وصف وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو إضراب الأسرى ب"ملحمة إرادة، وملحمة شعب يناضل كل يوم من أجل الحرية، والخلاص من نير هذا الاحتلال الذي يصادر الأرض والحلم بغد مشرق"، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني برمته يخوص "معركة يومية بوجوده على أرضه، وإصراره على انتزاع حقوقه رغم أنف سياسات الاحتلال والتنكيل اليومي .. شعبنا الذي يناضل في كلمة قرية ومخيم ومدينة على امتداد جغرافية فلسطين، وطن الآباء والأجداد، وحاضرنا وغداً". وأضاف: إنها ملحمة أسرانا الأبطال الذي يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم الثامين والثلاثين .. إنها الإرادة التي نتعلم منها، ونستمد منها قوتنا في الصمود على أرض بلادنا .. لليوم الثامن والثلاثين لم يفلح السجان في انتزاع أي تنازل عن مطالبهم الإنسانية والوطنية والقانونية، بل شكلوا جداراً امام هذا الجدار، وصعدوا بكامل أرواحهم مارداً يقف في مواجهة صغر الزنزانة والسجان .. إنهم هؤلاء الذين يخوضون بالنيابة عن الأمة كلها إضراباً مفتوحاً عن الطعام، ليعلموا الجميع درس الإرادة .. يشبهمم في ذلك، الأمهات اللواتي يحتضن شجر الزيتون في أراضيهن منعا لاقتلاعهن، ويشبههم السيدات اللواتي يقفن خلف أبنائهن وبناتهن من أجل غد أفضل، كما الآباء الذي يكدحون كل يوم من أجل أن يصل أبناؤهم وبناتهم إلى الغد، دون احتلال ودون زنزانة ودون رصاص .. يشبههم في ذلك هذه الإرادة التي تنتشر على كامل الخارطة .. لقد فشل الاحتلال في أن تهزم الإرداة الفلسطينية، لسبب واضح وبسيط هو أنتم الذين تصنعون درس الإرادة كل يوم، والذين منكم نحن نتعلم هذا الدرس، ونشكل معكم وبعكم هذه المسيرة التي تنتطلق كل يوماً شمساً جديدة من أجل حرية البلاد.
جاءت عبارات الوزير بسيسو هذه، خلال مشاركة في حفل تخريج الفوج السابع والأربعين (فوج سنابل الكرامة) من طالبات كلية إنعاش الأسرة ومراكز التدريب الأكاديمي المهني، حيث بلغ عدد الخريجات 210 طالبة توزعن بين تخصصين أكاديمين (دبلوم) هما: التمريض، والسكرتاريا الطبية، وخمسة تخصصات مهنية هي: التطريز على الماكنة، وفن الخياطة وتصميم الأزياء، والتجميل، وفن التصوير و التصوير والمونتاج التلفزيوني، وتخصصين أكاديميين هما: تربية الطفل، والسكرتاريا وادارة المكاتب.
وأكد بسيسو على أن ما تقدمه انعاش الأسرة للمجتمع الفلسطيني منذ عشرات السنين لا يقدر بثمن، وأن هذه الجمعية الرائدة انطلقت وما تزال محلّقة بشموخ، مقدماً تهانيه للخريجات وأهاليهن، ومؤكدا أن "شعبنا الحيّ يقدم في كل يوم نموذجا للنساء القادرات على رفع اسم فلسطين عاليا".
وأضاف: منذ أن تشكلت جمعية إنعاش الأسرة في العام 1965، وهي تشكل بعملها ملحمة إرادة تتواصل وتتجدد .. فهي تعكس بعملها مفردات الصمود بكافة أشكالها، فمسيرتها تعكس إصرار نخبة من سيدات فلسطين لتكريس واقع جديد في مواجهة واقع الاحتلال البغيض، عبر التعليم، والأسرة، والتنمية، وهذا ما لمسناه ونلمسه جيداً من خلال مسيرة الجمعية الرامية لبناء جيل واع ومثقف قادر على حمل راية الثقافة والهوية الفلسطينية .. "إنها مسيرة تستحق كل التقدير والدعم".
وكانت فريدة العارف العمد، رئيسة الجمعية استهلت الحفل، الذي اشتمل على فقرات فنية متعددة، بكلمة ترحيبية، استعرضت خلالها مراكز الجمعية واقسامها وتطورها، مشددة على اهمية التعليم الأكاديمي و المهني للفتيات.
وقالت العمد: أسرانا الأبطال يخوضون في هذه الأيام أصعب المعارك من أجل الحرية والكرامة، فكان أقل ما يمكن أن تصنعه الجمعية هو تثبيت صمودهم عبر إهداء تخريج هذا الفوج لهم وتسميته ب"سنابل الكرامة".
يذكر أن الاحتفال أقيم في قاعات الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة البيرة، وحضرته العديد من الشخصيات المجتمعية والاعتبارية وممثلي الجمعيات المجتمعية والمؤسسات الرسمية، و الهيئات الادارية والاستشارية والعامة في جمعية انعاش الاسرة اضافة إلى أهالي الطالبات الخريجات، والطالبات أنفسهن.