طالب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، المجتمع الدولي بتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، وبتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860، الخاص بوقف إطلاق النار ورفع الحصار. وقال "غوتيريش" خلال مؤتمر صحفي عقده في مدرسة "حلب" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، إن غزة بحاجة إلى حلول تعالج مشكلاتها، واصفا الأوضاع الحالية التي يعيشها قطاع غزة ب "القاسية والمأساوية". وأعلن تقديم مبلغ 4 ملايين دولار أمريكي لدعم موظفي وبرامج الطوارئ لوكالة أونروا الأممية. وأضاف: "غزة تعيش واحدة من الأزمات الإنسانية العميقة التي شاهدتها منذ أن عملت في الأممالمتحدة، سكان القطاع يعيشون معاناة حقيقية في هذه الظروف". كما طالب غوتيريش بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860، الخاص بوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة. وقال: "المهم أن يتم تطبيق قرار مجلس الأمن لرفع الحصار عن قطاع غزة". وأصدر مجلس الأمن الدولي في التاسع من يناير / كانون ثاني 2009، القرار رقم 1860 إبان الحرب الإسرائيلية الأولى على قطاع غزة، والذي طالب بوقف إطلاق النار، وضمان "فتح دائم" لمعابر القطاع، وتنظيم مرور المواد الغذائية بشكل دائم ومنتظم إلى السكان، ويدعو إلى "عدم إعاقة" وصول المساعدات الإنسانية، ويحث على بذل الجهود الدولية لتقديم المساعدة الإنسانية وإعادة بناء اقتصاد غزة. وتفرض إسرائيل حصارا بريا وبحريا على غزة منذ فوز حركة "حماس" بالانتخابات البرلمانية عام 2006. ومن جانب آخر، أكد "غوتيريش" أن استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي يدمر قضية الشعب الفلسطيني. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة وجود "عملية سياسية ذات مصداقية عالية، لتطبيق مبدأ حل الدولتين". واستكمل قائلا: "هذه العملية توفر برنامجا لتحسين الحياة للشعب الفلسطيني، ولا بد من إزالة العقبات من على الأرض". وعبر "غوتيريش" عن أمنياته بزيارة غزة مستقبلا، وهي "جزء من الدولة الفلسطينية التي تعيش بأمان ورخاء". كما ثمن "الجهود التي يبذلها موظفو مؤسسات الأممالمتحدةبغزة، في ظل الظروف القاسية التي يمر بها القطاع". ووصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى قطاع غزة صباح اليوم الأربعاء عبر معبر بيت حانون "إيريز"، في زيارة تستغرق عدة ساعات، للاطلاع على "الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع". وكان "غوتيريش" قد التقى أمس الثلاثاء في رام الله، رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، فيما التقى الأحد الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويعيش نحو مليوني مواطن فلسطيني في غزة أوضاعا اقتصادية واجتماعية وسياسية، يصفها مراقبون دوليون ب "الكارثية"، جراء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع للعام العاشر على التوالي.