الأمير إسماعيل شيرين من أحفاد محمد علي باشا ولد في العام 1919 وهو ابن عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان تزوج من الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق في العام 1949 بعد طلاقها من شاه إيران وتم تعينه وزيرا للحربية في عهد الملك فاروق الأول وكان اخر وزير حربية قبل ثورة يوليو تلقي تعليمه في كامبردج حيث درس الاقتصاد السياسي وعمل في البنك الاهلي ثم سكرتيرا في مجلس الوزراء وحصل علي البكوية وإنتدب للعمل في وزارة الدفاع كضابط إتصال وكان أحد اعضاء وفد مصر رودس الخاصة بالهدنة مع إسرائيل التي وقعت في فبراير 1949 وانعم عليه برتبة ببكاشي فرتبة قائمقام تزوج الأميرة فوزية في مارس 1949وانجب منها حسين ونادية شيرين وانجب من الأميره فوزيه كلا من: ناديه والتى ولدت فى 19 ديسمبر 1950 وتوفيت فى اكتوبر 2009 و حسين والذى ولد عام 1955. كان يرى بوضوح تام التذمر داخل الجيش و كان منتبهاً بقوة إلى أن عرش الملك يترنح وحاول أن يلفت انتباهه إلى ذلك، من خلال موقعه بالجيش كضابط ثم كوزير ولعله لمس بعض تحركات الضباط الأحرار، لكن الملك لم يستمع إليه بعد خروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو 1952، خرج إسماعيل وزوجته واستقر بهما المقام فى جينيف. وبدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل في قضية طابا وكان مقر المحكمة فى «جينيف» و كان الفريق المصرى استعد وتقدم بما لديه من وثائق وخرائط، فضلاً عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصرى، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه، فتقدم تلقائياً إسماعيل شيرين، ولم يكن قد طُلب وعلم هو بالأمر، فذهب بنفسه إلى فريق التحكيم المصرى عارضاً أن يدلى بشهادته أمام المحكمة، لكى يثبت أن طابا مصرية، وتلخصت شهادته فيما روى د. مفيد شهاب، فى أنه كان قائداً للكتيبة المصرية فى «طابا»، وأن لديه فى أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا، ولديه ردود على تلك الخطابات أرسلت إليه فى «طابا»، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك، ورحب الفريق به شاهداً، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى "طابا". وكشف الدكتور حلمي النمنم في مقال للمصري اليوم عن دوره الوطني مؤكدا إن أحداً ربما لم ينتبه لوجوده، ولا أحد كان يعلم بسابق خدمته فى «طابا»، فقد كان مبعداً منذ ثورة يوليو، ونُسىَّ تماماً باعتباره من «العهد البائد»، ولا يذكره أحد، سوى بعض الباحثين، الذين يكتفون بذكر زواجه من الأميرة وتوليه الوزارة بسبب تلك المصاهرة، لمدة ثلاثة أيام!، لكنه بقى مصرياً، محباً ومخلصاً لبلده، وضابطاً وفياً من ضباط الجيش المصرى، وإنسانا نزيها لا يكتم شهادة الحق، حتى لو لم تطلب منه. ويكمل النمنم في شهادته عن إسماعيل شيرين أنه لم يمنعه الخلاف السياسى ولا استشعار الغبن عن وطنيته، ولا عن أن يقف إلى جوار وطنه وبلده، فى موقف حاسم وفارق، كهذا الذى مرَّ بنا، وانتهى إلى الحكم لصالح مصر فى سبتمبر سنة 1989. لم ينتظر إسماعيل شيرين جزاء ولا شكوراً، ولا طلب مقابلاً، ولا سعى لنيل أى شىء، معنويا أو ماديا، أرضى ضميره كإنسان، ولم ينس فى لحظه أنه مصرى، وأن عليه واجبا تجاه بلده، حتى بعد مرور 37 سنة على خروجه ومغادرته له نهائياً، وانتقل إلى رحمة الله سنة 1994، ودُفن بمصر، فى صمت تام، دون الالتفات أو الوقوف أمام ما قام به.