هاشتاج "أول محاولة تحرش كان عمرى؟" يفضح عورات الأهل والأقارب رغم مرور أسبوعين على تدشين هاشتاج #أول_محاولة_تحرش_كان_عمرى، إلا أن أصداءه ما زالت واسعة، التفاعل عليه لم يقل، زادت أعداد المشاركات، فتضاعفت الحكايات والمآسى، فأصبح لزامًا علينا التواصل مع مدشنته والغوص فى تفاصيل أبرز الحالات؛ لا لشىء إلا للتوعية، خاصة أن معدلات التحرش بالأطفال ارتفعت فى الفترة الأخيرة. فقبل شهر تقريبًا، وتحديدًا قبل تدشين الهاشتاج، حكت لنا إحدى الأمهات قصة تحرش عجوز ستينى بطفلتها «ر» بنت الأربعة أعوام، فقالت: «بنتى 4 سنين، ويوميًا تذهب إلى الحضانة، وعودتها منذ اليوم الأول لها خارج البيت أن تروى لى ما يحدث معها، وذات يوم أخبرتنى أن مالك الحضانة العجوز كان يلعب معها، وطلب منها ألا تلعب بملاهى الحضانة كثيرًا حتى لا تسقط، فطلبت منها أن تسمع كلامه لأنه خائف عليها، خاصة أن عمره يتخطى ال60 عامًا». وأضافت: «وعندما طلبت من ابنتى أن تقترب منى لأغير لها ملابسها قالت لى على فكرة يا ماما جدو صاحب الحضانة فتح لى زرار البنطلون وقلعنى ولمس جسمى من تحت، بعد ما قعدنى على المكتب علشان يلعب معايا وبعد كده شالنى ودخلنى على الكنبة ونيمنى عليها وفتحلى الزرار ونزلى هدومى، لم أتمالك نفسى من الصدمة فاتصلت بهذا الرجل وقمت بسبه، فأخبرنى أنه لم يفعل ذلك، وقال إن ابنتى دخلت الحمام لقضاء حاجتها والدادة لم تكن موجودة فقام هو بغسلها من أسفل بعد قضاء حاجتها، قررت على الفور الذهاب إلى طبيب للكشف على ابنتى، فقال لها إن غشاء البكارة سليم ولكن الطفلة على جسمها آثار التهابات واحمرار نتيجة احتكاك يدوى». هند إسماعيل، صاحبة فكرة الهاشتاج، لم تتوقع حجم تفاعل الرجال قبل الفتيات مع ما كتبته، ففى غضون دقائق قليلة أصبحت حكايات الهاشتاج الذى أطلقته حديث الجميع. تقول هند، 25 عامًا، الهاشتاج بدأ على «تويتر»، حينما طلبت منى صديقاتى أن يكتبن قصصهن مع التحرش، ولكن دون كتابة أسمائهن، فدشنته وطلبت منهن أن يروين قصصهن مع أول محاولة للتحرش، الغريب أن التفاعل على «تويتر» كان قليلا جدًا على عكس «فيس بوك»، الذى حقق انتشارًا واسعًا وتفاعلا غير مسبوق، لم نستهدف موضوع التحرش بالأطفال، ولكن المفاجأة تمثلت فى أن أغلب المشاركات خصت فترة الطفولة بنسبة قاربت ال95%، الأغرب أن معظمها ارتكبها الأقارب. إسراء صالح، 28 عامًا، إحدى الشابات اللاتى شاركن بحكايتهن مع التحرش على الهاشتاج، اعترفت أن أحد أقربائها يكبرها بعشر سنوات تقريبًا، تحرش بها لأول مرة عندما كان عمرها ست سنوات، بعدما وضع يده داخل ملابسها واحتك بجسدها، وأضافت بعد نشرى لهذه الواقعة على الهاشتاج، أرسل لى ثلاث فتيات من أقاربى، ليخبرونى أن نفس الشخص تحرش بهن أيضا وهن أطفال، وأخذت صورة من الكلام وأرسلته له وقلت له هذا الكلام يخصك، فرأى الرسالة ولم يرد على. أما دينا صلاح، 24 عامًا، أخصائية نفسية وإحدى المشاركات على الهاشتاج، فقالت إنها تعرضت للتحرش فى طفولتها من أحد جيران جدها، عندما كانت تلعب مع ابنته الصغرى، وذات مرة ذهبت لشراء بعض الحلوى وعند رجوعها قابلها هذا الرجل على السلم وقال لها: «تعالى العبى مع مريم»، فدخلت شقته على أساس أن ابنته موجودة، لكننى لم أجدها. وتضيف: فوجئت بالرجل يخلع عنى ملابسى ووضعنى على الكنبة وخلع ملابسه واعتدى على، كنت خائفة جدًا، بكيت وصرخت لكن لم يسمعنى أحد، وعندما انتهى مما أراد أمسك بسكين وهددنى «لو قولتى لحد على اللى حصل هدبحك.. اللى حصل أثر على نفسيتى، ودخلت كلية آداب علم نفس بسبب هذه الواقعة. دينا كشفت أن التحرش قد يتسبب فى تحويل المتحرش به إلى المثلية ودخول عالم الشواذ جنسيًا، وأحيانا يترسخ إحساس بالانتقام داخله لأنه لا يستطيع أخذ حقه، ويصور له عقله الباطن طوال الوقت أنه فى حاجة للانتقام حتى يثأر لنفسه وكبريائه وكرامته، لذلك يختار طرفًا أضعف منه ليكون هو فريسته.