أكد الخبير في مجال السياحة الزراعية راضي الحربي ، أن زيارة جمهورية الفلبين للمرة الثانية، أتت بهدف نقل تجربتها في مجال السياحة الزراعية والتركيز بشكل كبير على الجانب الفني والتشغيلي في إدارة المزارع السياحية ومعرفة آلية إدارة التكاليف في المزارع وطريقة زيادة هامش الربح، والاطلاع على كيفية تأسيس المراكز والمتاجر الخاصة وعرض منتجات المزارع السياحية الطازجة والمصنعة وكذلك هدايا تذكارية من بيئة المزرعة. وأشار إلى أن الفلبين تزخر بمساحات زراعية واسعة تصل إلى حوالي ستة ملايين هكتار، كما أن بيئتها مواتية للزراعة، ويعمل أكثر من 32% من سكانها في القطاع الزراعي، وقد أعلنت وزارة السياحة الفلبينية ،مؤخراً، عن استقطاب 6.6 مليون سائح في 2017، بنسبة ارتفاع وصلت الي 11% مقارنة مع عام 2016م وكان نصيب السياحة الزراعية منها الشيء الكثير. وفق صحيفة "سبق" وأضاف: "منظمة السياحة العالمية ذكرت أن الفلبين تفوقت على جيرانها في آسيا والباسفيك في معدل نموها السياحي، وتشير الإحصاءات أن كوريا الجنوبية تحتل النصيب الاكبر من عدد السائحين في الفلبين بأكثر من 1.6 مليون سائح، وتأتي بعدها الصين بنحو 970 ألف سائح، وأمريكا 970 ألف سائح، ثم اليابان 564 ألف سائح، وأستراليا نحو 289 ألف ومن السعودية 50 ألف سائح". صناع السياحة وأوضح "الحربي" رئيس فريق صناع السياحة ، أن عادة الفريق منذ عام 2005 م يقوم بمبادرة السفر والترحال لمعرفة كنوز عالم السياحة الزراعية في مختلف أنحاء العالم أو ما يعرف بالسياحية التجريبية، حيث قام الفريق بجولته في المنطقة وكانت البداية من منطقة لوسون حيث تجول الفريق في مدن لوسون وأريافها وهي (مجموعة من الجزر الشمالية) تقع في أرخبيل الفلبين الذي يتكون من 7000 جزيرة وقام الفريق بزيارة أكثر من 12 مزرعة سياحية ريفية واطلع على واقع العمل فيها واستمع للعديد من قصص التحدي التي واجهتهم في طريقهم للنجاح في عالم صناعة السياحة الزراعية والريفية. تجربة مثيرة ولفت إلى أن زيارة فريق صناع السياحة تضمنت بحث ومناقشة تجربة الفلبين في أن تجعل السياحة بشكل عام وسياحة المنتجعات الصحية والريفية بشكل خاص المصدر الثاني للدخل القومي بعد الزراعة، وذلك لما تتميز به طبيعة الفلبين من كثرة الجزر وطبيعة الريف الفلبيني الجميل. كما قام الفريق وضمن برنامج الزيارة بالاجتماع مع بعض المسؤولين في وزارة السياحة ووزارة الزراعة ولجان المجتمع المحلي والمستثمرين والمزارعين للاطلاع على تجربة الفلبين في صناعة السياحة الزراعية والريفية من ناحية الإجراءات والتشريعات التنظيمية التي قامت بها تلك الجهات الحكومية بالتعاون مع المجتمع المحلي والمزارعين بهدف وضع خارطة طريق تنظم وتساعد في تطوير وتنظيم نشاط السياحة الزراعية بالأرياف وتنمية الريف الفلبيني الذي يسكن فيه أكثر من 50٪ من سكان الفلبين البالغ تعدادهم أكثر من 113 مليون نسمة. المزارع السياحية وأشار خبير السياحة الزراعية إلى أن زيارة فريق صناع السياحة أتت للاطلاع ومناقشة مواضيع تتعلق بتاريخ صناعة السياحة الزراعية بالفلبين وتطورها من عام 2012م، وحتى اليوم، حيث بلغ عدد المزارع السياحية اكثر من 100 مزرعة ، كذلك تم الاطلاع على كيفية إدارة المزارع السياحية والاستماع إلى قصص نجاح في هذا المجال، وعن طرق إعداد المزارع للسياحة الزراعية والريفية. كما اطلع الفريق على أفضل البرامج المتبعة في تسويق فكرة المزارع السياحية بين المجتمع المحلي ، كما تضمنت الزيارة بحث ومناقشة آلية تنظيم واستدامة الزراعة من خلال مبادرة السياحية الزراعية وكيفية ادارة الخدمات السياحية بالمزارع السياحية على الوجه الأمثل ، ثم آلية تحقيق الكفاءة بالخدمات السياحية داخل هذه المزارع والمحافظة على مواردها ، و الاطلاع على ألية إعداد وتصميم برامج الجولات السياحية داخل المزارع السياحية وجعلها جزءاً من الأماكن التاريخية والثقافية القريبة من المزارع. وتم مناقشة دليل الإرشاد السياحي للزوار في هذه المزارع ، وتطوير فكرة "من الحقل لطاولة الطعام" داخل المزرعة ، كذلك إدارة السكن والإقامة داخل المزارع السياحية وتصميم وابتكار البرامج السياحية والترفيهية للنزلاء فيها . تطوير وهدف منشود وبين رئيس فريق صناع السياحة ، أن هذه الزيارة هي الثانية لفريق صناع السياحة إلى الفلبين، حيث كانت الزيارة الأولى في منتصف عام 2016، وجاءت هذه الزيارة لتكمل الجهود التي قام بها الفريق في مجال توثيق العلاقة وتطويرها مع الجهات المشرعة والمنظمة والمستثمرة في عالم صناعة السياحة الزراعية في الفلبين، والاطلاع على التطورات الأخيرة في هذا المجال. وكان من ضمن أهداف الزيارة التركيز بشكل كبير على الجانب الفني والتشغيلي في إدارة المزارع السياحية ومعرفة ألية إدارة التكاليف في هذه المزارع وطريقة زيادة هامش الربح، والاطلاع على كيفية تأسيس المراكز والمتاجر الخاصة بعرض منتجات المزارع السياحية والمجتمع المحلي داخل المزارع من منتجات طازجة و مصنعة وهدايا تذكارية من بيئة المزرعة. كما اشتملت زيارة فريق صناع السياحة الكثير من المواضيع التي تم طرحها ومناقشتها حول تطوير وتفعيل آلية السياحية الزراعية والريفية بالفلبين، وكان سعي الفريق وهدفه ورسالته بأن ينقل أفضل تجارب الفلبين في هذه المجال، وذلك سعياً لتطوير السياحة الزراعية والريفية في بلادنا العربية، وتضافر الجهود وتسخير كافة الإمكانات والخبرات وتأطيرها بالشكل المناسب و الممنهج لبناء سياحة زراعية رائدة في المنطقة في المستقبل القريب. وفي صعيد متصل ، يقصد بالسياحة الزراعية ي الرحلات التي يقصد فيها السائح مزرعة خاصة أو مشروع زراعيا للاستماع بعدد من الأنشطة التي يتم تنظيمها أو تنفيذها على أرض المزرعة، وقد تشمل الإقامة وشراء منتجات المزرعة، والكثير من الأنشطة والبرامج المتجددة والمتنوعة تبعا لتنوع اهتمام السياح ومواكبة للمواسم الزراعية والمناسبات. وبالتالي يتحقق للسائح المتعة والتعلم والفائدة بالإضافة إلى زياد دخل المزرعة. وتعتبر السياحة الزراعية هي المساهمة في تطوير برامج ومنتجات وانشطة السياحية في المزارع وإيجاد عناصر للترفيه والمتعة والتعليم للسائح مما يساهم في تنمية الحركة السياحية ويوفر دخلا إضافيا لملاك المزارع وفرصا وظيفية للمواطنين. كما أن السياحة الزراعية تشهد نموا كبيرا وسريعا وذلك نتيجة لحب الناس للعودة للطبيعة وبساطة الحياة وتجربة نشاط جديد في عالم السياحة التجريبية، وزيادة الوعي الصحي بالمنتجات الزراعية وخاصة العضوية منها والحرص على شرائها من مصادر موثوقة، وحرص الآباء على تعليم الأبناء كيف يتم انتاج الغذاء، إضافة إلى تعليم الصغار على التعامل مع الحيوانات والمزروعات، والعمل الجماعي في الحقل أثناء الزيارة للمزرعة ويساعد على زيادة الحب والتقدير بين أفراد العائلة، فضلاً عن الحصول على منتجات طازجة وبسعر منافس ومن مصدرها مباشر.