إسماعيل – عليه السلام – هو ابن النبي الكريم إبراهيم – عليه السلام – وأخو النبي إسحاق – عليه السلام، هو ابن السيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم، حيث أهدى ملك الٌباط هاجر إلى إبراهيم عند هجرته من العراق إلى مملكة الأقباط، وبعد خروجه منها ذهب إلى الأرض المقدسة فلسطين، وفي الطريق استقر لوط في سدوم ليدعو قومها إلى عبادة الله تعالى، واستقر إبراهيم ومن معه في الوادي الذي تحيطه الروابي الجميلة، والتي تعرف اليوم بمدينة الخليل الفلسطينية. وبعد مولد إسماعيل من هاجر، جاء الأمر الإلهي للنبي العظيم إبراهيم بأن يأخذ هاجر والمولود إسماعيل إلى الأرض المقدسة، فسار بهم تجاه الجزيرة العربية، وكلما رأى أرضًا فيها خضرة وماء دعا الله أن يجعل هذه الأرض مستقراً لابنه وزوجته، ولكن يأتي الأمر الإلهي بمواصلة السير حتى وصلوا إلى أرض قاحلة، فجاء الأمر الإلهي بأن هذه الأرض هي الأرض المقدسة، وأن المستقر هنا، فاستودع إبراهيم زوجته وابنه الله الذي لا تضيع الودائع عنده ومضى داعيًا، وقد سجل القرآن العظيم دعاءه الذي دعاه في أية بلغ جمالها ما يسلب العقول وتقشعر له الأبدان. وقال (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). وعندما تركهم وغادر، بقيت هاجر وولدها اسماعيل عدة أيام حتى نفد الماء والزاد، ثم بدأت القصة المشهورة وهي قصة سعي أمنا هاجر بين الصفا والمروة سعياً وبحثاً عن الماء، حتى أكرمها الله تعالى ومن عليها بأن فجر الماء عند قدمي الطفل المبارك الصغيرتين، فيما يعرف حتى اليوم ببئر زمزم. بعدها جاءت قبيلة يمنية عربية طيبة تدعى بقبيلة جرهم، واستقرت في الوادي وقد أكرمت هذه القبيلة هاجر واسماعيل، ووضعتهما في مكانة مرموقة، فشب النبي اسماعيل بينهم، وكبر وتعلم اللغة العربية، ثم بنى إبراهيم وابنه اسماعيل الكعبة المشرفة على القواعد، وهبط الملك جبريل معلماً لهذه العائلة الصالحة مناسك الحج، وأمر الله تعالى إبراهيم بأن يذبح ابنه اسماعيل، وامتثل هذان النبيان العظيمان، بهذا الأمر الإلهي، إلى أن افتداه الله تعالى بكبش عظيم، معلناً بذلك انتهاء القرابين البشرية، لأن النفس البشرية نفس عظيمة وعنصر نفيس في هذا الكون الضخم، ولا يجب أن تراق الدماء لأي سبب. يشتهر نبي الله إسماعيل – عليه السلام، بلقبين وهما الذبيح وذلك بسبب أنه هو الذي تقدم للذبح امتثالاً إلى أمر الله تعالى، واللقب الآخر هو أبو العرب لأن العرب من بعده كان منهم نسبة كبيرة من نسله. جدير بالذكر أن النبي الذي جاء من نسل إسماعيل – عليه السلام.