يشير إليه التاريخ بالبنان لبراعته العسكرية وصفحاته البيضاء في الجيش المصري، ناهيك عن تحليه بالإنسانية، فكان معروفُا بين أفراد القوات المسلحة بأنه خدوم، وكان يتعامل معهم من منظور أنه أب لهم وليس القائد العام، إنه المشير "محمد عبدالحليم أبوغزالة" وزير الدفاع الحربي الأسبق، الذي أرهق الولاياتالمتحدةالأمريكية بذكائه. أرهق أمريكا وبالتزامن مع ذكرى وفاته اليوم السادس من سبتمبر، نكشف كيف تصدى "أبو غزالة للأمريكان"، حيث استطاع مراوغة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة بالإضافة إلي نقل تكنولوجيا تلك الدبابة، لم تدخل الولاياتالمتحدة المناقصة حتي لا تدعم مصر بدبابة الأبرامز المتطورة علي حساب حليفتها إسرائيل وظنا منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية، لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعي للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر.
سبب انزعاج أمريكا لم تتوقف المواقف عند هذا الحد، فالبرغم من علاقة أبو غزالة الجيدة مع أمريكا، لم يعمل لمصلحة الأمريكان، ولذلك عندما تعارضت هذه المصلحة مع مشروعاته تجاوزها تمامًا، حيث قرر الحصول على مادة تطوير الصواريخ العراقية، ولأنه كان يعرف أن أمريكا لن توافق على طلبه، فقد قرر أن يهرب هذه المادة بعملية خاصة نجحت بنسبة مائة في المائة، والمفاجأة أن الرئيس مبارك لم يكن يعرف شيئا عن تفاصيل هذه العملية التي بسببها انقلبت أمريكا على أبوغزالة بشكل كامل سبب هذا انزعاج شديد للولايات المتحدة حيث هذه المادة قد تحول قوات مصر الصاروخية تحويل كامل
خطة الإطاحة بأبوغزالة من منصبه في يونيو 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري، عميد أ.ح. عبد القادر حلمي، بتهمة تجنيده من قِبل «أبو غزالة» للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000، وحوكم "حلمي" بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة "كربون" على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة، وبعدها انقلبت الولاياتالمتحدة على "أبوغزالة" بعد العملية، وطلبت المحكمة الأمريكية استجواب "أبوغزالة" في أبريل 1989، ويقال إن "بوش" طلب من مبارك إقالته، وفي أبريل 1989، نقله مبارك من وزارة الدفاع وعينه مستشارًا له، في منصب يخلو من أي صلاحية تنفيذية.
بعد 6 أشهر من نقل "أبو غزالة"، أعلن مسئولون أمريكيون أن القاهرة أنهت تعاونها مع العراق والأرجنتين في مجال تكنولوجيا الصواريخ، وبقي أبو غزالة مستشارًا رئاسيًّا حتى فبراير 1993، حيث استقال واعتزل كل عمل سياسي عسكري. وبعد إقالته تردد شائعات تقول إن مبارك أقاله بغرض التخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده.