تصاعدت الأزمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكوريا الشمالية، في الآونة الأخيرة، واتخذت لغة الهجوم ألفاظ لاذعة من كلا الطرفين، وهو ما أثار تخوف بعض المراقبون المختصين في الشأن الدولي، مؤكدين أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة، لتفادي اندلاع حرب عالمية ثالثة. تطاول الزعيم الكوري على ترامب وصف الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، حسب تقرير مصور أعدته شبكة "سكاي نيوز" عربية، الرئيس الأمريكي بأنه "مختل عقليًا"، كما تعهد بجعل "ترامب"، يدفع ثمن تهديداته غاليًا، حيث قال "بكل تأكيد سأروض الأمريكي المختل عقليًا بالنار".
وفي سياق التصعيد الكوري الشمالي، وصف وزير خارجية "بيونج يانج"، خطاب "ترامب"، أمام الأممالمتحدة، بأنه "نباح كلب"، فيما غادر مبعوث كوريا الشمالية للأمم المتحدة، القاعة في مقاطعة لخطاب ترامب، هذا إلى جانب تأكيد الزعيم الكوري - في عدة مناسبات - نيته باستكمال القوة النووية لبلاده.
تهديد ترامب بتدمير كوريا الشمالية من جانبه استغل دونالد ترامب، خطابه باجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتوجيه تهديدات لاذعة للزعيم الكوري، مضيفًا "الولاياتالمتحدة تملك القوة والصبر، ولكن إن توجب علينا الدفاع عن أنفسنا أو عن حلفائنا سيكون لدينا خيار وحيد، هو تدمير كوريا الشمالية بالكامل"، متابعًا "رجل الصواريخ، مقدم على مهمة انتحارية له ولنظامه".
عقوبات على الشركات التي تتعامل مع كوريا كما وقع ترامب، قرارًا لفرض عقوبات على الشركات التي تتعامل مع بيونج يانج، مضيفًا "الأمر التنفيذي الجديد سيقطع موارد الأرباح التى تمول مجهودات كوريا الشمالية لتطوير أخطر سلاح عرفته البشرية".
كواليس الأزمة بين "واشنطنوكوريا الشمالية" استمرت الأزمة الكوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، إلى عدة أعوام، حيث بدأت هذه الأزمة بإطلاق كوريا الشمالية القمر الصناعي كوانج ميونج سونج، في فبراير 2013، وانتهت الأزمة باتفاق بين الكوريتين على إعادة فتح منطقة كيسونج الصناعية بعد اجتماع بين مبعوثين في 10 سبتمبر 2013، إلا أنها عادت في الانتعاش من جديد وتفاقمت الأزمة بين الطرافين، إلى أن وصلت إلى حرب كلامية، حذر خلاها عدد كبير من المراقبين في الشأن الكوري، من أن كوريا الشمالية تعد لتجربة نووية سادسة، إن لم تصل جميع الأطراف لحلولا سياسيًا سريعة. وتسعى بيونج يانج إلى تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على بلوغ أراضي الولاياتالمتحدة، ويمكن تزويده برأس نووي، وقد أجرت حتى الآن خمس تجارب نووية، بينها اثنان العام الماضي. فيما حذر مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، من أن بيونج يانج، قد تكون قادرة على تحقيق هدفها بضرب أراضي الولاياتالمتحدة خلال أقل من عامين.
المواجهة العسكرية وفي ضوء ما سبق قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن الأزمة منذ زمن بعيد، وبالرغم من التصاعد بين الطرافين، إلا أنها من الصعب تصل إلى حد المواجهة العسكرية، وقيام حرب عالمية ثالثة بين الدولتين، لأن هناك أشخاص أمريكية كريكس تيلرسون، وزير خارجية أمريكا، يفكر بشكل دبلوماسي، غير لهجة التهديد الذي يتبعها "ترامب".
وأضاف"، "اللاوندي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن معظم الدول كروسياوالصين تحاول اتخاذ حل سياسي للأزمة، لحقن الوضع، نظرا لأن اشتعال الأزمة ستضر بجميع الدول المجاورة لكوريا الشماليةوواشنطن.
ولفت خبير العلاقات الدولية، إلى أن تصعيد الأزمة يعد نوع من ارسال رسال إلى الصين، بالرغم العلاقة التي بدأت الأن مع رئيس الصين، والذي لا أحد يعلم نتائجها الحقيقة على أرض الواقع.
الحل السياسي الأمثل ذكرت وكالة "سبوتنيك"، أن روسيا تلتزم بحل سياسي ودبلوماسي للقضية الكورية الشمالية، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى تجنب المزيد من الاستفزازات والتصعيد وسط كوريا الشمالية التي تفكر في اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادئ.
قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن روسيا تصر على أنه ليس هناك بديل للدبلوماسية كوسيلة لحل الوضع في شبه الجزيرة الكورية، وقد يكون هناك طريق آخر له عواقب كارثية.
وقال "بيسكوف"، "إن موسكو ما زالت مقتنعة بأنه لا يوجد بديل عن الحل السياسي والدبلوماسي للقضية الكورية الشمالية، ولا يمكن أن يكون هناك حل آخر، وأن أي قرار آخر لهذه القضية قد يكون له عواقب غير مرغوب فيها بل كارثية".