ما حقَّقه كريستيانو رونالدو في عالم كرة القدم، يُضاهي القصص الخيالية في كتب الأساطير، إلا أنَّ ما وصل إليه، كان ثمار سنوات من العمل والمعاناة، خاصة أثناء مرحلة الصبا التي أرغم فيها، وكما يقول على العيش وحيدًا وبعيدًا عن أسرته، ما جعله "يذرف الدموع كل يوم". وفتح نجم ريال مدريد قلبه لموقع "ذي بلايرز تريبون" الإنجليزي اليوم الأربعاء، إذ كشف عمّا واجهه من صعوبات، وهو في طريقه نحو الاحتراف. وقال: "انتقلت إلى أكاديمية لشبونة لكرة القدم، وعمري 12 عامًا، وكانت تلك أسوأ مرحلة عشتها في حياتي؛ حيث الشعور بالوحدة، والاغتراب". ورغم أنَّ نجم ريال مدريد، لم يكن بعد قد غادر موطنه الأم البرتغال، وإنَّما فقط جزيرة ماديرا مسقط رأسه، إلا أنَّه شعر بالوحدة الشديدة، ما أثّر بقوة على نفسية "الدون". وكانت أسرته لا تستطيع زيارته سوى مرة كل 4 أشهر نظرًا للنفقات العالية. وهذا ما جعل مدة إقامته بأكاديمية سبورتينج لكرة القدم في لشبونة لا تُطاق. وأضاف "لم أكن أعرف أحدًا. كنت أشعر بنفسي وحيدًا.. لكنني كنت مصرًا على الوصول لهدفي، وكانت كرة القدم، هي حافزي الوحيد". موهبة رونالدو ظهرت مبكرًا، لكن مشكلته الحقيقية كانت تكمن في تلك الفترة في ضعف بنيته. يقول كما يوضح بنفسه: "لم أكن أتمتع بعضلات، وأنا في سن ال11 توصلت إلى قناعة بأنَّني فنيًا أتوفر على موهبة فذة، لكنني يجب أن أعمل أكثر من الآخرين جميعًا". لهذا كان كريستانو رونالدو يتسلَّل من غرفة النوم ليلاً، لمواصلة التدريبات. وتابع: "حين كنت في ال15 قلت لزملائي، سأصبح الأفضل في العالم، لكنَّهم سخروا مني". ولم ينس رونالدو التطرق، في حديثه إلى الموقع الانجليزي، لريال مدريد، النادي الذي عشقه منذ الصغر، وأراد كتابة التاريخ تحت لوائه. لكنَّ تجربته كأب أخذت الحيز الأكبر في تصريحاته، فشعور الأبوة، يجعل شعور الفرحة بالفوز بالألقاب بطعم "مخالف". ومع ذلك تبقى الرغبة بالفوز، وتحطيم الأرقام القياسية، "المبتغى الحقيقي"، فهذه "هي طبيعتي"، يقول النجم البرتغالي.