منذ اندلاع الأزمة بين عدد من الدول العربية والخليجية مع قطر، ولجؤوهم فعليًا إلى قطع العلاقات مع الدوحة، هناك من يعكف حاليًا على إجراءات من شأنها التوسط لإيجاد حلول واقعية، تنهي هذا الانقسام الخليجي، فكانت تركياوالكويت، ضمن الدول التي تسعى لذلك لإنهاء تلك الأزمات. جهود الكويت لإنهاء الأزمة ومنذ ولادة الأزمة، تتولى دولة الكويت جهودًا حثيثة، تشمل نشاطاً دبلوماسيًا مكثفًا، عقب تفجر الأزمة القطرية مع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وغيرها من الدول التي قررت قطع العلاقات مع الدوحة أيضا مثل جزر المالديف، وكذلك ليبيا واليمن.
استقبال مبعوثين واتصالات هاتفية وتستمر الجهود الكويتية، حيث أجرى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، جهود وساطة متواصلة من أجل إنهاء الأزمة، وشملت أولى الجهود استقبال مبعوثين ومسؤولين، وإجراء اتصالات هاتفية بأمير قطر تميم بن حمد، ومطالبته بالعمل على تهدئة الموقف.
التنسيق مع الجانب السعودي من جهة أخرى استقبل خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، مستشار العاهل السعودي أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير الكويتي، حيث نقل له رسالة شفهية من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، قِيل بحسب خبراء أنها شملت المطالب السعودية من قطر.
عمان وجهود احتواء الأزمة سلطنة عمان هي الأخرى لم تكن غائبة عن المشهد، فمن جهتها قام يوسف بن علوى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة إلى الدوحة، بزيارة إلى أمير قطر، وأعرب عن ثقته بحكمة قادة مجلس التعاون باحتواء الأزمة غير المسبوقة وإطفاء نار التصعيد.
تركيا وإنهاء الخلافات كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سعيه لحل الأزمة، حيث أجرى اتصالات بكل من أمير الكويتوقطر والعاهل السعودي والرئيس الروسي، سعيًا لإنهاء تلك الأزمة، فيما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعمل على الوساطة بين قطر ودول الخليج، مؤكداً أنه بدأ بالاتصالات الدبلوماسية مع عدد من الدول لاحتواء الأزمة. وأضاف يلدريم، في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أن "أردوغان" يعمل على الوساطة في الأزمة التي اندلعت بين قطر ودول الخليج، مؤكدا ضرورة إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة.
دعم دولي من ناحيتهم أكد خبراء خليجيون، أن الكويت تسير وسط دعم دولى وإقليمي متزايد لتغليب الحوار للخروج من الأزمة، ما يعزز نجاح الوساطة الكويتية، من بينها الجهودد التركية، التي تشدد على ضرورة إنهاء الأزمة، بجانب موقف الولاياتالمتحدة وروسيا ودعوتهما للحوار والبعد عن التصعيد.
قطر تتأهب لجهود حل الأزمة من ناحيته قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر، بعد أن قطعت دول عربية كبرى العلاقات معها، مضيفاً أن أمير قطر أرجأ خطابه لمنح الكويت فرصة للعمل على إنهاء التوترات الإقليمية.
جهود ستتكلل بالنجاح وفي ذات السياق أكد أحمد قبال، الباحث السياسي، أن جهود المصالحة التي تتولاها الدول الخليجية لا سيما الكويت وسلطنة عمان، ستتكلل بالنجاح، خاصة أن هناك خوف كبير من اندلاع الأزمة بحيث تشمل تصعيدات أخرى كبيرة. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن نجاح الدول المتوسطة لإنهاء الخلاف، بالتأكيد ستحدث لكنها مشروطة بخطوات بناء ثقة وضمانات، ستطلب تلك الدول تنفيذها من قطر.
ثِقل قطري وأوضح "قبال" أن خروج قطر من المنظومة الخليجية يطيح بالكتلة الاقتصادية الخليجية تمامًا، ويمنح إيران ورقة إقليمية رابحة على طبق من فضة، معتقدا أن دول الخليج تعي ذلك جيدًا. ولفت إلى أن قطر من الناحية الاقتصادية وإنتاجها واحتياطياتها من الغاز تكاد تعادل المملكة العربية السعودية، وهذا يعطيها ثقل كبير في هذا المجال، قائلا "لا يمكن أبدًا التفريط في قطر كموقع وقوة اقتصادية". وذكر أن المصالحة وإن طالت وتشعبت بين أطراف إقليمية على رأسها تركياوالكويت أو حتى بوساطة دولية ستنجح في النهاية لكن بضمانات تلتزم بها قطر.
الإرادة السياسية كما أكدت الدكتورة هدى راغب، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن جهود الوساطة ستتكلل بالنجاح في حال إذا ما توافرت الإرادة السياسية لدى الجانبين، لا سيما أن هناك شروط فرضت من قبل دول الخليج لإنهاء الأزمة مع قطر. وبسؤالها عن مدى ردع قطر عبر تواصل قطع العلاقات، أوضحت أن هذا الأمر لابدّ منه تمامًا، مبينًة أن قطر لديها أيادي كثيرة في دعم الإرهاب، وتخريب الدول العربية والمنطقة.
الشروط السعودية الإماراتية وأوضحت أن المصالحة تقف أيضًا على مدى تعامل قطر مع الشروط الخليجية التي أكدتها دول الخليج، ممثلة في الإمارات والسعودية والبحرين، والتي تؤكد ضرورة قطع العلاقات مع إيران، وتوقف الجزيرة عن ممارساتها ودعمها الجماعات الإرهابية. وعن تغريدات ترامب التي تحث على مواصلة هذا الدور تجاه قطر، ذكرت أن ترامب ربما يقف وراء هذه الحملة الشعواء تجاه قطر، انطلاقًا من علاقاتها القوية مع إيران، التي يبغضها الرئيس الأمريكي إلى حد كبير، وبالتالي يمارس هذا الدور المضاد تجاه قطر.