تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدةوفرنسا، علاقات وثيقة، في كافة المجالات والمستويات، حيث يرجع تاريخ العلاقات إلى 1971م، حيث تأسست على أسس التعاون المتبادل والمصالح المشتركة، فكانت آخر زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإمارات خلال الشهر الجاري، أثناء حضوره الافتتاح الكبير لمتحف اللوفر في أبوظبي. وشكلت الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدولة الإمارات العربية المتحدة يومي 8 و 9 نوفمبر الجاري بمناسبة افتتاح متحف اللوفر أبوظبي محطة بارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين.
العلاقات السياسية وشهدت العلاقات بين الإماراتوفرنسا في السنوات الماضية تطورًا ملحوظًا على جميع المستويات، فعلى المستوى السياسي نشهد الحوار قائما بشكل دائم، واللقاءات الوزارية والحكومية كثيرة كل عام، وتعددت زيارات الوفود البرلمانية، ولقد نشأت الاتصالات على أعلى المستويات بين البلدين بشكل سريع وتلقائي وطبيعي مما يجسد الاهتمام الذي توليه فرنسا كما الإمارات لتطوير العلاقات الثنائية.
وتتسم العلاقات بين الإماراتوفرنسا بتطابق كبير في وجهات النظر حول المسائل الإقليمية، حيث تدعم فرنسا الانفتاح على العالم والتسامح بين الشعوب اقتناعًا منها بان التنوع بين شعوب وحضارات وثقافات العالم هو مصدر إثراء، وهذا ما ينطبق على توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، القائمة على السعي بجدية لأجل التقارب بين البلدان والشعوب والثقافات، والحرص على تجنب الصراعات والمواجهات.
التعاون العسكري وفيما يخص التعاون العسكري، فتُعدُّ فرنسا شريكًا هامًا للإمارات العربية المتحدة، بفعل انتشار منظومة الاحتياط للقوات الفرنسية في الإمارات العربية المتحدة 700 فرد، وتغطي هذه المنظومة طيفًا متنوعًا من المجالات.
مكافحة الإرهاب وعلى مستوى مكافحة الإرهاب، فإنها تحتل أولوية مشتركة بين البلدين، في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما وسيواصلان العمل بموجب اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وضمن "التحالف" الذي شكل لهذا الغرض وانطلق في فبراير 2017، كما سيعملان على تعزيز تعاونهما في مكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب.
وأكدت دولة الإمارات مشاركتها في المؤتمر الدولي المعني بمكافحة تمويل الإرهاب الذي تنظمه فرنسا العام المقبل 2018.
التعاون الاقتصادي وفي المجال الاقتصادي، تعد دولة الإمارات المنفذ التجاري الرئيسي بالنسبة إلى فرنسا في منطقة الخليج العربي، حيث يوجد في دبي ما يزيد عن 600 شركة فرنسية من الشركات المتوسطة التي تقدم صورة إيجابية عن الصناعات الفرنسية في الإمارات.
وحظى التواجد الفرنسي في السوق الإماراتية، بقواعد رسيخة، حيث شهد التطور الكبير لمدينة دبي ابتداءً من المشروع الاستراتيجي لمطار آل مكتوم مرورًا بتوجه مدينة دبي لتكون الأذكى عالميًا، ومن ثم وصولًا إلى إقامة معرض إكسبو 2020م الذي يعد فرصة ذهبية للشركات الفرنسية وغيرها للاستثمار في دولة الإمارات.
ومن حيث حجم التبادل التجاري مع فرنسا تأتي الإمارات في المرتبة الثانية في دول المنطقة بعد المملكة العربية السعودية التي وصلت فيها قيمة المبادلات التجارية إلى 9,4 مليار يورو في ذلك العام، وتتصدر دولة الإمارات دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة للمبيعات الفرنسية، حيث تحتل الحيز الأكبر بنسبة 42 في المئة متفوقةً بذلك على جميع دول المجلس الأخرى.
استثمارات وشهد التبادل على مستوى الاستثمار، تطورًا ملحوظًا، حيث تمثل دولة الإمارات وحدها 45% من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدول الشرق الأوسط في فرنسا، علمًا بأن حوالي خمسين شركة في فرنسا مملوكة بشكل كلي أو جزئي من قبل رؤوس أموال إماراتي.
المجال الثقافي وفي المجال الثقافي، وقعت نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة و فرانسواز نيسين وزيرة الثقافة الفرنسية اتفاقية بهدف تعزيز الحوار الثقافي بين البلدين من خلال طرح مبادرات جديدة.
كما أعلنت الإمارات تبرعها بمبلغ 5 ملايين يورو لمعهد العالم العربي في باريس الذي يؤدي دورًا أساسيًا في تعزيز الحوار الحضاري والثقافي بين العالم العربي وفرنسا وباقي دول أوروبا.
وتقيم فرنسا مشروعين رمزيين في الإمارات العربية المتحدة هما جامعة السوربون ومتحف اللوفر.
المجال البيئي كما شهد المجال البيئي تعاون مشترك بين فرنساوالإمارات، حيث أكدت الإمارات مشاركتها في مؤتمر القمة المعني بالمناخ الذي يعقد في باريس في 12 ديسمبر المقبل إلى جانب عزمها الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية الذي أطلق بمبادرة فرنسية – هندية خلال فعاليات اليوم الأول من المؤتمر الحادي والعشرين للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وستخصص فرنساوالإمارات مشاريع مشتركة في مجال الطاقة المتجددة بأنواعها المتعددة.