض أي معارضة أو منافسة في مناطقه، وتعمدت الميليشيات تهديد مرشحين في الضاحية الجنوبية ومناطق بقاعية؛ لمنعهم من احتمال خرق قوائم الميليشيا الانتخابية، في محاولة غير المشروعة، لحيازة الأغلبية في البرلمان خلال تلك الانتخابات، وهذه الممارسات ليست رغبة للحزب فقط؛ بل تنفيذاً لدوره المرسوم من طهران، التي تأمل في كسب مزيد من النفوذ في المنطقة خلال الانتخابات اللبنانية، والانتخابات العراقية التي تعقبها بأيام.
بينما أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، أن الجيش لن يتهاون مع أي محاولة للاخلال بالأمن أو عرقلة سير عمل هذا الاستحقاق الانتخابي من أي جهة كانت، مشددًا حرص قوى الجيش على المتابعة الدقيقة والسريعة لمختلف الحوادث الطارئة.
عرس انتخابي كبير وشارك في عمليات التصويت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي أكد أن الانتخابات النيابية التي انطلقت في لبنان اليوم بأنها عرس انتخابي كبير، داعيا جميع اللبنانيين في بيروت وكل المناطق إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات من أجل مصلحة لبنان، موضحا أن وجود انتخابات نيابية بعد غياب 9 سنوات امر مفيد في حد ذاته . وأضاف"الحريري"، أنه إذا نظرنا لما يحصل حولنا ورأينا أن لبنان يقوم بانتخابات ديمقراطية نجد أن البلد بألف خير وعلى كل مواطن لبناني أن يُقدم على الانتخاب ليؤدي واجبه الوطني ويصوته لمن يريد. ووجه الحريري الشكر للقائمين على العملية الانتخابية من وزارتي الداخلية والخارجية وقوى الأمن والجيش اللبناني والمندوبين والمراقبين الدوليين والقضاة وكل المؤسسات وغيرهم ،لافتا إلى أنهم يقومون بواجب كبير لمصلحة البلد.
أهم عملية ديمقراطية في لبنان من جانبه قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، إن اليوم تجرى أهم عملية ديمقراطية في لبنان، واصفا الانتخابات النيابية بأنها ناجحة. وأضاف "عون"، في تصريح صحفي، أن التعاون بين وزارتي الداخلية والخارجية جيد ومهم جدا، معربا عن أمله في أن تكون كثافة التصويت عالية.
الاقبال الكثيف دليل عافية قال مفتي الجمهورية اللبناني الشيخ عبد اللطيف دريان، إن لبنان تشهد يوما تاريخيا وطنيا بإقبال الناخبين على صناديق الاقتراع للتصويت لمن يستحق الوصول إلى البرلمان، لافتا إلى أن هذا الاستحقاق وطني وديمقراطي بامتياز وعلى الكل أن يشارك فيه وان يدلوا بأصواتهم لما فيه مصلحة لبنان والعاصمة بيروت. ودعا "دريان"، في تصريح له عقب ادلائه بصوته جميع اللبنانيين للمشاركة في هذا الاستحقاق للإدلاء بأصواتهم حتى يكون للبنان مجلس نيابي جديد يقوم بمهامه التشريعية من أجل النهوض ببيروت العاصمة ومن اجل النهوض بلبنان لافتا إلى أن الاقبال الكبير من المرشحين في بيروت وفي لبنان هو دليل عافية.