أشعل مسلسل التهديدات المستمر بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، فتيل الأزمة التي تطورت حدتها مؤخرًا بسبب ملف الاتفاق النووي الإيراني، الذي عقدته طهران مع 6 دول منذ 2015، من بينهم واشنطن التي أعلنت برئاسة دونالد ترامب، رفضها لبنود الاتفاق ومطالبها إما بتعديلها أو الانسحاب. وبدأ دخان الأزمة يتصاعد، بعدما تولى "ترامب" رئاسة أمريكا، حيث وصف الاتفاق النووي بكارثة لم يكن ينبغي إبرامها، وشن هجمات عديدة عليه باستمرار، لافتًا إلى أنه الأسوأ في تاريخ بلاده.
ومن هذا المنطلق، حاول مسؤولوا طهران، التصدي لهذه الهجمات الأمريكية، من خلال تراشق الاتهامات بين الدولتين، فضلًا عن التهديدات الصريحة للطرفين، والتي كان آخرها تصريحات علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اليوم السبت.
ووصف "شمخاني" مطالب الرئيس الأمريكي حول تغيير الاتفاق النووي ب "البلطجة"، حيث قال في تصريحات تلفزيونية: "هذا اتفاق دولي .. ونحن لدينا بالتأكيد قدرة التغلب على أسلوب البلطجة الذي تتبعونه"، ليتطرق إلى حجة "ترامب" بشأن عدم قبوله للاتفاق الذي أبرم في عهد الحكم السابق للبلاد، مضيفًا: "أنت تقول إنك لاتقبل شيئا تم التوصل إليه خلال حكم الرئيس السابق ويجب تغييره .. من يضمن إنه إذا تم التوصل إلى شيء معك لن يرفضه الرئيس القادم للولايات المتحدة؟".
وتأتي هذه التصريحات، تعليقًا على موقف دونالد ترامب، بعدما أشار مرارًا إلى أن الاتفاق النووي الإيراني يحمل مشكلات كبيرة تسهل على طهران استئناف برنامجها النووي، عبر اختبار الصواريخ والتسبب بالمشاكل داخل العديد من المناطق، مطالبًا بمعالجة الثغرات الموجودة فيه.
ولم يكن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، هو المسؤول الوحيد الذي رد على معارضة "ترامب" للاتفاق المبرم منذ 2015، حيث حذره رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، مهددًا بإمكانية طهران من الناحية الفنية، في تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى مما كانت عليه قبل التوصل للاتفاق منذ حوالي 3 سنوات، مضيفًا في تصريحاته : "إيران لاتناور .. أتمنى أن يعود ترامب لصوابه وألا ينسحب من الاتفاق".
وبالرغم من التحذيرات والتهديدات الإيرانية التي انهالت على البيت الأبيض، إلا أن مصادر أمريكية، كشفت نية دونالد ترامب في الانسحاب من الاتفاق بحلول 12 مايو، ولا تزال معالم الإجراء الرسمي المتبع غير واضحة حتى الوقت الراهن .
ووصل الأمر إلى هذه النقطة المعقدة، بعدما أمهل الجانب الأمريكي، الدول الأوروبية المنضمة للاتفاق، 120 يومًا تنتهي خلال شهر مايو الجاري، بخصوص تعديل عيوب الاتفاق التي تم ذكرها، حيث قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، إن إيران تتصرف بطريقة أكثر سوءا بعد عقد الاتفاق، متابعًا: "الانسحاب من الاتفاق النووي سيكون خيارنا في حال لم يتم تعديله، فالاتفاق بشكله الحالي لم ينجح في ردع إيران في كثير من المجالات".