جاءت تصريحات أمير قطر، تميم بن حمد، صادمة للكثيرين، لا سيما تأكيده على أن حزب الله ليس ارهابيًا، وإنما حزباً مقاوماً، وأن إيران دولة إسلامية تمثل ثقلاً إقليمياً لا يمكن تجاهله على حد وصفه، محذراً مما اسماه التصعيد معها، وبرغم شدة الكلمات التي نزلت كالسهام على الدول العربية، إلا أن هذا يمثل تاريخاً كبيرًا في العلاقات بين حزب الله الإرهابي وبين قطر التي باعت القضية العربية منذ زمن بعيد بعد أن تنصلت من عروبتها بالكلية. الجزيرة القطرية "تلمّع" قاتل أطفال العرب وليس لأول مرة أن تصدر تلك التصريحات من أمراء قطر، وإنما كثيرة هي المرات التي يتم فيها "تلميع" إيران وأزلامها، من قبل حكام قطر، فمن أهم المرات التي تم "تلميع" فيها عميل إيران في لبنان، حسن نصر الله، زعيم أكبر مليشيا شيعية، يرجع ولاءها إلى طهران، كانت حرب 2006، والتي اندلعت بين حزب الله وبين إسرائيل، إلا أنها وفي الحقيقة لم تكن حربًا فعلية، وفق ما أكده كثيرون من الباحثين والمحللين السياسيين، وبرغم ذلك مارست قناة "الجزيرة" القطرية دورا قذرًا في تلميع "نصر الله" إلى حد وصفوه ب "سيد المقاومة".
ماذا فعلت الجزيرة؟ وخلال الحرب تفوّقت قناة "الجزيرة" القطرية، على تلفزيون المنار التابع ل "حزب الله" في تغطية شهقات وزفرات "سيد المقاومة" حسن نصرالله، حيث خلعت القناة القطرية زيّها وطابعها العربي، لتمارس دوراً حقيراً في رفع هامة رجل إيران في لبنان، الذي صُنع من ورق، حيث لم تكن حرب على الإطلاق، وهكذا مارست الجزيرة أحط الأدوار، التي انخدع بها جميع الوطن العربي. كما لعبَ مدير مكتب القناة في بيروت آنذاك غسان بن جدو، الذي كان تربطه علاقات قوية مع حسن نصر الله، دوراً محورياً في توجيه دفة التغطية وإدارتها وتنويع محتوياتها وفق ما يشاء، بتنسيق واضح لا يختلف عليه اثنان مع "حزب الله" الذي كان يعطي جميع مواده حصرية، وهو ما يعكس ثقته العمياء بصديقه الصدوق غسان بن جدو، الذي يعمل بدوره لدى قناة الجزيرة.
زيارة حمد بن خليفة وامتداحه عملاء إيران وفي عام 2011، زار أمير دولة قطر آنذاك، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني جنوبلبنان، حيث لقي استقبالًا شعبيًا حافلًا، وتسلم مفاتيح عدد من البلدات، وأشاد بمليشيات حزب الله، ووصفها بالمقاومة التي تصدت للعدوان الإسرائيلي عام 2006، قائلا "المقاومة رفعت رأس لبنان والعرب". كما وصف وقتذاك، عملاء إيران، ب "المجاهدين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الدفاع عن الوطن".
دفع أموال لدعم الحزب بطرق ملتوية وفي إبريل الماضي، دفعت الدوحة نحو 2,340 مليار دولار كفدية مقابل إطلاق سراح الصيادين القطريين، الذين ينتمون للأسرة الحاكمة بقطر، والذين تم اختطافهم أثناء رحلة صيد على الحدود السورية العراقية في يناير 2016، وكان عددهم 26 صيادًا. كما شملت الصفقة الإفراج عن عناصر تابعة لحزب الله كانوا محتجزين لدى فصائل مسلحة في سوريا، وإجلاء سكان 4 بلدات شيعية محاصرة في سوريا من قبل فصيل أحرار الشام.
وسيط بين المليشيات الشيعية كما أكدت بعض المصادر عن وجود دعم قطري للمعارك الدائرة بين فيلق الرحمن، وبعض الميليشيات الأخرى من أجل الاندماج تحت هيئة تحرير الشام، وقتال الفصائل التي ارتضت الجلوس إلى مائدة الحوار مع النظام، هذا بالإضافة إلى وجود علاقات مع الميليشيات الإيرانية الشيعية وحزب الله.