بعد إعلان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، استشهاد القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى، عزبة جرجس بالفشن، بعدما تعرض للاعتداء ، أثناء تواجده بمدينة السلام في القاهرة، كشف خبراء الإسلام السياسي، أن الاعتداء على القمص، تطور نوعي، قد يُصعب من مهمة مواجهة "داعش"؛ التنظيم انتقل من فكرة توجيه ضرباته من خلال الخلايا العنقودية إلى مهمة الذئاب المنفردة وهو ما يفرض تحديًا جديدًا لحماية أقباط مصر. استشهاد القمص سمعان شحاته دائمًا ما يتعمد داعش، استهداف الأقباط، وكان آخرها حسبما أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، استشهاد القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى، عزبة جرجس بالفشن، بعدما تعرض للاعتداء، أثناء تواجده بمدينة السلام في القاهرة، وبرفقته القس بيمن مفتاح كاهن كنيسة الملاك بعزبة فرنسيس بمطاى.
وذكرت الكنيسة، أن الكاهنين كانا يسيران بالقرب من منطقة مؤسسة الزكاة بمدينة السلام بالقاهرة، حين وقع الحادث وتم نقل الأول لمستشفى المرج حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
اعتداء ترفضه الشرائع السماوية ومن جهته، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن الاعتداء الغادر الذي تعرض له القمص سمعان شحاتة كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصي بقرية عزبة جرجس في محافظة بنى سويف، اعتداء ترفضه الشرائع السماوية وفي مقدمتها شريعتنا السمحة.
عمل خسيس وأضاف شومان، في تصريحات صحفية، أن الأصل عصمة دماء وأعراض وأموال الناس على اختلاف معتقداتهم، وأيا كان نوع الحادث ودوافع ارتكابه فهو عمل خسيس سيرفضه نسيج مجتمعنا الواحد بمكونه المسلم والمسيحي، وسيقف الجميع صفًا واحدًا حتى يسود الأمن والأمان على ربوع مصرنا الغالية.
تطور نوعي في استهداف الأقباط كما أوضح منير أديب، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن الاعتداء على القمص سمعان شحاته باستهدافه من خلال سكين عن طريق ذئب منفرد تابع لتنظيم الدولة الإسلامية تطور نوعي في استهداف داعش للأقباط.
تحديات لحماية الأقباط وشدد أديب، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، بأن تكرار استهداف داعش للأقباط، بطرق مختلفة، قد يُصعب من مهمة مواجهة "داعش"؛ مردفًا بأن التنظيم انتقل من فكرة توجية ضرباته من خلال الخلايا العنقودية إلى مهمة الذئاب المنفردة وهو ما يفرض تحديًا جديدًا لحماية أقباط مصر.
داعش ليس له تواجد مباشر بمصر فيما أشار منتصر عمران، القيادي بالجماعة الإسلامية والباحث في الإسلام السياسي، إلى أن داعش كتنظيم ليس لها تواجد مباشر على الأراضي المصرية ولكن هناك ما يسمى تنظيم ولاية سيناء الذي أعلن ولاءه من قبل إلى تنظيم داعش.
تداعيات نقل عمليات داعش لمصر وأضاف عمران، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن هذا التنظيم الذي يعرف بولاية سيناء مقر عمله هو سيناء وعندما تزداد الضغط المصري على التنظيم ويحقق انتصارات في القضاء على أعضاءه يلجأ التنظيم إلى نقل عملياته داخل العمق المصري (منطقة الدلتا والصعيد) ليخفف الضغط على وجوده في سيناء.
أسرار استهداف الأقباط واستكمل القيادي بالجماعة الإسلامية، أن التنظيم يرى أكبر ورقة ضغط على النظام المصري هم الأقباط فيحاول عن طريق الذئاب المتفردة باغتيال القساوسة والكهنة أو تنفيذ عملية انتحارية عن طريق أحد أفراده داخل تجمعات الأقباط سواء الكنائس أوالأديرة.
أهداف عمليات داعش وشدد عمران، على أن ذلك كله من باب توسيع نطاق المواجهة وتخفيف الضغط على عناصره بسيناء، بتشتيت قدرات أجهزة الأمن، ورفع تكلفة تعبئة هذه القوات الأمنية، في محاولة لتفكيك الدولة المصرية، وإحداث نوع من الاضطراب والتشتت داخل جهاز الأمن المصري والجيش لإظهار أن النظام المصري ضعيف وغير قادر على القضاء على مثل هذه التنظيمات الإرهابية ونقل صورة غير حقيقية إلى دول العالم.