لا تزال القضية اليمنية، من أهم القضايا على الساحة الدولية، حيث تشهد المزيد من التقلبات، فالرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، الذي كان بالأمس القريب حليف الحوثيين، بات اليوم العدو اللدود لجماعات الاحتلال الإيراني في اليمن. ويأتي هذا في ظل اشتداد المعركة على جماعة الحوثي، الذي أعلن عن خسارته العديد من المناطق منذ انتفاضة صنعاء؛ لطرد هذا الوباء الإيراني، لتفرّ المليشيات هاربة، لتعود صنعاء مرة أخرى إلى الحضن العربي اليمني، بعد اختطافها من قبل مليشيات إيران. الشعب يستعيد دولته بغطاء عربي هكذا رفع الشعار وسط أجواء الضرب بيد من حديد على مليشيات إيران في اليمن، أتباع "الخميني"، حيث يأتي التحرك ضد مليشيات إيران الحوثية؛ ليشكل انتفاضة شعبية ضد حكم ثلاث سنوات من التنكيل والتجويع والفساد ونهب قوت الشعب وأمواله، واحتكار جميع مظاهر الحياة. وتحمل الانتفاضة، التي يقودها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومن معه من قوات التحالف ضد مليشيات طهران الحوثية، شعار استعادة الشعب لدولته وعودة صنعاء إلى محيطها العربي، من مليشيات إيران التخريبية، ويأتي هذا بمساعدة قوية من التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، والتي تعمل بكل سبيل؛ لاستعادة اليمن من أيدي تلك المليشيات الإيرانية التخريبية. معارك ضارية واستهداف منزل صالح وفي أخر التطورات أكد السكان المحليين، أن محيط منزل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الواقع قرب موقع وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي كان يسيطر عليها الحوثيون ووزارة الثقافة، شهد معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، فيما دارت معارك أخرى في شمال صنعاء بين جماعة الحوثي وقوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص. فيما أكدت مواقع اخبارية يمنية، وقوع اشتباكات شرسة، وسماع أصوات انفجارات تسمع في مناطق الحصبة، وجولة آية، وأحياء بيت بوس، وشارع الخمسين، وجولة دار سلم والحثيلي، ومنزلي المشرقي وجليدان في مديرية خمر بعمران. انتفاضة شعبية من جانبها، دعت قيادات المؤتمر الشعبي العام اليمنيين، وأنصار الحزب، إلى الخروج صباح اليوم الأحد، في العاصمة صنعاء؛ للتنديد بإجرام ميليشيات الحوثيين، فيما دعا صالح، دول التحالف العربي، إلى فتح صفحة جديدة مع قيادات التحالف العربي، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة من قبل قوات الحوثيين، إلا أنه قوبل بترحيب شديد من قبل قيادات التحالف. غطاء عربي قوي وبجانب الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، تقاتل محافظة صنعاء، ضد الحوثي، بغطاء عربي مساند لتحركاتها وإسناد عسكري من قوات التحالف على جميع الأصعدة، ومن قبيل ذلك تستمر قوات التحالف في استهداف الحوثي بغاراتها، حيث استهدف الطيران ب4 غارات، مناطق في بيت بوس والخمسين وعمد بسنحان في أطراف صنعاء الجنوبية، وغارتين في محيط منزل الشيخ مبخوت المشرقي، بمنطقة خمر محافظة عمران. نتائج الاشتباكات وأسفرت الاشتباكات بين مليشيات الحوثى وأنصار "صالح"، إلى 80 قتيلا و150 جريحًا، فيما أعلنت قبائل الحيمة فى العاصمة اليمنية صنعاء، أنها استولت على تعزيزات لميليشيات الحوثى، كانت قادمة لهم من محافظة الحديدة، يأتي هذا فيما دعا الرئيس اليمنى السابق، القوات المسلحة لرفض تعليمات ميليشيا الحوثي. الحوثي يعاني وعلى الجانب الأخر، ظهر زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثى، خلال كلمته لعناصره، وقد انتباته مشاعر الضعف داعيًا، الرئيس السابق "صالح"، إلى وقف القتال والتحاور والمشاورات بينهم، وخلال ذلك تمارس مليشياته أعمالها التخريبية وكان من بين ذلك، اقتحامها مكتب الصليب الأحمر الدولى بشارع بغداد بالعاصمة اليمنية صنعاء. الابتعاد عن المدنيين المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دعا الأطراف اليمنية إلى العودة فورًا إلى المفاوضات والمشاركة في عملية سلام، مشيرًا إلى أن الأممالمتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الخطير الحاصل في صنعاء، وآثار تلك الأحداث على السكان المدنيين. وطالب المبعوث الأممي، جميع الأطراف بضبط النفس والالتزام بعدم توجيه هجماتها إلى المدنيين، مؤكدًا أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الصراع اليمني. خلافات الحوثي وصالح وفي ذات السياق، قال جمال باراس، الباحث في الشأن اليمني، أن الخلاف بين جماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح، قديم، مشيرًا إلي أن "صالح" خاض حروب متعددة معهم، لافتًا إلي أن رغبته فى الحفاظ على سلطاته وثروته وعائلته، قام بالتحالف معهم، وكعادته بعد الحصول على مصالحه منهم، قام بالإنقلاب عليهم. وأضاف "باراس"، في تصريحت خاصة ل"الفجر"، موضحًا أن الخلاف بين "صالح" والحوثيين، أدي إلي إظهار نقطة هامة، ألا وهي أن الحوثيين أمتلكوا تقنية الصواريخ، وأتقنوا إمكانية إطلاقها على المملكة العربية السعودية، مؤكدًا بأنها وصلت إليهم عن طريق إيران. وبيّن قائلا "فى الوقت نفسه، الذى يمتلك "صالح" قوات الحرس الجمهورى، وهي المعادلة الهامة والحاسمة فى الصراع الدائر، الذي يمكن أن يحسم بدخول قوات الشرعية إلى صنعاء، والسيطرة على كافة الأسلحة، التى يملكها "صالح" والحوثيين، وهو السبيل الوحيد لإعادة الهدوء بالشارع اليمني". خشية يمنية وتابع، "بأن الشارع اليمني، يخشي أن تستجيب دول التحالف لنداءات "صالح"، وتتفاوض معه، حيث أنه يتلاعب دومًا بالمواقف السياسية، حيث أنه لا يمتلك موقف ثابت وتاريخه ملئ بصفحات الخداع، مؤكدًا بأن التفاوض معه سيعيدنا إلى نقطة الصفر". المبادرة القطرية وفي محاولة لتفسير رفض المبادرة القطرية، أوضح الباحث في الشأن اليمني، أن الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، روج برفضه لمبادرة قطرية؛ تهدف للصلح بينه وبين الحوثيين، وذلك لمغازلة التحالف العربي لدعم الشرعية فى اليمن، لافتًا إلي أن الواقع أثبت عدم وجود أدوات حقيقة لدى قطر، مؤكدًا بأنها أداة بيد إيران. وذكر بأن العلاقة القديمة، التى تربط "صالح" بقطر، منذ عام 1994م، قائمة على تسهيل ومساندة النفوذ الإيراني فى المنطقة، وبخاصة فى اليمن لموقعها الاستراتيجي، وبعد كشفها يتم التعامل والحسم من قبل التحالف.