عندما تبحث عن مصدر الزيارات والبحث على جوجل تجد، أن معظم الشباب يتجه للبحث عن المواقع الإباحية ومن أشهرها موقع xnxx أو كما يُطلق عليه الشباب الموقع الأزرق وموقع xvidoes وموقع xhamster ، دون وعي أو معرفة الأضرار من تلك المشاهدة صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا، ولعل من أهم تلك الأضرار. وضع مُدمن مشاهدة تلك المواد الإباحية في جوّ من الخيال البعيد عن الواقع، وتجعل ممارسة الجنس لديه عمليّةً افتراضيّةً، ما يُؤثّر على علاقته مع شريك الحياة لتحولها إلى علاقة ممارسة للجنس فقط، ويُفقده شعور السعادة بشكلٍ تدريجي. كما أنها تتسبّب في إحراج شريك الحياة في حال حاول مُدمن هذه الأفلام تنفيذ المقاطع الإباحيّة التي يراها، لأنّ هذه المقاطع بمُجملها لا تكون على قدرٍ من المنطق والواقعيّة، بالإضافة إلى خلق مشاكل مع شريك الحياة لعدم رضى الطّرف الآخر عن شريكه مهما بلغَ الشّريك أقصى طاقاته في إرضاءه، وذلك لرؤية المُدمن أنّ شريكه غير قادر على إشباعه جنسيّاً كما تفعل تلك الأفلام. ويُساهم إدمان المواد الإباحية في عدم بلوغ الإثارة الطبيعيّة الناتجة عن سلوكٍ جنسيّ فطريّ، وذلك بسبب رؤيته للمواد الإباحية بشكل مُعتاد. ووفق دراسة قام بها باحثون في معهد ماكس بلانك في برلين عاصمة ألمانيا، المعهد المُختصّ بالتطوّر البشريّ، توصّلوا إلى اختلاف في حجم جزء الدماغ المُسمّى (striatum) لدى الرجال المُدمنين على الأفلام الإباحيّة الذي يكون أصغر مُقارنةً بالرجال الذي لا يُشاهدونها. ومن الجدير بالذكر أنّ ذلك الجزء من الدّماغ يقوم بعمليّة التحفيز والتشجيع والمُكافأة في الدّماغ، كما توّصلوا إلى تدهور القشرة المُخيّة الجبهيّة في علاقة طرديّة ومشاهدة الأفلام الإباحيّة. ومن التأثيرات السلبية الغير مباشرة لمشاهدة المواد الإباحية أنها تتسبّب في توجّه الشّباب لشراء وتناول المُنشّطات الجنسيّة بصورةٍ مبالغ بها كي يستطيعوا المُوافقة بين ما يشاهدوه وبين الواقع، ويقود الاستخدام الخاطئ لهذه المنشطات إلى تدفّق الدم بصورةٍ غير طبيعية لم يعتدها الجسم سابقاً، ما يُعوّد الجسم عليها وعلى كميّة الدم المُتدفّق جرّاء تناولها، فيُسبّب الإدمان عليها لأنّه لن يصل لوضعٍ يرضى فيه ويكتفي منه جنسيّاً إلا بتناولها مرارًا، بالإضافىة إلى أنها قد تتسبّب في ضعف الانتصاب لدى الرجل نتيجةَ الحالة النفسيّة السيئة التي تجتاح المُدمن، ممّا يجعله غير قادر على الاستجابة لأي مُؤثّر طبيعيّ، وهذا يزيد العبء على شريكة حياته التي تعمل على إثارته وجذبه حتّى لو كانت على قدرٍ كبير من الجمال. ولعل من أهم الأمراض العضوية المباشرة الناتجة عن مشاهدة تلك المواد هو مرض التهاب البروستاتا، والتهاب المجرى البوليّ الذي يُؤدّي إلى مرض التبّول الليلي اللاإرادي، واحتقان الغدد التناسليّة، وتضخم البروستاتا في عمرٍ مبكر.