"يا كحك العيد يا احنا يا بسكويت يا احنا" "قال ايه وايه.. الكحك ايه.. نقش البنات سكر عليه"، طقوس اعتاد المصريون عليها، خلدتها تلك الكلمات التي وضعت بدقة في أغانٍ طريفة، تمتزج بمشاعر متضاربة، ذكريات لمة العيلة على "طبلية" واحدة، تلك الأيادي الناعمة التي نقشت ورسمت، سهرت وتسامرت على أنغام الفرحة. لا تخلو المنازل الريفية أو الأسر الشعبية من تلك الأجواء التي تضفي مزيدا من البهجة قبل بداية العيد بيوم أو اثنين، يزيد من بهجتها مشاركة الرجال، مباركة الجدة ولمساتها بالنصح والمشورة، حتى هؤلاء الصغار لا يتوقفون عن المداعبة البريئة حين يشوهون معالم الكعك المنقوش قبل وضعه بداخل الفرن. تبدأ النسوة في المنازل بالتحضير لتلك الليلة من شراء المستلزمات، دعوة الجيران للمساعدة، تحضير العجينة وتقطيعها إلى كريات صغيرة، تلتقطها الأيادي الناعمة لتزيينها بالشفرات والمناقيش. في منزلها الكائن بمنطقة البساتين، تجمع "أم محمد" أبنائها وأحفادها كل عام، لعمل كعك العيد في تقليد حافظت عليه الجدة. " خالتي بتشجعنا كل سنة ان احنا نعمل الكحك"، تقولها دلال وترتسم على وجهها البهجة.
فيما تعبر شقيقتها شيماء عن حزنها بسبب غلاء الأسعار الذي أطفأ فرحة العيد، "العيد مبقاش زي الأول الأسعار زادت والعيشة بقت صعبة". تخرج النسوة برفقة الصغار يحملن الصاجات على رؤسهن إلى الفرن، تمهيدا للانتهاء من الخطوة الأخيرة، حتى تكتمل الفرحة ويصبح الكحك فرحة وعيد تكفى ويفيض.