قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، إن فصائل طائفية في العراق اعتقلت بشكل غير قانوني قرويين قرب قضاء الحويجة الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في شمال البلاد وعذبتهم وأساءت معاملتهم. ونفى زعيم أحد فصائل الحشد الشعبي، هذه الاتهامات، وقال إن مقاتليه يلتزمون بصرامة بالقانون في تعاملاتهم مع المدنيين الفارين من العمليات العسكرية في المنطقة. وشن العراق هجوماً في 21 سبتمبر لطرد داعش من الحويجة التي تقع غربي مدينة كركوك الغنية بالنفط، وهي أيضاً إحدى منطقتين في البلاد لا تزالان خاضعتين للتنظيم المتشدد. وقال تقرير "هيومن رايتس ووتش"، الذي اعتمد على مقابلات مع قرويين وصلوا إلى مخيم قريب للنازحين، إن رجالاً من قرى قرب الحويجة اعتقلهم أفراد ينتمون إلى منظمة بدر، وهي جماعة شيعية تلعب دوراً كبيراً في حرب بغداد ضد داعش، واقتادوهم لموقع غير معلوم. وقال القرويون، "إنهم رأوا مقاتلين شيعة وهم يستخدمون مؤخرات بنادقهم لضرب المعتقلين وخلال فترة اعتقالهم قدموا لهم الطعام مرة واحدة وكمية قليلة من الماء لكنهم لم يسمحوا لهم باستخدام دورات مياه". وقال التقرير: "وثقت هيومن رايتس ووتش قيام جماعات في الحشد الشعبي من بينها وحدات تابعة لمنظمة بدر بفحص واعتقال وتعذيب أشخاص خلال العمليات العسكرية". وأضافت أن "قوات الأمن اعتقلت أيضاً نساء لفترة وجيزة واستجوبتهن عن أقاربهن من الرجال قبل نقلهن لمخيم النازحين. وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، سارة ليا ويتسن: "فيما تحتاج القوات العراقية بالفعل إلى كل المساعدة التي يمكنها الحصول عليها.. إلا أن الحكومة لا يجب أن تسمح للقوات المتعسفة باستغلال تلك الفرصة لارتكاب مزيد من الإنتهاكات". ولم يتسن الوصول للحكومة العراقية بعد للتعليق على التقرير. لكن قائد بدر، كريم المحمداوي، نفى وقوع أي انتهاكات لحقوق القرويين. وقال إنهم يأمرون مقاتليهم بصرامة بالالتزام بالقانون وتجنب إساءة معاملة النازحين الفارين من القتال لكنه أضاف أن من الطبيعي اعتقال من يشتبهون بأنه إرهابي وتسليمه لقوات الأمن. وتعد الحويجة وشريطاً يقع على الحدود السورية آخر منطقتين من العراق لا تزالان خاضعتين لداعش، التي اجتاحت نحو ثلث البلاد في 2014.