بالتزامن مع كشف الصحفي الألماني "تيلو ميشكا"، تجارة العديد من المستشفيات المصرية في الأعضاء البشربة، وضع جهاز الأمن الوطني، قبضته على مركز الدكتور عبد الناصر الشيمي، لأمراض الكلى والغسيل الكلوي، الذي يستغل فقر وجهل أهالى منطقة أبو النمرس لهذه التجارة. وفي جولة ل"الفجر"، لكشف ملابسات القبض على خلية نقل الأعضاء بالمركز السالف ذكره، ظهرت العديد من المفاجآت.
مكان المركز يُثير الشكوك فأول ما تطأ قدميك داخل المنطقة المخصصة للمركز تجدها محاطة بأدخنة السيارات، وفي المقابل ترعة تحوي تلال من أكوام القمامة، وهو ما يُثير الشك لاختيار هذه البقعة، لتكون مركزًا طبيًا لعلاج وغسيل الكلى، ولكن عقب الكشف عن أهدافه، أثبت أنه أنشئ خصيصًا قبل ثماني أعوام لهذا الغرض، وهو ما كشفه محمد السيد-اسم مستعار-، أحد قاطني المنطقة بأنه ساكن بجوار الباب الخلفي للمستشفى، وكان يرى دائمًا سيارات فخمة ينزل منها بعض الشخصيات غير المشكوك في هيئتها، ناهيك عن سيارات الأجرة "التاكسي" بشكل مبالغ فيه، مضيفًا أن الأمر دائمً كان يثير الشكوك حول خروج هذه الشخصيات بأكياس مختلفة الأحجام، مرجحًا أنها تحوي أموال مقابل بيع أعضاء الفقراء. الحسابات البنكية للطبيب خيط إيقاعه البداية جاءت بعد اكتشاف الجهات المعنية، وجود أموال ضخمة في حسابات "الشيمي"، وهو الخيط الذي دفعهم لمراقبته أربع أشهر، حتى كشفت ممارساته الخفية. كواليس الواقعة أما عن تفاصيل الواقعة، قال إبراهيم سويلم-اسم مستعار-، أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة للمركز الطبي، إن "كان هناك سيدة خليجية تجلس في سيارتها بمفردها، والمتبرع قادم من بعيد، ليلتقيان خارج المركز، لدخول لإجراء العملية، بعدها بساعاتين داهم جهاز الأمن الوطني المركز في تمام الساعة العاشرة صباحًا من يوم الخميس الماضي، وكان بصحبتهم مجموعة من الأطباء". المريضة سعودية الجنسية وأكمل "سويلم"، أن الواقعة استغرقت ثلاثة ساعات أعقبها تم القبض على جميع العاملين بالمستشفى، مشيرًا إلى أن المريضة الخليجية والذي تبين أنها سعودية الجنسية، والشاب المتبرع الذي يظهر أنه في العشرينات من عمره، خرجا بعد المداهمة مستلقيان على "ترولي طبي"، تحت تأثير مخدر العمليات "البنج".
وأوضح أن الشاب المتبرع كان الجانب الأيمن من بطنه عليه بعض الغرز المصاحبة للعملية، مؤكدًا أن عملية النقل كانت في البداية ولم تجرى،-بحسب ما سمع من قوات الأمن-. سيارة المريضة مليئة بالدولارات الأمريكية وتابع أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة للمركز الطبي، أن عقب المداهمة أخرجت قوات الأمن الوطني من شنطة سيارة المريضة السعودية الجنسية، حقيبة مليئة بالدولارات الأمريكية، بالإضافة إلى مايقرب من مليون جنيه من المركز. تورط "الشيمي" في شراء أعضاء الموتى فيما كشف بعض الأهالي بالمنطقة، عن أمر مثير للريبة، وهو تورط "الشيمي"، في شراء بعض الأعضاء البشرية، من جثث الوفيات، بعد ساعات قليلة من وفاتهم. "الشيمي" جزار في هيئة طبيب وعن سلوكيات الدكتور عبد الناصر الشيمي، صاحب المركز ومالك العقار، أكد السيد محمود-اسم مستعار- أحد جيران الطبيب، أنه يتمتع بأخلاق طيبة، ولم يرى منه أي سوء، هو وجميع الجيران، وما حدث كان بمثابة المفاجأة.
والتقط عبد العليم المصري-اسم مستعار-أطراف الحديث قائلاً: "المنطقة ناس غلابة، وكمان معظمهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، فحتى لو شافوا حاجة مش هيتكلمو طالما الخطر مش عندهم، بدل ما يبلغ عنهم بتهمة انتمائهم للجماعة"، أما عما يعرفه عن الطبيب، يضيف: "واحد دكتور وبناته الثلاثة في كلية الطب، وهو مشهور فأكيد مش هنشك فيه الناس بسيطة وبتحكم بالمظاهر".
زوجة الطبيب تنهال بالسباب وحاولت زوجة الدكتور صاحب المركز، منع محرري "الفجر"، من القيام بدورهم الصحفي، بالسباب والأصوات المرتفعة، وهددتهم بعدم الاقتراب وتصوير المركز، وبالنظر إلى شرفتها التي كانت تتحدث منها، ظهر جليًا أنها ترتدي "خمارًا"، وبجوارها مجموعة من السيدات المنتقبات.