بالرغم من تأييد البيت الأبيض للاتهامات بأن قطر تتعامل مع مجموعات إرهابية، إلا أنه أعرب عن قلقه من أن الانقسام الخليجي سمح لإيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، وهو ما أشار إليه بعض المختصين في الشأن الدولي، أن واشنطن ستساهم بحل كبير في حل الأزمة القطرية، ولكن ليس الأن سوى عقب وجود بديلاً لنقل القاعدة العسكرية داخلها. على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائه مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بأنه لديه شعورا قويا بأن النزاع بين قطر والدول العربية المقاطعة لها سيجد "طريقه للحل قريبا".
وأوضح ترامب قائلاً خلال اللقاء: "إننا الآن في وضع نحاول فيه حل مشكلة في الشرق الأوسط، وأعتقد أننا سنحلها ولدي شعور قوي بأنها ستجد طريقها إلى الحل سريعا جدا".
تميم يأمل بايجاد حل للأزمة من جانبه أعرب أمير قطر عن أمله في إيجاد حل للأزمة قائلاً: "مثلما قلت سيادة الرئيس لدينا مشكلة مع جيراننا ونأمل أن نجد حلا لهذه الأزمة".
وسبق أن أعربت قطر عن رغبتها في الجلوس إلى طاولة الحوار مع الدول العربية الأربع المقاطعة لها، حيث جاء هذا في اتصال هاتفي تلقاه ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. لكن وكالة الأنباء القطرية الرسمية قالت إن أمير قطر أجرى الاتصال الهاتفي "بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب، على إثره علقت السعودية أي حوار بعد فترة وجيزة، متهمة وسائل إعلام قطرية بمحاولة تحريف الحقائق بشأن الاتصال الهاتفي.
القاعدة العسكرية في ضوء ما سبق قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن موقف ترامب وسعيه لحل الأزمة القطرية، طبيعي، لأن العلاقات "الأمريكية- القطرية" بينهما مصالح، وقاعدة عسكرية أمريكية في قطر، تساهم في نجاحات التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب.
وأضافت "بكر"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تتخلى عن قطر، إلا في حالة أن وجدت بديلاً لهذه القاعدة، وتمويلا لها، موضحةٍ أن نقل القاعدة وتركيبها بمكان أخر يتكلف أموالاً طائلة.
مصالح أمريكا أولاً وأشارت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن هناك أحاديث لنقل القاعدة إلى الأردن، متابعة أن مصلحة "ترامب أيضًا مع الدول الأربع المقاطعة للدوحة، فمن سيقدم أوراقًا تحتاجه الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصب لمصلاحتها ستقف معه واشنطن، وذلك وفقًا لخطاه أمام الجمعية العامة للولايات المتحدة، كان يتحدث عن أمريكا أولاً، لذا ستكون مصالح أمريكا أولى اعتبارته.
أما عن الأطاحة ب"تميم"، من الحكم، أكدت "بكر"، أن الدول العربية المقاطعة تحترم سيادة الدول الأخرى ولم تتدخل في شئونها الداخلية، فلم يطيح بحكم تميم إلا إذا أهل قطر أرادوا ذلك.
الأزمة لا تزال قائمة قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن السيناريوهات المطروحة أن الأزمة تظل قائمة، وتفتقر روح الإرادة لفرض قرارات الوصول، بالرغم أن الرئيس الأمريكي قادر على إنهاء الأزمة ولكن لم يتخذ الأليات تشجع على هذا، و"تميم" يناور بأن الأزمة لا تزال موجودة وبيدعو للنقاش دون اتخاذ أي اجراءات حقيقية على أرض الواقع.
وأوضح "فهمي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن استمرار الأزمة لصالح أمريكا خاصة وأن هناك علاقات مشتركة مع قطر، كصفقة السلاح الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأزمة معقدة وغير متوقع مقابلة "تميم" بالسيسي، إلا بعد إعلان الأول بالوقف عن دعمه للإرهاب.