يستهل جاليري ضي – اتيليه العرب للثقافة والفنون نشاطه لهذا الموسم بمعرض خاص للفنان الكبير الدكتور رضا عبدالسلام ومعرض ثلاثي لرواد النحت الزجاجي المصري زكريا الخناني وعايدة عبدالكريم ومها عبدالكريم وذلك يوم السبت الموافق 23 سبتمبر. المعرض يستمر لمدة ثلاثة أسابيع ويقام علي هامشه ندوة تشكيلية تتناول تجارب الفنانون الاربعة الذين اثروا الحركة التشكيلية المصرية.
وقال هشام قنديل رئيس مجلس ادارة اتيليه العرب – جاليري ضي ان هذا المعرض هو باكورة نشاط الجاليري وسيتبعه مجموعة من المعارض الشخصية والجماعية تقام تباعا حسب الخطة التي وضعها الاتيليه لهذا الموسم.
الدكتور رضا عبدالسلام الاستاذ بكلية الفنون الجميلة هو واحد من اعمدة التشكيل المصري المعاصر وله تاريخ حافل بالمشاركات المحلية والعالمية وحقق عدد من الجوائز الهامة من خلال مسيرته الطويلة.
ويري هشام قنديل أن تجربة رضا عبدالسلام تجربة عميقة ,متشابكة متراكبة منذ بداياته البكر وهو لديه سعي جمالي لتأسيس لغته التشكيلية الخاصة تخرق السائد بحرية الجمالية وخلق معاصر جديد، ويقدم لنا هذا النسيج المعشق والغوص في احشاء التراث لتفكيكه وإعادة بنائه من جديد والإغراق في قضايا الشعب وهموم الوطن والتأكيد علي الفجر القاد، والغد المشرق ويؤكد مقولة "اذا أردت تكون معاصرا بحق فعليك أن تكون تراثيا بحق".
وتابع: "الخصوصية التي يعتمدها تقع بين التعبير المعتمد على التشخيص والتجريد في نفس الوقت فهو لايقد محاكاة تقليدية ولا تمثيلا عضويا للشخوص وفي نفس الوقت لا ينتهي الي اطلاق التجريد المطلق انه يقترح حله الخاص عبر تكرار اشكاله ورموزه التشكيلية وتوزيع عناصره بشكل للمشربية في منطقة وسطيبين التشخيص والتجريد".
والحق أقول أنه كان من أوائل التشكيليين المصريين في حركة التشكيل المصري المعاصرالي تقديم تقنيات تشكيلية متفردة ومتمردة علي القوالب الثابتة ومغامرة اسلوبية والامساك باللحظة التشكيلية المراوغة القادرة علي تجسيد رؤاه وخلق حالة تشكيلية جديدة تكون اقدرعلي تجسيد رؤاه للواقع المعاش وللعالم المحيط به ومستدة في نفس الوقت علي الغوص في حياة الناس .
عن تجربته يقول الدكتور رضا عبدالسلام اظنني منذ البداية قد عقدت العزم علي الاختيار بين موقفين متبانينين احداهما الفن الجميل والاخر فن الفكر والمعاناة فاخترت الثاني الذي يعتد بالحدس وميثولوجيا الواقع المحلي ويستند علي اساس قوي من قيم التصوير الاصيلة وقوة التعبير العفوية للون وفصاحة الرمز ونسق البناء الهمدسي للمساحات التجريدية التي تختلف من عمل لاخر فكل لوحة لها موضوعها وتكوينها وصيغها التشكيلية الحصيفة والمتقنة وبصمتها البصرية وجماليتها الخاصة وفوق كل ذلك النزوع الانساني بمضامينه المتنوعة وموحياته الرمزية.
الفنانة الراحلة عايدة عبدالكريم هي رائدة النحت المصري المعاصر وهي اول نحاتة مصرية ولها متحف خاص لاعمالها مع زوجها الرائد الراحل زكريا الخناني.
وعن تجربة رائدة النحت المصري المعاصر عايدة عبدالكريم ورائد النحت الزجاجي زكريا الخناني تقول الناقدة د ماجدة سعد الدين ان الفن مزج بين القلوب والارواح ولتبدأ حياتهما واتخذا من التراث مثلا اعلي ونموذجا يحتذي به وقاما بالتعاون لانتاج هذا العطاء المشترك في العجينة المصرية للخزف والزجاج واذ ركزالخناني علي الجانب العلمي للبحث فان عايدة عبدالكريم اهتمت اكثر بالجانب الفني التشكيلي.
ويري الفنان الكبير الدكتور احمد عبدالعزيز ان الفنانة عايدة عبدالكريم اتخذت جانب التحدي لتصبح اول نحاته مصرية تدخل الميدان لتنافس كبار النحاتين وتميزت بميلها الي البساطة والتلخيص واحتفظت الاعمال بالتكوين المتجانس ذي الحركة الهادئة والاتزان وارتباط الكتلة بالفضاء الواسع حولها وسهولة الاجراءات والملامس علي الاسطح بين الخشن والناعم مما وفر تأكيد الملامح التعبيرية في التمثال.
أما مفاجاة المعرض فهي الفنانة مها عبدالكريم شقيقة الفنانة مها عبدالكريم التي تقدم في هذا المعرض فيهذاالمعرضحوالي 30 عملا فني متنوع من التشكيلات الزجاجية المبتكرة من إيحاءآت النبات في تجارب جديدة في التقنية والقياس والاحساس اللوني والتشكيلي.
وشغف وإهتمام الفنانة مها عبد الكريم بفن الزجاج الحراري يرجع لنشأتها منذ سن السابعة من عمرها في بيت وكنف شقيقتها الفنانة الدكتورة عايدة عبد الكريم وزوجها الفنان الراحل زكريا الخناني وهما من رواد فن الزجاج التشكيلي في مصر ومُنشئي متحفيهما بالحرانية . وبعد تخرجها من كلية الحقوق اتجهت للرسم وصقلت موهبتها على أيدي كبار الفنانين مثل الفنان الدكتور مصطفى الرزاز، والفنان أبوبكرالنواوي، وبدأت في عرض أعمالها سنة 2004، ثم عادت لتركيبات وتشكيل الزجاج برعاية شقيقتها ولكن بخط واسلوب خاص بالفنانة وعرضت أعمال في مركزالجزيرة للفنون سنة 2012 ولها أعمال عديدة في المعرض الدائم بمتحف الزجاج.