سجل الذهب مكاسب قوية خلال النصف الثانى من الشهر الماضى فى ظل المخاوف من الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين والتوترات الجيوسياسية، الأمر الذى أدى إلى انتعاش الاتجاه الكلاسيكى لشراء الملاذ الآمن والاستثمار البديل. ترامب يرفع التعريفة الجمركية بدأت الأزمة التجارية فى منتصف شهر مارس الماضى حيث أعلن الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" عن رفعه للتعريفة الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم التى تستخدم على نطاق واسع فى البناء والصناعة وتمثل التعريفات الجمركية عائق هام لدى الشركات الأجنبية التى تبيع إلى الولاياتالمتحدةالأمر الذى كان صدمة للكثيرين بنذير حرب تجارية تلوح فى الأفق، ثم جاء القرار بإعفاء كل من كندا والاتحاد الأوروبى والمكسيك وبعض الدول الأخرى من هذا القرار، ولم تقف الصين عاجزة أمام الولاياتالمتحدة بل ردت بفعل مماثل وقامت برفع التعريفات الجمركية على نحو 128 سلعة أمريكية بقيمة 50 مليار دولار، ليأتى الرد الأمريكى السريع ويهدد الرئيس الأمريكى بأنه سيجعل المسؤولين التجاريين يقومون بدراسة فرض تعريفات جمركية اضافية على الواردات الصينية تقدر قيمتها بنحو 100مليار دولار، الأمر الذى عزز من مخاوف الأسواق المالية وأسواق تداول السلع تجاه التوترات المتصاعدة بين الولاياتالمتحدةوالصين أكبر دول العالم اقتصاديًا ودخولهما فى حرب تجارية تؤثر بالنهاية على النمو الاقتصادى العالمى مما جعل المستثمرين يقبلوا على شراء الذهب كملاذ آمن واستثمار بديل فى الأسواق والابتعاد عن التداول فى الأصول الخطرة كما أثر ذلك بالسلب أيضًا على أداء الدولار الأمريكى الذى شهد تراجعًا كبيرًا خلال تلك الفترة. التوترات بين روسياوالولاياتالمتحدة ومن جهة أخرى التوترات الجيوسياسية من مواجهة روسيا للغرب زادت من قلق المستثمرين وبالأخص فى نهاية الشهر الماضى، حيث تراجعت العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوياتها ليوفر الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين القلقين، وفى الوقت نفسه أدت التوترات الأخرى بين منطقة الخليج وإيران إلى المزيد من عدم اليقين مما أضاف إلى مطالبات الشراء للملاذ الآمن، عندما تظهر الحمائية مع التوترات الجيوسياسية فى نفس الوقت فإن الارتفاع الحاد لأسعار الذهب أمر متوقع. وعلى ما يبدو أن تشديد السياسة النقدية من جانب البنك الاحتياطى الفيدرالى لا يضعف من ارتفاع الذهب، وبالنظر إلى الوراء قليلًا نرى أن الذهب قد تفوق خلال أربع مرات من رفع أسعار الفائدة فى الفترة الأخيرة، وعادة ما يُتوقع أن تكون سياسة التشديد النقدى لها تأثير هبوطى على المعدن النفيسلكن العوامل الأساسية الأخرى لعبت دورها بشكل كبير فى دعم أسعار الذهب. لا يزال الدولار الأمريكى يعانى من الضعف كما أن عدم اليقين بشأن النمو فى الولاياتالمتحدة مقابل مستويات الديون المرتفعة يعطى للمستثمرين وقفة ونزعة تجاه الملاذات الآمنة. وبالنظر إلى الأمام للربع الثانى قد يستمر الذهب فى التفوق على أساس أن التوترات الجيوسياسية والحمائية فى الولاياتالمتحدة من المرجح أن تسود مما قد يدفع المستثمرين إلى الشراء الآمن.