افتتح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وسونغ أيقوه السفير الصينىبالقاهرة، مبني معهد كونفوشيوس النموذجي الجديد بجامعة القاهرة، وبحضور الدكتور تيان جانغ رئيس جامعة بكين، ويو يون فنغ مدير المقر العام لمعاهد كونفوشيوس على مستوي العالم، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية، وعمداء كليات جامعة القاهرة. وقال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة يعكس جهود كبيرة قامت بها جامعة القاهرة، كعادتها؛ لإنتاج صرح متميز بهذا القدر وبتكلفة كبيرة ساهمت بها الجامعة مع الحكومة الصينية، وهو دليل علي ثقافة شعوب تستطيع عمل تعاون على نطاق واسع، مشيراً إلي أنه ما قاله المتحدث باسم جمهورية الصين خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بمكتبة الإسكندرية بأن الصين أصبحت خلال الأربعين عامًا الماضية من أقوي اقتصاديات العالم ونموذج يحتذي به. ولفت وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلي أن معهد كونفشيوس يعمل كقناة نقل وتبادل ثقافي بين البلدين، حيث وصل عدد الدارسين بالمعهد قبل افتتاح المبني الأخير إلي 2000 طالب، ومن المتوقع أن يزداد الإقبال علي دراسة اللغة الصينية في المستقبل. وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن المعهد يمثل له ولرؤساء الجامعات المصرية أهمية كبيرة كما انه يمثل جسرًا للتبادل الثقافي والحضاري والاستراتيجي، إلى جانب دراسة اللغة، قائلاً: "إنه بحكم تخصصه في مقارنة الأديان والفلسفة، فإن كونفوشيوس يمثل له حضارة متكاملة، فقد قدم الكثير عن التسامح والتعاون والحوار والانفتاح على الأخر والقواعد الإنسانية المشتركة بين الشعوب"، موضحاً أن الجامعة تعمل مكانًا يشمل كل العلوم وليس مجرد مكان لتعليم اللغة، حيث أن الحضارة الصينية استطاعت أن تعلم العلم وتتعلم من العالم. وأشار الخشت إلى أهمية منتدى التعاون الصيني المصري، لافتاً إلى أن جامعة القاهرة تسعي لتوفير درجات علمية مشتركة بينها وبين جامعات الصين في كافة المجالات العلمية وليست اللغة فقط، مؤكداً على قوة العلاقات بين مصر والصين. وأوضح سونغ أيقوه السفير الصينيبالقاهرة، أن عمل المعهد قائم ومستمر في ظل الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومتين المصرية والصينية والعلاقات المتبادلة بين البلدين. وأشار السفير الصيني إلي تقرير مبعوث الحكومة الصينية عقب زيارته لمصر في العام الماضي والذي أعطى مزيدا من الثقة للاستمرار في دعم المعهد والمشروعات التعليمية الصينية في مصر كي تقوم بدورها المطلوب في دعم الحضارة والتبادل الثقافي، مؤكداً أن دراسة اللغة الصينية مهمة جدا من أجل إعداد الكفاءات والكوادر لاستكمال المسيرة التعاونية بين مصر والصين ليتسع التعاون ويشمل التبادل الحضاري والثقافي والتجاري وليس اللغوي فقط. وتابع السفير الصيني: "لدينا تطلعات قوية للتعاون في مجال التعليم مع مصر لدفع العلاقات بين مصر والصين"، وأشار السفير الصيني إلى أن رئيس جامعة القاهرة أبلغه أن الحكومة المصرية وافقت علي 100 منحة كاملة لطلاب صينيين في جامعة القاهرة في تخصصات مختلفة. وأشاد يو يون فنغ مدير المقر العام لمعاهد كونفوشيوس بجهود جامعة القاهرة المستمرة في دعم وتطوير معهد كونفوشيوس وتوفير الأرض اللازمة للتوسعات، مؤكدًا رغبته في تطوير مستوي المعهد واستكمال النجاحات التي حققها؛ ليكون مركزا لتعليم اللغة الصينية في شمال أفريقيا. وأشار إلى أن فكرة المعهد قائمة على ربط قلوب الشعوب ببعضها البعض ودعم التعاون الحضاري بين الصين وباقي الدول. وقال الدكتور تيان جانغ رئيس جامعة بكين، إن مصر أول دولة عربية تهتم بتوطيد علاقاتها الثقافية والحضارية بالصين، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا كبيراً وارتفاع مستوى التعاون الاستراتيجي بشكل واضح، مؤكداً أن جامعة بكين تعطي ثقتها لمعهد كونفوشيوس بالقاهرة وتقدم له كل الدعم المطلوب. وقالت الدكتورة رحاب محمود مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، إن معهد كونفوشيوس يُعد من أكبر الصروح الثقافية والتعليمية في مصر منذ إنشائه عام 2007، وهو يعمل على المزج بين الموروث الثقافي المصري وتعاليم كونفوشيوس القائمة على التسامح وحب العمل والعلم والتركيز على الصالح العام وكيفية التعامل مع الآخر. كما أكدت الدكتورة رحاب أن ما وصل إليه معهد كونفوشيوس هو نتاج جهود صادقة من قبل رؤساء الجامعة السابقين ورئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت وعمداء كليات الآداب، مشيرةً إلى أن المعهد يخطو خطوة جديدة نحو نشر الثقافة الصينية والمزج بينها وبين الثقافة المصرية، وسيمتد نشاطه ليتخطى تعليم اللغة الصينية بحيث يشمل مجالات واسعة في البحوث.