بعد مرور أكثر من شهر على الأزمة القطرية، إلا أنه لم تظهر أي بوادر للحل، في ظل مكابرة وعناد قطر، على عدم الخضوع للمطالب العربية، فضلًا عن تصريحاتها المثيرة للدهشة بأن المقاطعة أثرت على الدول العربية، أكثر من الدوحة نفسها، في الوقت ذاته، كشف خبراء بأن الدوحة مقبلة على أزمة جفاف، جراء المقاطعة العربية. وقطعتكلًا من تأتي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر إثر اتهامها بالإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة. كما أغلقت الدول الخليجية المنافذ البحرية والجوية والبرية أمام حركة المرور القطرية، وتعاملت قطر مع ذلك عبر اللجوء إلى تركيا وإيران لاستيراد احتياجاتها من الموارد الغذائية، التي كانت تعتمد في السابق على استيراد أغلبها من السعودية والإمارات. المقاطعة أثرت على العرب أكثر في إطار تصريحات المبررات، قال رئيس غرفة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، إن ما وصفه ب"الحصار" لم يؤثر اقتصاديًا على أسواق قطر بقدر ما أثر على أسواق الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، معتبراً أن القطاع الخاص في دولته "أثبت قدرته على تجاوز تبعات الحصار الاقتصادي،" على حد تعبيره. وأضاف: "جهود القطاع الخاص في هذا ضمنت استمرار تدفق السلع إلى السوق المحلية بنفس الوتيرة التي تضمن عدم حدوث نقص في أي من السلع الاستهلاكية،" حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا". وتابع المسؤول القطري بأن هناك تعاون كبير بين مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، رأى أنه أثمر عن "وجود حلول لجميع المشاكل التي تواجه التجار القطريين، وفتح آفاق جديدة أمام رجال الأعمال لتوسيع أنشطتهم بهدف تغطية وسد أي عجز قد ينتج عن تبعات الحصار في ميزان العرض والطلب وذلك من خلال زيادة الإنتاج المحلي وتوسيع قنوات الاستيراد من الخارج." واستطرد الشيخ خليفة: "الحصار الجائر الذي فرضته دول الجوار على دولة قطر لم يؤثر على السوق القطرية بقدر ما أثر على أسواق تلك الدول التي خسرت شركاتها الكثير نتيجة فقدانها للسوق القطرية في حين استطاعت قطر وبشكل فوري تأمين احتياجاتها من السلع على اختلاف أنواعها عن طريق استيرادها من أسواق بديلة بنفس التكلفة وبجودة أفضل،" على حد تعبيره. دور القطاع الخاص القطري وشدد على أن "القطاع الخاص القطري أثبت مسؤوليته وقدرته خلال الأزمة حيث قام رجال أعمال وشركات قطرية بإبرام اتفاقيات وتعاقدات مع العديد من الشركات في دول متعددة لضمان تدفق السلع والمواد الأولية وبأسعار تنافسية مما جعل المتضرر الأول من الحصار هو الشركات ورجال الأعمال والمصانع في الدول المقاطعة والتي خسرت موقعها في السوق القطرية." نقص احتياطها من المياه وكشفت صحيفة صنداي تليجراف البريطانية، أن قطر التي تستورد 90% من غذائها تغفل أو تتغافل عن مواجهة واقع خطير حيوي، وهو نقص احتياطيها من المياه العذبة، الذي يكفيها ليومين فقط. استندت الصحيفة إلى تصريحات فهد العطية خبير في الأمن الغذائي ومهندس في البنية التحتية القطرية، حين تحدث في مؤتمر "تيد" عن الطرق غير المتوقعة التي تخلقها الدوحة من أجل توفير إمدادات للمياه. وبحسب بحث البرنامج الأمن المائي فإن قطر تقبع تحت خط الفقر المائي بالنسبة لمصادر المياه المتجددة، التي تقتضي أن تبلغ حصة الفرد منها نحو ألف متر مكعب في العام، بينما لا تزيد هذه الحصة في قطر عن 50 متراً مكعبًا في العام. وتسبب إغلاق السعودية لحدودها مع قطر في 5 يونيو الماضي، تسبب في حالة ذعر بين القطريين؛ لاستيراد قطر ل90% من احتياجاتها عبر السعودية، خوفًا من مجاعة قادمة.