في حضور أوروبي لافت، بدأت 600 علامة تجارية تمثل 32 دولة منافسة مثيرة على جذب المستورد السعودي، أمس الأحد، خلال النسخة الخامسة للمعرض الدولي للأغذية والمشروبات "فوديكس السعودية"، الذي دشنه الأمير عبدالله بن سعود رئيس لجنة السياحة والترفيه بغرفة جدة، بمشاركة 214 عارضاً في مركز جدة للمنتديات والفعاليات، في ظل ارتفاع واردات المملكة من الغذاء إلى أكثر من 70% تمثل وفق الإحصاءات الأخيرة 87 مليار ريال سنوياً. واعتبر الأمير عبدالله بن سعود قطاع الضيافة المتمثل في المطاعم والفنادق الركن الأساسي في نجاح السياحة السعودية، التي تسعى في السنوات المقبلة إلى التقدم إلى صدارة الترتيب بين القطاعات الأكثر مساهمة في الدخل الوطني، وقال، عقب تجوله في ردهات المعرض واطّلاعه على أجنحة الدول المشاركة والمنتجين والتجار السعوديين: "لا يمكن أن يحقق قطاع السياحة والترفيه قفزة فعلية في السنوات المقبلة دون النهوض بالمنتج المقدم من قطاع الضيافة، ولا شك أن السعودية تُعتبر أكثر الأسواق الجاذبة للشركات العالمية والإقليمية، مما يحفز المستمر المحلي إلى تقديم أعلى المعايير لتثبيت أقدامه في السوق والقدرة على المنافسة، وسيكون المستهلك هو الرابح الأكبر سواء السعوديون أو المقيمون الموجودون على أرض المملكة، أو الزائرون والسياح الذين نتوقع نموهم بشكل لافت في الفترة المقبلة". وفق صحيفة "سبق" وأكد رئيس لجنة السياحة والترفيه بغرفة جدة أن "فوديكس السعودية" الذي انطلق منذ عدة سنوات، وبات يقام بشكل سنوي، يعد أحد المقومات الرئيسة التي ستساهم في نمو قطاع الضيافة، وبالتالي الإسهام في الطفرة السياحية المحلية المنتظرة، وأكد أن المشاركة الكبيرة للدول الأوروبية والآسيوية والعربية دليل واضح على الأهمية التي يمثلها الحدث، ودافع كبير لتنوّع المنتجات في السوق السعودي، داعياً في الوقت نفسه إلى تحفيز المستثمر المحلي بمميزات كبيرة ليصبح اللاعب الرئيس في سوق الغذاء والمشروبات السعودي، من خلال دراسة جيدة للسوق وإقامة تحالفات قوية تساهم في نمو حصته في السوق في مواجهة المنتج المستورد. في المقابل، أكد مستثمرون وتجار محليون مشاركون في النسخة الخامسة ل"فوديكس السعودية" أن الفترة الماضية شهدت نمواً كبيراً في عملية توظيف وإحلال السعوديين في قطاع التجزئة؛ بهدف الوصول إلى الهدف الذي وضعته رؤية 2030. وأشار رئيس لجنة المواد الغذائية والمشروبات بغرفة تجارة جدة نايف الشريف، أن الكثير من التجار العاملين في قطاع المواد الغذائية تفاعلوا مع رؤية الوطن بشكل كبير في الفترة الماضية، وشهد القطاع توفير العديد من الفرص الوظيفية بالتواكب مع المميزات العديدة التي قدّمها صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، حيث تحوّل هدف توظيف مليون سعودي من حلم إلى واقع سيتحقق كاملاً بمشيئة الله خلال السنوات الثلاث المقبلة. ولفتت رئيس اللجنة المنظمة للمعرض هيا السنيدي، للمشاركة الأوروبية اللافتة خلال النسخة الحالية، حيث تشارك مجموعة كبيرة من الدول مثل "إسبانيا، إيطاليا، إنجلترا، فرنسا، البرتغال، اليونان"، وتقدّم أحدث وأفخر المنتجات الحديثة في قطاع الغذاء والمشروبات؛ بهدف دخول حلبة المنافسة والحصول على نصيبها على السوق السعودي الذي يُعتبر الأضخم عربياً، لافتة إلى أن التواجد الكبير ل 600 علامة تجارية ممثلة في 214 عارضاً تثري النسخة الحالية من المعرض، وتؤكد في الوقت نفسه مكانة السعودية كأحد الأسواق الكبيرة والواعدة في العالم، علاوة على أنه يرفع سقف التطلعات في النسخة الحالية. وشددت على أن "فوديكس" يُعتبر أكبر معرض سعودي دولي متخصص 100% في قطاع الأغذية والمشروبات، ويحفز على تحقيق أحد مرتكزات الرؤية الوطنية بتوفير مليون وظيفة في قطاع التجزئة بحلول عام 2020م، حيث يعمل على توفير الفرص وتبادل الأعمال والخبرات مع العارضين من مختلف بقاع المعمورة، مشيرة إلى إقامة أكبر مسابقة طهاة دولية بالمملكة "صالون كولنير" على هامش المعرض بمشاركة 158 طاهياً من السعودية ومختلف دول العالم، بإشراف الجمعية الدولية للطهاة وطاولة الطهاة السعودية، حيث يتنافس الطهاة المحترفون والذين يمثلون أشهر وأكبر الفنادق والمطعم بالمملكة ضمن 16 فئة في أجواء احترافية. يُذكر أن السعودية تعد أكبر سوق غذائي في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، وتعد من الدول ذات القوة الاقتصادية والاستهلاكية الهائلة، ويُتوقع أن ترتفع قيمة واردات الغذاء والمشروبات إلى 130 مليار ريال في عام 2020 مقابل 80 مليار ريال في الوقت الحالي، في حين يبلغ سوق الوجبات السريعة ما يزيد على 5 مليار ريال سنوياً، كما نمت مبيعات التجزئة بنسبة 66% في ظل افتتاح عدد كبير من الهايبر ماركت وأسواق المواد الغذائية.