الرئيس ترامب على وشك الوفاء ببعض وعوده وذلك بجلب آبل للتصنيع داخل الولاياتالمتحدة حيث صرّح أن الرئيس التنفيذي للشركة اتصل به والتزم بإنشاء ثلاثة مصانع جميلة. حالياً تعمل آبل على تصنيع حواسيب الماك برو داخل الولاياتالمتحدة فقط ولم تعلن الشركة قط عن أي التزام بمواصلة هذا التصنيع لأن الشركة تفضّل تعهيد عمليات التصنيع لشركات خارجية والتركيز على التطوير والتصميم. لكن الحديث عن ثلاثة مصانع من آبل يعني ضخّ استثمارات ضخمة من الشركة داخل البلاد وخلق فرص عمل كثيرة وهي مكلفة جداً بالطبع ستنعكس على زيادة أسعار المنتجات. مازالت التفاصيل غامضة ولا نعلم متى سيتم إنشاء تلك المصانع ولا ماهية المنتجات التي ستصنعها وفي أي مناطق ضمن الولاياتالمتحدة ستكون. لكن بنفس الوقت قد يكون تصريح ترامب و تيم كوك فيه بعض الغموض، حيث يمكن أن ينفذ شركاء آبل مصانعهم داخل الولاياتالمتحدة ويديرونها بأنفسهم وليست آبل لكن بفضلها وستصنع فقط منتجاتها. نعلم أن آبل استثمرت مبلغ 200 مليون دولار بشركة كورنينغ التي تطور طبقة حماية الشاشات المعروفة، كذلك تخطط فوكسكون الصينية التي تجمّع هواتف آيفون لإنشاء أول مصنع لها داخل الولاياتالمتحدة. ويبدو أن الرئيس ترامب لا يهتم بأن تكون آبل مالكة أو مديرة لتلك المصانع بقدر ما هي مصانع تنتج منتجات آبل وأن الشركة تعود لأصولها الأمريكية وتضع معظم عملياتها فيها بدلاً من توزيعها على دول آسيوية لاسيما الصين. سبق أن أعلنت آبل عن خطتها لاستثمار مليار دولار في التصنيع داخل الولاياتالمتحدة، لكن هذا الاستثمار سيكون عبر شركات أخرى وليس بشكل مباشر على الأرجح. ومن المنطقي أن ترامب يهتم بضرائب أموال آبل خارج البلاد وليس بسمعة المنتجات التي ستكون صناعة أمريكية. وتحتفظ آبل بما يقدر بنحو 230 مليار دولار خارج الولاياتالمتحدة ومعدلات ضرائبها الباهظة.