تحتل دائمًا وأبدًا القضية الفلسطينية، المركز الأول في القضايا التي تشغل مصر، وتسعى جاهدة من أجل تحقيق السلام على الأراضي الفلسطينية، وجاءت المصالحة بين فصائل فلسطين أولى الخطوات التي اتخذتها مصر على عاتقها من أجل أن تُمهد لايجاد حل شامل للشعب الفلسطيني. وجاء اليوم؛ ليُكلل جهود الجانب المصري، من أجل اتمام مصالحة بين حركتي فتح وحماس، بحضور رئيس المخابرات المصري الوزير خالد فوزي، الذي أكد في رسالته إلى حكومة الوفاق الوطني على أن مصر ستستمر في دعم المصالحة للنهاية ومساندتها ومستعدة لتقديم كافة أشكال المعاونة.
وفي هذا الصدد علق عدد من السياسيين والخبراء على جهود مصر لاتمام المصالحة، مؤكدين على أن هذه خطوة هامة للغاية تُحسب لمصر، وستُسجل في تاريخها، موضحين أن الرئيس السيسي بذل جهدًا كبيرًا لا يمكن إغفاله من أجل أن نصل إلى هذا اليوم.
انعكاس المصالحة على القضية الفلسطينية وقال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إنه من المفترض أن تنعكس هذه المصالحة بشكل إيجابي على القضية الفلسطينية برمتها.
إنجاز في تاريخ مصر وأكد "غباشي" في تصريحات خاصة ل" الفجر"، أن نجاح مصر في إتمام مصالحة فلسطينية دون تدخل خارجي، هو إنجاز كبير إضافته مصر إلى تاريخها وعلاقتها بالقضية الفلسطينية.
إسرائيل لن ترضخ إلا بضغط عربي مصري وأوضح "غباشي"، أن مدى انعكاس المصالحة إيجابيًا على القضية، مرتبط برد فعل الجانب الإسرائيلي، فهل ستفتح أفاق قيام دولة فلسطين، أم لن تطرق إلى ذلك، قائلًا: "ما حدث لن يرضي إسرائيل ويجب أن يكون هناك ضغط عربي ومصري كبير يرقي لتطلعات ولطموح الشعب الفلسطيني".
مصر محل ثقة وأشار"غباشي"، إلى أن السبب في نجاح مصر في إتمام المصالحة، هو أنها استطاعت أن تكون محل ثقة للأطراف الفلسطينية المختلفة، بالإضافة إلى المصلحة المشتركة، ودورمصرفي القضية الفلسطينة.
القضية الأم في المنطقة وفي السياق ذاته أكد أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب طارق الخولي، على الدور الهام الذي لعبته مصر في توحيد الصف الفلسطيني، في ظل محاولات الجانب الإسرائيلي للتملص من الاستمرار في عملية السلام، لافتًا إلى أن مصر تتحرك دائمًا من منطلق أن القضية الفلسطينية هي القضية الأم في المنطقة.
مصر أكملت اليوم جهودها وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن مصر أكملت اليوم جهودها نحو توحيد الصف الفلسطيني بشكل كامل على مدار ال11 عامًا الماضية منذ الانقسام الداخلي، مشيرًا إلى أن دور مصر في المصالحة سيشهد إقامة شديدة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية المستفيدة من هذا الانقسام.
إسرائيل ملتزمة أمام العالم كما أكد أنه بعد توحيد الصف الفلسطيني لا يوجد أي مبرر أمام إسرائيل للمماطلة في استئناف عملية السلام، مما يضعها أمام إلتزام عالمي بضرورة الخوض في عملية السلام ووجود حل عاجل وشامل في القضية الفلسطينة على أساس حل الدولتين.
اختفاء قطر أنجح المصالحة وعن الدور القطري في القضية الفلسطينية، أوضح "الخولي" أن قطر وتركيا كان لهم كبير في تعزيز الإنقسام الفلسطيني، وبالتالي مصر استطاعت إحباط الحراك القطري التركي خلال الفترة الماضية في هذا الشأن.