أثنى حمدين صباحي، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة في مصر على السلفيين، قائلا إنهم يتمتعون بمكارم أخلاق عالية يمكن أن تسهم فى بناء مصر خلال المرحلة القادمة، فيما يمكن اعتباره خروجًا على سياق التصريحات الهجومية التي يشنها محسوبون على التيار الليبرالي والعلمانيون ضد التيار السلفي. ومع إشادته بهم، إلا أن صباحي المحسوب على التيار العروبي يرى ضرورة تقويم بعض أفكارهم ومراعاة أنهم جدد على الساحة السياسية، وأشار في تصريحات لقناة "التحرير" إلى أنه يوجد بينه وبين التيار السلفى فى الفترة الحالية حوار مفتوح من أجل الوقوف على أرضية مشتركة بين السلفيين وكافة التيارات السياسية الأخرى. وأضحى السلفيون قوة مؤثرة داخل الشارع المصري، وأظهروا عن شعبيتهم بشكل خاص خلال مليونية "الإرادة الشعبية" في 29 يوليو، والتي جاءت للتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية والاحتجاج على ما اعتبروه محاولة للالتفاف على الإرادة الشعبية. في الأثناء، عبر التيار السلفي عن اعتراضه على تصريحات الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء التي أعلن فيها اعتزام الحكومة إعلان مبادئ حاكمة فوق دستورية، الأمر الذي يثير حساسية خاصة لدى القوى الإسلامية الرافضة لأي تدخلات تستهدف التأثير على شكل الدستور المقبل خارج إطار المفوضة مسئولية إعداده والتي سيقوم البرلمان المنتخب على اختيارها. وذكرت صحيفة "المصريون"، أن هناك حالة من الاستياء والاستنكار الواسعين بين علماء ومشايخ التيارات الإسلامية تجاه تصريحات نائب رئيس الوزراء، ومن أبرزهم الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود، والدكتور ياسر برهامي والدكتور عبد المنعم الشحات، وعدد كبير من العلماء والشيوخ، بالإضافة إلى سياسيين إسلاميين عبروا عن رفضهم لإعداد الوثيقة باعتبارها تجاوزًا للدور المنوط للبرلمان المنتخب باختيار جمعية تأسيسية من مائة عضو تقوم على وضع الدستور الجديد. وأكدت "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح"- التي تضم نخبة من علماء الأزهر والسلفيين- أن هذا الأمر شكل صدمة لديها، باعتباره رجوعا إلى الخلف، بعد أن عبر الشعب باستفتاء 19 مارس على إرادته، بما يقطع معه كل محاولة للالتفاف عليها وعبر مجددا عن هذه الإرادة في مليونية "الإرادة الشعبية" في 29 يوليو. وأضاف الهيئة في بيان لها، أنها "ترجو أن لا يكون هذا الخبر صحيح أو صادقا وإلا فأن المضي قدما في هذا المجال سوف يهدد بلادنا في استقرارها وأمنها وفي سلمها الاجتماعي الذي ينشده كل مصري". وأكدت أنها مع الاستفتاء الأخير الذي قال فيه المصريون كلمتهم، وتلتزم بما التزم به المصريون وتعتبر كل محاولة للالتفاف على هذه الإرادة الشعبية خروجا عن الشرعية ومحاولة للنيل من الإرادة الشعبية، سائلة الله أن يقي البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.