نددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال استقبالها نظيرها الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمناسبة الذكرى المئوية لاعلان بلفور، في لندن الخميس المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية معتبرة انها "عقبة" في طريق السلام في الشرق الاوسط. وقالت ماي خلال لقائها نتانياهو في مقر الحكومة البريطانية "انني واثقة اننا سنناقش قضية عملية السلام وارغب في الحديث عما نعتبره عقبات وصعوبات في هذه العملية وخصوصا المستوطنات غير الشرعية". واكد تيريزا ماي ان "بريطانيا تبقى متمسكة بحل (اقامة) دولتين". واكد نتانياهو ايضا تمسكه بالسلام. وقال ان "اسرائيل ملتزمة السلام وانا ملتزم السلام". لكنه دعا الفلسطينيين الى ان "يقبلوا، بعد مئة عام على اعلان بلفور، الدولة اليهودية". وقال "عندما يفعلون ذلك، سيكون الطريق الى السلام سيكون اقصر بذلك وسيصبح السلام ممكنا". وكان وزير الخارجية البريطاني حينذاك اللورد آرثر بلفور اكد في وثيقة في الثاني من نوفمبر ان "الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف الى اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين". وتعتبر اسرائيل ان هذا الوعد مهد لاقامة الدولة العبرية في 1948، بينما يرى فيه الفلسطينيون بداية "النكبة". وكان نتانياهو دعا الفلسطينيين قبل توجهه الى بريطانيا الى الاعتراف باهمية وعد بلفور. وتابع ان "الفلسطينيين يقولون ان اعلان بلفور مأساة لكن الامر لم يكن كذلك". واضاف ان "المأساة هي رفض تقبل الامر بعد مرور مئة عام. آمل ان يغيروا رأيهم لانهم اذا قاموا بذلك فسيتمكنون من المضي قدما والتوصل الى السلام بين شعبينا". يشارك نتانياهو وماي مساء الخميس في عشاء يحضره خصوصا روديريك بلفور احد احفاد اللورد بلفور. وستؤكد ماي خلال الحفل "نحن فخورون باننا لعبنا دورا رياديا في قيام دولة اسرائيل". كما انها ستحذر من "شكل خبيث لمعاداة السامية يستغل انتقاد افعالا للحكومة الاسرائيلية لتبرير مقيت للتشكيك في حق اسرائيل في الوجود". والعشاء سيكون في غياب زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن الذي رفض الدعوة لارتباطه ب"التزامات أخرى"، بحسب حزبه لكنه سيُمثل من قبل اميلي ثورنبوري مسؤولة العلاقات الخارجية في حزب العمال. الا ان غياب كوربن قد لا يمر بسهولة اذ ان حزبه اضطر في السنوات الاخيرة للرد على اتهامات بمعاداة السامية. كما تعرض كوربن نفسه لانتقادات بسبب لقائه اعضاء في حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. خلال زيارته الى مقر الحكومة البريطانية، وجه نتنياهو تحذيرا من "التهديد" الذي تشكله ايران "المصممة على الهيمنة على المنطقة وعلى تطوير اسلحة نووية". ودعا الى "تصحيح الاتفاق" حول البرنامج النووي الايراني. لكنه اكد انه لا يريد "الغاء الاتفاق" في موقف ينم عن تراجع عن مطلبه في سبتمبر عندما طلب من الدول الكبرى "مراجعته او الغاءه". وقالت ماي "نبقى متمسكين بهذا الاتفاق". وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب هدد في منتصف اكتوبر بانسحاب واشنطن من الاتفاق "في اي وقت" وطلب من المشرعين النظر في عقوبات جديدة ضد طهران. وتبنى مجلس النواب الاميركي في 26 سبتمبر في قراءة اولى مشروع قانون يفرض "عقوبات على كيانات الحكومة الايرانية المشاركة في تطوير برنامج بالستي" في البلاد. وتعتبر ايران ان العقوبات الاميركية الجديدة وتصريحات ترامب المعادية تشكل انتهاكا لاتفاق 2015.