لا تزال بعض الجامعات المصرية تتعنت ضد طلابها، ففي الوقت الذي يجتهد فيه الطالب للحصول على أعلى الدرجات ليتفوق على قرانه، ويعين معيدًا في الكلية التي حبذها لتكون أمنية له، إلا أنه يتفاجئ بقرار الجامعة الجائر، باختيار طلاب أقل في التقدير، هذا ما حدث في كلية العلوم جامعة المنصورة، بعد ما رفضت إدارة الجامعة تعيين 3 من خريجي الكلية دفعة 2017م، رغم ورود أسمائهم ضمن المرشحين للتكليف كمعيدين بالكلية. أمنيات بالنجاح "أمنية حياتي اتعين معيدة، والتحقت بكلية العلوم، لاستكمل حلمي الذي أخطط له منذ الثانوية العامة، وبذلت قصارى جهدي، تعب وسهر شهور وسنوات، لكي أحافظ على ترتيبي الثانية على الشعبة، لتتوج أمنيتي بالنجاح، واتخرج بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتصدر الكلية، قرار بتعييني معيدة، ليحتفل الأهل والأصدقاء بذلك القرار، الذي كان بمثابة تتويج تعب سنوات طويلة، إلا أن الحلم تحول لكابوس بعدما كسرت جامعة المنصورة فرحتي، برفض القرار، واقتصار عدد المعينين لصالح ترشيح طلاب آخرين" حسبما ذكرت إيمان خالد الثانية على شعبة الكيمياء والنبات بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف.
بداية المشكلة وأوضحت "إيمان"، أن مشكلتها مع جامعة المنصورة بدأت بعدما تخرجت بأيام قليلة، بحصولها على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لتحظى بالمرتبة الثانية على شعبة الكيمياء والنبات والعاشرة على الدفعة كلها، مضيفةً أن الخطة الثلاثية للكلية تضمنت أسماءنا في قائمة المعيدين، إلا أنه بعد يومين، أصدر مجلس الجامعة قرار باقتصار عدد المعيدين من 22 معيد ل 19 معيد على مستوى الكلية والأقسام، ليتم استبعادي أنا والطالبة الحاصلة على المرتبة الثانية في شعبة كيمياء حيوية، والثالثة على شعبة فيزياء حيوية، دون إبداء أسباب واضحة".
قرار الجامعة "ووفقا لتعليمات الجامعة، فإن التعيين يتم بموافقه مجلس القسم أولًا وبعده مجلس الكلية، ثم مجلس الجامعة، الذي كان بمثابة قرار جائر بمنعنا من حقنا القانوني، وتعيين طلاب آخرين أقل في الدرجة التقديرية منا، والسبب عدم توافر درجة مالية" حسبما أشارت "إيمان" في حديثها ل"الفجر".
مبرر الجامعة وبصوت يملاؤه الحسرة والعبس الذي رسم على وجهها، تلقت "إيمان"، الصدمة، بتبرير جامعة المنصورة، قرارها الجائر بعدم توافر درجة مالية، متسائلةً؛ "لو مفيش درجات مالية المفروض أن التعيين يقف خالص مش يعينوا شوية ويشيلوا شوية".
تحدي الطالبات "أخذت عهد على نفسي، بألا أضيع حقي القانوني في التعيين، وبالفعل روحت لرئيس القسم والعميد، وأشارت إلى الظلم الذي وقع علينا من قرار مجلس الجامعة، وأن هناك خطة ثلاثية لا يجوز التعديل فيها، متابعةً؛ "وبالفعل تم عقد مجلس قسم ومجلس كلية وتم الموافقة على التمسك بعدد 22 معيد، وبناء على ذلك طلبت كلية العلوم أوراقنا، لاستكمال أوراق التعيين والفيش والتشبيه، وقالولنا مبروك، وأسماءنا نزلت في التعيين وسجلنا تمهيدي الماجستير" وفقًا لقول "إيمان"
إصرار الجامعة وأضافت أنه برغم كل ما سبق من إجراءات، تفاجئنا، بعدها بشهر، بتصميم الجامعة على تعيين ال 19 معيد فقط، وأن الثلاثة الآخرين ليس من حقهم التعيين، طبعا رفعنا تظلم لرئيس الجامعة، وتم حفظ التظلم".
تحركات الطلاب تحركات كثيرة، قامت بها إيمان وزملاءها المتظلمين، لمقابلة رئيس جامعة المنصورة، دون جدوى، وبالرجوع إلى عميد كلية العلوم، الذي أكد على تمسكه بتعيين ال 22 معيد، إلا أنه لا توجد أي استجابة من جامعة المنصورة.
قصة إيمان استغرت 6 شهور، وصفتها بالدمار النفسي والإرهاق الشديد، لتعنت الجامعة في رفض تعيينها، بدون وجه حق، حتى وصلت لوزير التعليم العالي وتقدمت بتظلم، الذي فحص شكوتها، وأشار إلى رئيس الجامعة، لكي يوافيه بتفاصيل القصة، إلا أنه لا توجد استجابة حتى الآن".
"تعبت وسهرت وذاكرت عشان أفرح والدتي، إلا أن جامعة المنصورة أصرت على كسر فرحتي، دون وجه حق، لتعيين طلاب آخرين" هكذا اختتمت "إيمان" حديثها ل"الفجر".
