إنها هاجر التي اصطفاها الله من بين نساء العالمين لتكون زوجة لنبي الله ابراهيم ، وتكون أم النبي اسماعيل عليه السلام وجدة رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم ، وجدة العرب أجمعين، وهبتها زوجة فرعون لسارة زوجة النبي ابراهيم ، ثم وهبتها سارة لابراهيم وقالت له: إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل الله تعالي يرزقك منها ولدا فتزوجها ابراهيم، وقد رزقه الله منها اسماعيل عليه السلام، وبوحي من الله ذهب بهما الي مكة، من هنا يبدأ »الاختبار« العظيم لهاجر، الذي لم تتحمله اي امرأة في الارض، من هنا نجد تحمل المرأة المصرية للمسئولية كبيرا جدا وانزلهما موضع »الحجر« ودعا لهما، ثم انصرف فاتبعته هاجر فقالت إلي من تكلنا فلم يرد عليها، فقالت آلله أمرك بهذا، قال نعم، قالت: بإيمان مطلق بالله: إذن لا يضيعنا، وصبرت هاجر علي هذه المعيشة القاحلة الصعبة، حتي نفد الماء فعطشت وعطش وليدها فنظرت الي الجبال، فصعدت إلي الصفا لم تسمع ولاتري شيئا انه الاختبار العظيم، واخذت تسعي بين الصفا والمروة احدي أركان الحج ، واخذت تدعو الله تعالي بعد ان اشرفت علي الهلاك، فإذا هي بجبريل وأخذهم إلي موضع زمزم فضرب بقدمه ففارت عين »زمزم« فأخذت تشرب وتسقي وليدها اسماعيل، ومن حكمة الله عز وجل مازالت تروي البئر الحجيج حتي الآن وهذا التكريم الثاني الي هاجر وابنها اسماعيل وعلي صبرها وايمانها، وقال لها جبريل: لاتخافي الظمأ، وفي ذات يوم مرت رفقة من قبيلة »جرهم« تريد الشام فرأوا الطير، فقالوا لها ان شئت كنا معك فآنسناكي والماء ماؤك فأذنت لهم، وعندما أتي نبي الله ابراهيم الي مكة ليري ابنه وزوجته، قال تعالي: » فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَي فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَي قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ « ، وهنا يأتي »الاختيار« في كلمة سيدنا ابراهيم الي ابنه اسماعيل »فانظر ماذا تري« وهنا تأتي تربية السيدة »هاجر« المصرية لابنها وطاعته لابيه، في رد اسماعيل عليه »يأبت افعل ما تؤمر« طاعة فريدة لم تتكرر، عندما اسلم له في قوله تعالي: »فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ« في اختبار آخر عظيم، وهّم نبي الله ابراهيم ان يذبح ابنه سمع صوتا يقول له »قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين« الصافات، وكانت المكافأة لسيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل في قوله »وفديناه بذبح عظيم« نجاة اسماعيل من الذبح وهذا من فضل الله عز وجل ثم تربية أمه هاجر فأحسنت التربية، وكم نحتاج الآن الي صبية وشباب ذوي قيمة اخلاقية ليكافيء الله من أحسنوا التربية لنبني مصر ام الدنيا.