في وقت سابق من هذا الاسبوع، زار الجنرال الإيراني محمد باقيري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية ومسؤول عسكري كبير أنقرة للقاء كبار المسئولين الأتراك بمن فيهم الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع نورتين كانيكلي. وذكرت وسائل الإعلام التركية، أن هذه هي المرة الأولى، منذ قيام الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، بزيارة رئيس أركان إيرانيلتركيا. وقد يشير ذلك إلى زيادة التعاون بين أنقرةوطهران. وقال التلفزيون الإيراني، إن الباقيري قال إن "التطورات الإقليمية والمسائل الأمنية" هي سبب الزيارة. كما ذكرت وسائل الإعلام، أن القضايا الرئيسية على جدول أعمال محادثات أنقرة، هي: الوضع فى سوريا، والمشكلة الكردية، وأمن الحدود. وقد اجتمعت "سبوتنيك تركيا" مع بيلجيهان ألاجوز، المحلل السياسي في جامعة مرمرة في اسطنبول، لمناقشة الزيارة وعواقبها المحتملة للعلاقات بين تركياوإيران والوضع في المنطقة. وقال " ألاجوز"، إنه "من الناحية الأمنية، فإن العلاقات بين أنقرةوطهران لها تاريخ طويل، إلا أنها شهدت خلال السنوات الست الماضية عددًا من الأزمات، والسبب هو الاختلاف بين موقفهم تجاه المشكلة السورية. وهذا هو السبب الأول وراء هذه الزيارة رفيعة المستوى، وعلاوة على ذلك، فإن التعاون الأمني بين تركياوإيران كان محدودا نظرا لأن أنقرة عضو في الناتو، إلا أن التطورات الأخيرة في المنطقة دفعت البلدين إلى زيادة التعاون الأمني" وتعليقا على قضايا الأمن الحدودي بين تركياوإيران، أشار المحلل إلى أن العامل الرئيسي هو أنشطة حزب العمال الكردستاني والشركات التابعة له. وأوضح " ألاجوز"، أن حزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو حزب مناهض للحكومة فى حزب العمال الكردستاني في إيران، ويشكل منذ فترة طويلة مصدر قلق أمنى كبير لطهران. وأدى الوضع في العراقوسوريا إلى زيادة الأنشطة الكردية على طول الحدود التركية الإيرانية. مضيفا أنه "قد يكون هذا هو العامل الرئيسي وراء قيام تركياوأنقرة بزيادة التعاون العسكري". وفي وقت سابق من هذا الشهر بدأت أنقرة بناء جدار ضخم على طول الحدود مع إيران. وتعليقا على هذه المبادرة، قال الخبير إن الجدار يهدف إلى حماية الحدود التركية الإيرانية من التهديد الكردي. وأضاف أن أنقرةوطهران ترغبان أيضا في تطوير العلاقات التجارية لكن الأنشطة الكردية على طول الحدود لا تزال تشكل مشكلة، بما في ذلك الاعتداءات والاستفزازات، وأن تركياوإيران تأملان في بناء هذا التعاون لتحسين الوضع، قائلا: "أعتقد أنه على الرغم من عدم وجود تصريحات من الحكومة الإيرانية، إلا إنها إيجابية نوعا ما حول هذا الإجراء". وتحدث "ألاجوز" عن أن أنقرةوطهران ستحاولان على الأرجح وضع استراتيجية مشتركة للتعامل مع المشكلة الكردية. وقال إنه تم تعيين باقري قبل عام، وأفيد بأن مهمته ذات الأولوية، تتمثل في مواجهة الجماعات والمنظمات التي تهدد المصالح الوطنية الإيرانية، ومنذ تعيينه، حققت طهرانوأنقرة تقدما فى التعاون الأمني. مضيفا "أعتقد أن البلدين سيعطيان الأولوية لوضع سياسة مشتركة بشأن الجماعات الكردية العاملة في المناطق الحدودية".