على مدار مسيرته كلاعب ، لم يحقق ماسيميليانو أليجري، المدير الفني الحالي ليوفنتوس الإيطالي، تطوراً ملموساً ولم يترك بصمة حقيقية. لكن هذه المسيرة المتواضعة كلاعب، ولقبه السابق "الأنشوجة"، لم يترك أي أثر سلبي على مسيرته التدريبية التي قد يتوجها السبت بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا إذا تغلب يوفنتوس على ريال مدريد الإسباني في نهائي البطولة المقرر في كارديف. وخلال مسيرته كلاعب، نال أليجري لقب "الأنشوجة" لبنيته الجسمانية الهزيلة، لكن هذا اللقب لم ينتقل معه إلى مسيرته التدريبية. والآن، تبدو الفرصة سانحة أمام أليغري لتقديم أفضل نجاح في مسيرته التدريبية، التي شهدت تطوراً ملموساً منذ توليه مسؤولية يوفنتوس في 2015. وفي موسمه الأول مع يوفنتوس، أحرز أليجري ثنائية دوري وكأس إيطاليا، لكنه خسر أمام برشلونة الأسباني 1-3 في نهائي دوري الأبطال، لتكون الخسارة السادسة ليوفنتوس في 8 مباريات نهائية خاضها في البطولة على مدار تاريخها. وفي كل من الموسمين التاليين، أحرز أليجري الثنائية المحلية مجدداً مع يوفنتوس، ليحقق الفريق معه رقمين قياسيين إيطاليين حيث أصبح أول فريق يحرز الثنائية مجتمعة ل3 مواسم متتالية، كما أصبح أول فريق يحرز لقب الدوري الإيطالي 6 مواسم متتالية. وأصبح يوفنتوس بقيادة أليجري على وشك تحقيق إنجاز تاريخي بإحراز الثلاثية (دوري وكأس إيطاليا ودوري الأبطال الأوروبي) في موسم واحد للمرة الأولى في تاريخ النادي وكذلك في تاريخ الأندية الإيطالية. ويبدو يوفنتوس مرشحاً هذه المرة للفوز بلقب دوري الأبطال على نفس قدر الترشيحات التي ترافق الريال إلى هذا النهائي المقرر في كارديف. وقدم يوفنتوس موسماً رائعاً في البطولة الأوروبية، حيث استقبلت شباكه 3 أهداف فحسب في 12 مباراة خاضها الفريق بالبطولة حتى الآن، كما أطاح ببرشلونة الإسباني من ربع النهائي بالتغلب عليه 3-0 في مجموع المباراتين. وخلال مسيرته كلاعب، خاض أليغري (49 عاماً) 7 مواسم في دوري الدرجة الأولى بإيطاليا، لكنه لم يظهر تطوراً كبيراً في مستواه كلاعب خط وسط، لكنه أظهر هذا التطور الملحوظ في مسيرته التدريبية التي بدأت في 2003 بدرجة دنيا من درجات الدوري الإيطالي. وأكد أليجري أن بدء العمل مع أندية صغيرة تواجه الصعاب يكون أمراً مهماً في المسيرة الاحترافية لأي مدرب. وقاد أليجري فريق ساسولو للفوز بلقب دوري الدرجة الثالثة في 2008، كما قدم موسمين رائعين مع كالياري في دوري الدرجة الأولى، قبل الانتقال لتدريب ميلان في 2010، حيث قاده للقب الدوري الإيطالي في أول موسم له مع الفريق. ولكن ميلان، الذي بدأ بعدها مرحلة الانهيار، أقال أليغري في يناير 2014، ليمهد بهذا الطريق نحو توليه مسؤولية تدريب يوفنتوس خلفاً للمدرب أنطونيو كونتي، الذي ترك تدريب الفريق في يوليو بعد الفوز مع الفريق بلقب الدوري 3 مواسم متتالية. وجلب أليغري الرشاقة الخططية والهدوء إلى الفريق، وقاده إلى الفوز بلقب الدوري للموسم الرابع على التوالي، إضافة للفوز بكأس إيطاليا، بعدما افتقد يوفنتوس الفوز بلقب الكأس على مدار 20 عاماً. وأظهر الموسم التالي نقطة القوة الرئيسية لدى أليغري، وهي الثبات في اللحظات العصيبة، حيث بدأ الفريق رحلة الدفاع عن لقبه في الدوري بشكل هزيل واتسع الفارق مع الصدارة إلى 11 نقطة، لكنه استعاد اتزانه سريعاً وتوج باللقب بعدما حقق الفوز في 24 من 25 مباراة متتالية، ليحسم لقب البطولة في 2016 قبل 3 مراحل من نهاية الموسم. وقدم أليجري دائماً نزعة مكيافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) مستنكراً الاتهامات بأن الكرة التي يقدمها فريقه تكون بعيدة أحياناً عن الإبهار. وقال أليجري: "تقديم أداء دفاعي جيد يعادل الأداء الهجومي الجيد.. الهدف هو تحقيق النتيجة وأن يمكنك الوصول لهذه النتيجة بأي وسيلة. يجب أن نفوز بالمباريات ونحصد النقاط".