بالرغم من الهجوم الذي طال طارق الزمر، عقب فوزه برئاسة حزب البناء والتنمية، من قبل بعض القيادين داخل الحزب، إلا أن بعض المراقبون في الشأن السياسي، أكدوا أن من الصعب حل الحزب، أو الاطاحة ب"الزمر"، نظرًا لقوة الدعم القطري والتركي له. وشن أحد القيادين، بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، هجومًا حادًا على الحزب، بعدما أُعلنت النتيجة النهائية للانتخابات الداخلية، لاختلاف رؤية طارق الزمر والهاربين خارج البلاد، عن رؤية المقيمين داخل البلاد.
البداية بدأت عملية التصويت في الانتخابات الداخلية لحزب البناء والتنمية –المنبثق عن الجماعة الإسلامية-، لاختيار رئيس جديد للحزب وأعضاء هيئته العليا، أمس السبت، حيث اكتمل النصاب القانوني، بتسجيل أعضاء المؤتمر العام أسمائهم.
وتنافس على منصب رئيس الحزب، الدكتور طارق الزمر الذي تقدم بأوراق ترشحه لفترة رئاسية ثانية، وصلاح رجب نائب رئيس الحزب، وجلال سمك الأمين العام، وعلى عضوية الهيئة العليا يتنافس 119 مرشحا، كما أجريت الانتخابات في 4 لجان بالتزامن في محافظاتالجيزة (المقر الرئيسي) والإسكندرية وسوهاج والمنيا.
نتيجة الانتخابات جاءت نتيجة الانتخابات الداخلية للحزب، بفوزر رئاسة الحزب الدكتور طارق الزمر 261 صوتا بنسبة 52.5%، أما المركز الثاني صلاح رجب 139 صوتا بنسبة 27.9%، والمركز الثالث جمال سمك 97 صوتا بنسبة 19.6%، وبلغت نسبة الموافقة على تعديل اللائحة 98.5%، ونسبة الموافقة على التوصيات الختامية 99%.
قطر وراء فوز "الزمر" في انتخابات "البناء والتنمية في البداية قال الدكتور نبيل نعيم، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن حزب البناء والتنمية أصبح اسم بلا مضمون، نظرًا لأن معظم أفراد الجماعة الإسلامية للحزب انشقوا عنه، وأرجع نجاح طارق الزمر إلى الدعم "القطري"، موضحًا أن هذا الحزب محصورًا في القيادات الخارجية التي تدعمها "قطر". وأضاف " نعيم"، في تصريح خاصة ل"الفجر"، أن الهجوم على اختيار "الزمر" رئيسًا للحزب يرجع إلى أن عدد كبيرا من الشباب اعتبر أن "الزمر"، وعاصم عبد الماجد، قاموا بتوريطهم فيما يسمى بتحالف دعم الشرعية وبالنهاية دعوا للمصالحة مع النظام، وهو ما أشعرهم بالمتاجرة بهم من قبل "الزمر"، وأنه بلا مبدأ يسير عليه، سوى أنه أداة في يد قطر- بحسب قوله. صعب الاطاحة به من رئاسة الحزب وأشار القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أنه بالرغم من الهجوم على "الزمر" كرئيسًا للحزب، إلا أنه صعب الاطاحة به نظرًا لدعمه من قبل تركياوقطر وجماعة الإخوان المسلمين، مستدركًا أن حزب البناء والتمنية ليس له وجود سياسي على الأرض سوى على "الفيس بوك".
فوز "الزمر" يؤدي لانشقاقات في الجماعة الإسلامية فيما قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، أن فوز "الزمر" برئاسة انتخابات حزب البناء والتنمية، يشير إلى أن الجماعة الإسلامية على وشق انشقاق جديد، نظرًا لوجود معارضة كبيرة لسياسات "الزمر" داخل الحزب. وأضاف "السعيد"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن في الحالتين لا يستحقون هذه الجماعات البقاء في العمل السياسي، لأنهم يستخدمونها في تلويث عقول الشباب، لافتًا إلى أن الشارع المصري والسياسيون رافضين وجودهم تمامًا، لذا هذه الانتخابات لا تعير أهمية لدى المصريين.
انتخابه هيؤدي لحل الحزب من جانبه قال خلف عبد الرؤوف علام، القيادى بحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، خلال انتقاده للحزب، إن انتخاب طارق الزمر رئيسا لحزب البناء والتنمية، ربما يؤدي لحل الحزب، معللا ذلك بصدور حكم غيابي بالسجن لمدة 15 عاما فى قضية متصلة بالإرهاب ضد "الزمر".
وقال" عبد الرؤوف"، بحزب البناء والتنمية: "كنت أتمنى انتخاب قيادى آخر غير طارق الزمر لرئاسة حزب البناء والتنمية، رغم قناعتي بأنه أفضل المرشحين وأكثرهم عمقا فى الرؤية السياسية، ولكن ظروف إقامته بالخارج لأسباب أمنية تحول بينه وبين ممارسة دوره كرئيس للحزب، وقد أعلنت ذلك الرأى من قبل، فضلا عن أن المقيم خارج البلاد بطبيعة الحال يفتقد كثيرا من حساسية تأثير المواقف والتصريحات ومردودها على وضع الحزب"، وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأوضح القيادي"، أن رؤية طارق الزمر والهاربين خارج البلاد، تختلف تمًاما عن رؤية المقيمين داخل البلاد، متابعا: "السبب المهم أيضا أن رؤية طارق الزمر السياسية مختلفة عن الرؤية التى أرى أن الحزب والجماعة يحاولان بلورتها منذ فترة، فبينما يرى طارق فى تصريحاته هو وغيره من المقيمين بالخارج ضرورة استمرار مسار ثورة يناير وفقا لمبادئ يناير وأهدافها، فإن الجماعة والحزب يسعيان لبلورة مبادرة من شأنها تحقيق مصالحة وطنية عامة، وهو تباين فى الرؤى وازدواجية غير مبررة تماما".