في مفاجأة من العيار الثقيل، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن مكتب منح التراخيص الصحفية التابع لوزارة الاتصالات الإسرائيلية تراجع فجأة عن سحب تراخيص منحها لمكتب قناة الجزيرة القطرية بالقدس، الأمر الذي أكد عليه الخبراء أن هذا القرار يرجع لمدى التعاون الوثيق والإستراتيجي بين قطر وإسرائيل. مصالح مشتركة بين قطر وإسرائيل الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أكدت أن تراجع إسرائيل عن سحب تراخيص قناة الجزيرة قد يرجع إلى أن هناك مصالح مشتركة بين قطر وإسرائيل خلال الفترة المقبلة أجبرت تل أبيب على التراجع عن موقفها من القناة القطرية. أمريكا وراء التراجع الإسرائيلي وأضافت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن القرار قد يكون ناتج عن توافق في السياسة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، في إشارة منها أن أمريكا قد تكون طالبت من إسرائيل التراجع عن قراراها خاصة وأن الأولى تساند قطر في أزمتها. وتابعت: "قد يكون القرار ناتج عن تنازلات قد تتخذها إحدى الدولتين خلال الفترة المقبلة، فقد تكون قطر تنازلت عن شئ ما من أجل القرار لأنها تستخدم علاقتها بإسرائيل لفك الحصار الواقع عليها من قبل الدول العربية والخليجية". التراجع جاء بعد تنفيذ مطلب معين وعن كواليس القرار تقول نهى بكر، إن إسرائيل قد تكون اتخذت قرار سحب التراخيص في البداية كورقة ضغط على قطر من أجل شئ ما لأنها تعلم مدى أهمية القناة لدى الدوحة، ثم تراجعت عن قراراتها بعدما نفذت قطر ما تريده إسرائيل. قرار مُتوقع لعلاقة الدولتين وفي نفس السياق، علق مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء جمال أبو ذكرى الخبير الأمني بجهاز الأمن القومي في تصريح خاص ل"الفجر"، على ما قامت به إسرائيل بالتراجع عن سحب تراخيص قناة الجزيرة بالقدس قائلا:"مُتوقع". وأضاف أبو ذكري، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يحتضن الجماعات الإرهابية ليس لقرارات سيادة دولته بل استجابة لتأشيرات وتعليمات إسرائيلية، مؤكدًا أن هناك العديد من الاتفاقيات السرية بين قطر وتركيا تفرضها أمريكا وإسرائيل لتفتيت الوطن العربي. كما أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن كل من قطر وتركيا ما عليهما إلا السمع والطاعة للتوجيهات التي تفرضها على مُموليهم إلى أن أصبحوا أداة من أدوات المخابرات الأمريكية لتفتيت وحدة العرب. سر الترجع وتصريحات اليسار من جانبها قالت سارة شريف، الباحثة في الشئون الإسرائيلية، إنه بعد سحب التراخيص من قناة الجزيرة اليسار الإسرائيلي وصف الأمر بأنه انتهاك للحريات وقمع للديمقراطية لأنه كالعادة يهاجم أي قرار تتخذه حكومة اليمين. إمتياز استضافة الإسرائيلين وكشفت الباحثة في الشئون الإسرائيلية، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إن نتنياهو عندما أتخذ قرار بغلق القناة لم يكن لأنها تحرض ضد تل أبيب، بل كان يسعى لاتخاذ نفس موقف الدول العربية المقاطعة لقطر لكي يضع نفسه في صف الدول العربية ويقدم نفسه كشريك حقيقي لهم. وعن أسباب تراجع إسرائيل عن القرار، قالت الباحثة إن قناة الجزيرة القناة الوحيدة التي تستضيف مسئولين إسرائيليين على شاشتها وهذا امتياز لا تريد إسرائيل أن تخسره، خاصة وأن القناة قلت من التحريض ضد إسرائيل منذ فترة ثورات الربيع العربي وليس خلال الفترة الأخيرة فقط.