استقبل محمد بن سعود المتحمي، محافظ محايل، أحد مرافقي الأمير منصور بن مقرن نائب أمير عسير، والمتوفى معه في حادث المروحية، صبيحة يوم وفاته (الأحد)، مدير عام صحة عسير، ودشن خمسة "مشروعات" لمراكز الرعاية الأولية بالمحافظة، وزار ثلاثة أخرى يجري تنفيذها في مركز بحر أبو سكينة، واستمع هناك لمطالب وشكاوى بعض المواطنين. ثم توجه المتحمي لمركز سعيدة الصوالحة لاستقبال نائب أمير منطقة عسير، وإطلاعه على سير العمل في المشاريع التنموية، وفي هذه الأثناء، كان يعد الترتيبات لاجتماع مجلس القبيلة بحكم أنه نائب رئيس مجلس قبائل ربيعة ورفيدة وبني ثوعة، ثم بعد جولته مع الأمير منصور بن مقرن، أصر الأمير الراحل على اصطحاب "المتحمي" له بالطائرة، لمناقشة بعض الخطط التنموية، بما دفع أحد المصورين للتخلي عن مقعده ل"المتحمي"، حسب ما أكدت مصادر ل"العربية.نت". أجهش بالبكاء وانهمرت دموعه الفقيد المتحمي كان رقيق القلب، شديد التأثر بالحالات الإنسانية وأوجاع الناس، حتى إنه لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء حين سمع تجربة جيهان العشماوي متعافية السرطان، التي حكت معاناتها مع المرض في جمع من المسؤولين والمواطنين بمحايل، مثلما انهمرت دموعه عندما قام الشاب محمد عبدالله العمري، خلال صعوده لتسلم جائزته عن مسابقة "صوت بيشة" بالانحناء على الأرض فجأة، وتقبيل قدمي والده. لُقِبَ المتحمي ب"شيخ المحافظين"، بسبب اعتماد الكثير من المحافظين عليه لتمثيلهم وإيصال مطالبهم للقيادة، وكان قريباً جداً من المواطنين، دائم التواصل معهم بشخصه لقضاء حوائجهم، حتى إن سكان "بيشة" التي كان محافظا لها قبل عامين، ظلوا على تواصل معه حتى وقت قصير قبيل وفاته. كما أنشأ ثلاث مجموعات "واتسابية"، واحدة للمحافظين، والثانية للإعلاميين والناشطين الاجتماعيين، والأخيرة للمواطنين وأعضاء المجلس البلدي والمحلي، وذلك تسهيلا للتواصل والتفاعل وإنجاز المهام، بخلاف قيامه أسبوعيا بزيارة أحد مراكز المنطقة لتفقد احتياجاتها. تواضع وسماع لصوت المواطن المتحمي كان يسكن مدينة أبها، كان يقطع مسافة 130 كلم يوميا لمقر محافظة محايل، ومثلها في العودة إلى منزله بعد دوام العمل، ليستقبل بحكم عراقته الأسرية ضيوفه من أعيان القبائل والأهالي والمحبين والمحتاجين للمساعدة، ويبقى هكذا إلى الساعة 10 مساء. قبل وفاته بأشهر قليلة، وبنبرة يغمرها الفرح، زفّ المتحمي محافظ محايل، بشرى اعتماد الجزء المتبقي لطريق محايل - سعيدة الصوالحة الذي طال انتظاره، وذلك في رسالة صوتية بثها عبر إحدى المجموعات الإعلامية ب"الواتساب". الراحل محمد المتحمي كَسبَ ودّ وحب واحترام وتقدير أهالي محافظة محايل منذ أول يوم عمل بها، وقفز بالمحافظة قفزة نوعية مميزة تجاوزت عشرات المدن الكبرى التي تزيد عليها مساحة وسكانا مثلما هو الحال منذ أن كان رئيس مركز ثم وكيلاً للمحافظ ثم محافظاً في رجال ألمع وبيشة ومحايل عسير، لتواضعه الجم وقربه من الجميع وحرصه على سماع صوت المواطن وتلبية حاجاته قدر الإمكان.