ردد المئات من أنصار حاكم جاكرتا المسيحي أغاني وطنية أمام مجلس المدينة في العاصمة الإندونيسية اليوم الأربعاء، احتجاجاً على سجنه بعد إدانته بالتجديف بعد محاكمة أثارت مخاوف من صعود التعصب الديني في البلاد. واستأنف باسوكي تجاهاجا بورناما، الحكم بسجنه لعامين، وهي عقوبة أقسى من المتوقع، بعد إدانته بالإساءة للقرآن والبلد الذي تعيش فيه غالبية من المسلمين. وبناء على أوامر القاضي في نهاية محاكمته جرى اعتقال بورناما على الفور أمس الثلاثاء. وبورناما هو أول زعيم مسيحي من العرقية الصينية يجري انتخابه حاكماً لجاكرتا. وبينما هو محتجز داخل إحدى منشآت الاحتجاز التابعة للشرطة ارتدى أنصاره أزياء بلوني العلم الإندونيسي الأحمر والأبيض واحتشدوا عند مكتبه تعبيراً عن تضامنهم معه. وترددت أصداء هذه القضية في أنحاء إندونيسيا وهي دولة علمانية تتمتع بالحرية الدينية والتنوع وفقاً للدستور رغم أن 85% من سكانها مسلمون. وقال الزعيم الروحي الهندوسي، إي جوستي نوراه هارتا، إن الحكم بإدانة بورناما يعني أن الأقليات ستتضرر أمام القانون مستقبلاً. وتابع، "هذا يعني أنه أمام القانون ستتعرض الأقليات للظلم على نحو متزايد لأن القضاة لن يكون بوسعهم فعل الكثير في مواجهة الضغوط التي يواجهونها". وأدانت جماعات حقوقية هذا الحكم. وخضع بورناما، وهو حليف للرئيس جوكو ويدودو، للمحاكمة العام الماضي بدعوى أنه أساء للقرآن عندما قال إن المتنافسين السياسيين يخدعون الناس باستخدام آية من القرآن تشير إلى أن المسلمين ينبغي ألا يحكمهم غير المسلم. وكانت جماعات إسلامية حشدت مئات الآلاف من المحتجين في الشوارع للمطالبة بإقالة وسجن بورناما مما يجهض فرص إعادة انتخابه. وقال هيرونيموس روبا (36 عاماً) وهو قس كاثوليكي انضم لمؤيدي بورناما "أنظر إلى الموقف من زاوية وحدة دولة إندونيسيا لا من منظور الكراهية تجاه جماعة أو دين أو طائفة من الناس". ودعت المنظمة، التي حشدت للمظاهرات المناوئة لبورناما، اليوم الأربعاء، كل الأطراف إلى "تفهم وقبول حكم القاضي".