يرى الإسباني لوكاس ألكاراز، مدرب الجزائر، أن التأهل لمونديال روسيا 2018 لايزال ممكنًا، لكنه يعتقد أنه لتحقيق ذلك على الفريق أن يغير بعض الأمور، وأن يتحول إلى فريق متكامل بدلاً من أن يكون مكتظًا بالنجوم. وأقر ألكاراز، الذي سيخوض أول مهمة له مع الجزائر أمام غينيا وديًا اليوم الثلاثاء، بأن الحاجة العاجلة لتحقيق نتائج إيجابية يمكن أن تمثل عائقًا في مشواره مع "محاربي الصحراء". فالجزائر تملك في صفوفها أبرز لاعبي أفريقيا، وعلى رأسهم رياض محرز "ليستر سيتي"، أفضل لاعب في القارة السمراء لعام 2016. لكن هذه القوة لم تنعكس مؤخرًا على الملعب، بعد إقصاء المنتخب الجزائري من أول أدوار أمم أفريقيا هذا العام وحلوله أخيرًا في مجموعته بالتصفيات الأفريقية لمونديال روسيا. وأكد ألكاراز قبل مباراته الأولى مع "الخضر"، أن "نجم المنتخب ينبغي أن يكون الفريق نفسه. أعتقد أنه إذا ما نجحنا في أن يلعب المنتخب كفريق فسنكون أقرب من تحقيق حلم الناس وتحقيق نتائج مرجوة". وأوضح المدرب "تحدي اللاعبين والجهاز الفني هو التأكد من أن اللاعبين لديهم مساحة للمواهب الفردية، لكن أن يتعلموا كيفية استغلال تلك المساحة لصالح احتياجات المنتخب". وشدد "أعتقد أن الموهبة مطلوبة من جانب لكن أيضا اللعب الجماعي الذي يحتاجه المنتخب من جانب آخر، ينبغي الجمع بينهما". وستكون انطلاقة ألكاراز مع الجزائر أمام غينيا؛ استعدادًا لمواجهة توجو يوم 11 الجاري في مباراة مؤهلة لكان 2019. وقال المدرب "صحيح أن التأهل للمونديال يعد صعبًا لأننا لم نفز بأي من مباراتينا السابقتين، لكن طموحنا هو الفوز بما تبقى، فإذا فزنا فيما تبقى لنا من مباريات سنحظى بفرص للتأهل". وأضاف "الأمر ليس سهلاً، لكن من الواضح أننا لا يمكننا فقدان هذا الطموح. أؤمن بشدة أن البلد بأكمله وكرة القدم الجزائرية واللاعبين والجهاز الفني لديهم الرغبة في التأهل للمونديال". وتابع متحدثا عن توجو "ينبغي التفكير في تحقيق نتيجة إيجابية وفي تقديم مباراة جيدة.. بالطبع نعلم أن الأمر لن يكون سهلاً ولكن علينا الاستعداد لتقديم مباراة جيدة، لكن مع ألا نخشى أيضًا تقديم مباراة سيئة". وعلى الرغم من أن النتائج تعد أمرًا ملحًا للمنتخب وجماهيره التي تعيش حالة من الاكتئاب، فإن مسؤولين بالاتحاد الجزائري لكرة القدم أكدوا أن ألكاراز هو مشروع مستقبلي. فمهمة الرجل تتمثل في تحديث وإدخال طرق أخرى للعب على الصعيد العالمي في كرة القدم الجزائرية، مع التركيز على لاعبي الدوريات المحلية، وهو الأمر الذي بدأه المدير الفني الإسباني. وقال ألكاراز "عمل المدرب الوطني يتمثل أولاً في تدريب المنتخب، وبعدها العمل مع منتخبات الدرجات الأدنى ينبغي أن يؤثر نوعًا ما على المنتخب الأول، وأن يتمكن لاعبون شباب مع مرور الوقت الاقتراب من المنتخب". ولهذا السبب، فإن ألكاراز ومساعديه، قاموا خلال 3 أشهر فقط من توليه المنصب، من متابعة وتحليل أداء أكثر من 60 لاعبًا، سواء في البطولات الأوروبية أو المحلية. وأدى العمل المكثف إلى ظهور أول قائمة للمنتخب تضم 24 اسما، إضافة "لمدعوين اثنين"، ويبرز فيها عودة سفيان فيجولي (وست هام)، وكارل مجاني (طرابزون سبور). كما تضم القائمة أيضًا اللاعب الشاب الواعد، يوسف عطال، المحترف بنادي بارادو المحلي الجزائري، والذي يختبره إشبيلية هذا الصيف. وعن تجربته الحالية مع الجزائر، قال "أعتقد أنها كانت مكثفة للغاية. في العديد من الاتجاهات، أعمل على متابعة اللاعبين، سواء بشكل مباشر أو عبر الفيديو. أقوم بزيارات، أنظم جلسات، أقوم بجميع أنواع العمل". وأضاف عن الأجواء في الجزائر: "عاملوني بشكل جيد للغاية. أعتقد أن الجميع بمن فيهم أعضاء الاتحاد يساعدون في تسهيل العمل الخاص بنا، وفي أن تكون إقامتنا هنا جيدة بأفضل شكل".