أكدت حكومة ولاية جنوب "دارفور" أن التحالف الذي تم مؤخرًا بين الحركة الشعبية قطاع الشمال ومجموعة المتمردين التي تضم "مناوي" و"عبد الواحد" و"العدل "و"المساواة" ينصب في خانة العمل العدائي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار الشمال. وقال الدكتور "عبد الكريم موسى" نائب والي جنوب دارفور ل(smc) : إن هذه الحركات التي وقَّعت على ميثاق التحالف تلاشت تمامًا من الساحة "الدارفورية" سواء على الصعيد السياسي أو العسكري أو الشعبي، مشيرًا إلى أنه بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام قد انتفت مبررات وجود الحركات التي خرجت من خارطة اهتمام المجتمع الدارفوري الذي يتمسك بسبل الأمن والاستقرار والسلام. وأكد عبد الكريم موسى أن تحالف "كاودا" لا يعدو عن كونه محاولة للفت الأنظار وإشغال الساحة الإعلامية بقضايا انصرافية بعيدة عن المحاور الأساسية لمشكلة دارفور.
وفي السياق ذاته اعتبرت حكومتا الخرطوم وكمبالا حركاتِ التمرد بدارفور الرافضة لاتفاقية الدوحة عناصر سلبية تهدد الأمن والاستقرار بكل الإقليم، شأنها شأن "جيش الرب" الأوغندي وغيرها من الحركات الشبيهة، وأكدتا ضرورة التعامل في إطار البروتوكولات والاتفاقيات الموقعة بين دول الإقليم والتي تحرم دعم ومساندة هذه الحركات. وأشارت الفضائية السودانية اليوم الاثنين إلى اجتماع عقد في "كمبالا "للجنة الفنية السودانية الأوغندية الذي بحث مسار العلاقات بين البلدين والعقبات التي تعترض تطويرها.
وعلى صعيد العلاقات مع جنوب السودان، اتفق الجانبان على أن استقرار الدولة الجديدة أمر حيوي لكلا البلدين، وأبديا استعدادهما لقيام تعاون ثلاثي بين السودان وأوغندا وجنوب السودان في مجالات تطوير البنيات الأساسية والطرق والجوانب الأمنية.
هذا وقد رحبت أوغندا بطلب السودان الانضمام لعضوية مجموعة شرق أفريقيا.
يذكر أن حركة «جيش الرب» كمعارضة أوغندية من قبائل "الأشولي" عام 1986، وهو نفس العام الذي استولى فيه الرئيس "يوري موسيفيني" على السلطة في "كمبالا". واستندت في تحركها على دعاوى بإهمال الحكومات الأوغندية للمناطق الواقعة شمال أوغندا. وقادت هذه الحملة سيدة تدعى «أليس لاكونيا» اشتهرت في أول عهدها بالشعوذة وبمهارات في علاج المرضى أخذت في الادعاء أنها تتلقى تعاليمها من الوحي الإلهي لتطهير قبيلة الأشولي من الرجس والأوثان، والشرور، ومحاربة السحرة، ثم أخذت تدريجيًّا تدعو للإطاحة بحكم الرئيس "موسيفيني"، ونجحت في نفس العام (1986) في حشد أعداد كبيرة من المؤيدين، وشنت حملات واسعة إلا أن قوات "موسيفيني" ردتها.
وحسبما نقل وزير الخارجية السوداني "مصطفى عثمان" فإنه في فترة توتر العلاقات بين السودان وأوغندا دعم السودان قوات «جيش الرب» في حربها ضد كمبالا، وكان ذلك نوعًا من المعاملة بالمثل ردًّا على إصرار كمبالا على تقديم كل أنواع التشجيع والدعم السياسي والعسكري المباشر لمعارضي الحكومة السودانية في الجنوب. وكان الرئيس "موسيفيني" قد ذكر في محاضرته بقاعة الصداقة بالخرطوم أنه دعم حركة التمرد السودانية ردًّا على دعم السودان لحركة «جيش الرب».